1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

آنه فرانك – ضحية للنازية لا تزال تلهم الكثيرين

١٣ يونيو ٢٠٠٩

لو كانت آنه فرانك تمكنت من تحقيق حلمها، لكانت أصبحت كاتبة شهيرة، ولكنها وهي فتاة لم تنج من الإرهاب النازي. ورغم ذلك أصبحت مشهورة، إذ تُعد مذكراتها من أكثر المؤلفات مبيعاً في العالم.

https://p.dw.com/p/I8oU
آنه فرانك - لم تنج من إرهاب النازيين لكنها بمذكراتها أثرت في حياة الملايينصورة من: AP

روى الرئيس الأسبق لدولة جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا أن مذكرات آنه فرانك منحته الكثير من الشجاعة عندما كان يقبع في الحبس، كما حرص الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على زيارة منزلها رقم 263 في شارع برينزينغراخت بأمستردام. أما الفتيات في اليابان، فأصبحن يطلقن على أول يوم لظهور علامات بلوغهن اسم "يوم آنه فرانك"، وذلك إحياء لذكراها، إذ إنها رغم ما تعرضت له من تهديد لحياتها، كانت تتوق إلى أن تصير امرأة. ويعتمد الكثيرون من الكتاب والمؤرخين على مذكراتها التي كتبتها ودونتها في الخفاء. فقصة الفتاة الشجاعة تحولت إلى مثال يحتذى به للرغبة في الحياة وإلى رمز لمعاناة اليهود في العصر النازي.

تركة خالدة

Anne Frank-Ausstellung in New York
.أوتو فرانك مع ابنتيه أنيه ومارغريت وهذه الصورة من مقتنيات متحف أنيه فرانك في نيويوركصورة من: AP

تبدأ قصة آنه في الثاني عشر من يونيو / حزيران عام 1942، عندما حصلت على كشكول لتدوين مذكراتها بمناسبة عيد ميلادها الثالث عشر. وبدأت الفتاة الصغيرة للتو بتدوين مذكراتها باللغة الهولندية، إذ قبل تسع سنوات من ذلك اليوم توجب على أسرة التاجر أوتو فرانك اليهودية مغادرة مدينة فرانكفورت الألمانية.

ورغم ذلك لم تكن الأسرة في هولندا في مأمن من النازيين؛ فاعتبارا من يوليو / تموز 1942 قام النازيون بترحيل اليهود المقيمين في أمستردام أيضاً إلى معسكرات الاعتقال. وبدا الهروب غير ممكن بالنسبة لوالد أنه أوتو فرانك ولأسرته، فرجا سكرتيرته ميب غيس مساعدة الأسرة لإنقاذها من الترحيل لمعسكرات الاعتقال. فقامت غيس وبعض زملائها بإخفاء أسرة فرانك وأسرة أخرى تربطها بها علاقات صداقة. وتوجب على آنه أن تعيش مع سبعة أشخاص آخرين في مخبأ في بيت خلفي، يختفي بابه وراء رفوف من الكتب. وزاد الجو توترا عندما أدركت الفتاة أنها لن تخرج من هذا المخبأ بعد أسابيع أو شهور، بل أن الأمر قد يطول كثيراً. فاتخذت آنه من الكتب ملاذاً لها، وقرأت العديد من الكتب على مدى الشهور الخمسة والعشرين التي قضتها في تلك الغرفة الصغيرة.

وشجعتها القراءة على أن تكتب روايتها الخاصة، فكان كشكول المذكرات آنذاك أهم صديق لها، حيث دونت فيه قصتها موجهة إياها لصديقة خيالية سمتها "كيتي". وحملت المذكرات أفكارها وآمالها ورغباتها ومخاوفها وحملت كلمات تبدو وكأنها صدرت عن امرأة ناضجة مثل قولها: "أنا أعرف أنني لست بمأمن.. وأنا أخشى معسكرات الاعتقال، لكني أشعر أنني أصحبت أكثر شجاعة وأنني بين يدي الله".

حلم آنه في أن تصبح كاتبة مشهورة

Miep Gies
ميب غيس منقذة مذكرات آنه فرانكصورة من: AP

وكان من شأن هذه المذكرات أن تكون أساسا لروايتها الأولى؛ فقد أطلقت اسم "البيت الخلفي" على جزء من هذه المذكرات، وعرضت فيها حياتها اليومية في ضيق وعزلة. وصورت فيه تخيلها لكيف سيحكم العالم بعد عشر سنوات من الحرب العالمية الثانية.

لم تعايش آنه نهاية هذه الحرب، كما توجب عليها أن تفارق مذكراتها عندما أخرجت مع الأشخاص السبعة الآخرين من مخبئهم، ونقلوا في الرابع من أغسطس/آب عام 1944 إلى معسكر الموت في أوشفيتس. وبعد ذلك بمدة قصيرة نقلت آنه وأختها مارغو إلى معسكر الاعتقال في بيرغين- بيلسين. ورغم أن آنه كانت تتوقع الموت في غرف الغاز، لكن الأرجح أن الفتاتين لقيتا حتفهما مطلع مارس/آذار عام 1945 جراء الإصابة بالتيفود، وذلك قبل خمسة أيام من قيام قوات الحلفاء بتحرير المعسكر.

مذكرات آنه منحتها الخلود

Anne Frank Tagebuch
آنه فرانك حققت حلمها بالخلود والتأثير في حياة الآخرين عبر مذكراتها التي تعد الآن من الكتب الأكثر مبيعاً في العالمصورة من: APTN

لكن مذكرات آنه لم تقع في أيدي الجيستابو؛ فقد تمكنت السكرتيرة ميب غيس من إنقاذها، وتسليمها إلى والدها، الذي كان الناجي الوحيد في الأسرة من أيدي النازيين. وقام أوتو فرانك بعد ذلك بنشر مذكرات ابنته التي كتبت فيها ضمن ما كتبت: "لا أرغب في أن أعيش بدون جدوى مثل معظم البشر ... أريد أن أقدم لمن حولي من البشر، حتى لمن لا يعرفونني، السعادة والفائدة.... أريد أن أبقى حية، وأيضا بعد مماتي". واستطاعت الفتاة الشجاعة عبر تلك الكلمات وعبر كل ما كتبته في مذكراتها أن تبقى بالفعل حية وأن تؤثر في حياة الملايين حول العالم ممن قرأوا كتابها.

الكاتب: كارين ييغر/محمد الحشاش

تحرير: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات