1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة العراق تضرب وسائل إعلامه

ملهم الملائكة ٣ مايو ٢٠١٣

بعد أزمة الحويجة، قررت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية " بسبب خطاب التحريض الطائفي"، كما أشار بيانها، تعليق تراخيص 9 محطات تلفزيونية وإغلاق مكتب الجزيرة في بغداد. هل شكل هذا الإجراء خرقا لحرية الإعلام وللدستور؟

https://p.dw.com/p/18S1n
صورة من: DW

أثار تعليق رخص عمل عدد من القنوات الفضائية في العراق ردود فعل دولية، فقد شدد نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، باتريك فنتريل، في حديث للصحفيين في واشنطن على أن هذا الأمر يقوض المبادئ الديمقراطية للدستور العراقي وقدرة الحكومة العراقية على ضمان حرية الصحافة والتعبير، فيما حث الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، في بيان صحفي بهذا الشأن  "الهيئة على التقيّد بشكل كامل بالتزامها بحرية الصحافة، كما حث في الوقت نفسه جميع وسائل الإعلام على إتباع معايير النزاهة وأخلاق المهنة في عملها اليومي". 
من جانبها، دعت منظمة (هيومن رايتس ووتش) هيئة الإعلام والاتصالات العراقية إلى "التراجع الفوري" عن قراراها بسحب إجازات عدد من القنوات الفضائية العراقية والعربية، والسماح لها بالاستمرار، مبينة أن "قرار سحب التراخيص استهدف قنوات المعارضة على وجه التحديد، في حين تركت قنوات مثل قناة العراقية حرة ببثها".
في السياق نفسه،  انتقدت منظمة مراسلون بلا حدود قرار هيئة الإعلام والاتصالات العراقية منع القنوات العشر بتهمة التحريض على العنف.

" الانفتاح الإعلامي ايجابي لأنه يعبر عن تنوع وجهات النظر "

كل هذا يضع المراقب أمام أسئلة حول مدى استقلال هيئة الإعلام والاتصالات، وأسئلة عن الجهات التي تموّل القنوات المغلقة ونوع خطابها الإعلامي، وأسئلة كثيرة عن تفاعل العراقيين والعرب مع الانفتاح الإعلامي الجديد بعد التغيير. الكاتب والإعلامي فارس يواكيم، الرئيس الأسبق للقسم العربي في الإذاعة الألمانية DW، علّق على هذا الانفتاح بالقول: " هذا الانفتاح هو نتيجة طبيعية للانغلاق السابق،  بعد كل مرحلة تأتي مرحلة معاكسة لها تماما، في السابق لم يكن هناك صحافة في العراق( سوى صحافة حزب البعث الحاكم)، بعد سقوط نظام صدام حسين تصدر في العراق مئات الصحف". واعتبر يواكيم أن الانفتاح بحد ذاته شيء ايجابي " لأنه يعبّر عن تنوع في وجهات النظر ".

Journalistenarbeit in Nadschaf
مهنة المتاعب تواجه اخطارا وتحديات اكثر في العراق.صورة من: picture-alliance/dpa

العجيلي :" ما هي الأدلة التي استندت عليها الهيئة في اتهام القنوات بالتحريض؟"

مرصد الحريات الصحفية في العراق، وهو مؤسسة غير حكومية أنشأت بعد التغيير في عام 2003 لتراقب مستوى حرية الصحافة وتراقب مستوى حماية الصحفيين وحقوقهم، وجد نفسه بصدور قرار الهيئة محاصرا بعدة اعتبارات تتعلق بصميم عملها، فمن جهة يتحتم عليها أن تراقب حرية وسائل الإعلام وتراقب سلوك الأجهزة التنفيذية معها، ومن جهة أخرى يجب عليها أن تلتزم بخطاب تهدئة الأوضاع الذي يحاول كثيرون تبنيه في ظل الاحتقان الطائفي القائم حاليا. مدير المرصد، زياد العجيلي، تحدث من بغداد إلى مايكروفون برنامج العراق اليوم من DWعربية مبينا أن إغلاق القنوات الفضائية لم يكن منسجما قانونيا مع معايير حرية التعبير، ناسبا ذلك إلى تشكيلة هيئة الاتصالات الحالية غير المستقلة بسب وجود أشخاص يمثلون أقطابا سياسية عديدة فيها. وأشار العجيلي إلى " أنّ الهيئة تعمل وفقا للائحة سلوك قديمة كتبتها قبل الانتخابات البرلمانية السابقة واعترضت عليها أغلب المنظمات الدولية المعنية". وفي معرض تعليقه على إجراء هيئة الاتصالات بيّن العجيلي أن" الهيئة لم توضح ما هي الأدلة التي استندت عليها في اتهام القنوات بأنها حرضت على العنف الطائفي". وتساءل العجيلي، كيف تسنى للهيئة متابعة ما جرى في الحويجة، وهي لم تعتمد على "مصادر موثقة في منطقة الحدث، فالحكومة لم تسمح لأي وسيلة إعلام أن تدخل إلى المنطقة" .

" نحن نناقش حرية الإعلام أمام مفخخات تنفجر يوميا وتقتل المئات"

التهم التي وجهت إلى القنوات التي جرى تعليق رخص بثها تعلقت ب" التصعيد الإعلامي الذي رافق التغطيات الإخبارية غير المهنية التي انتهجتها بعض القنوات الفضائية لإحداث الحويجة، والمخاطر المترتبة على الرسائل الإعلامية المتشنجة وغير المنضبطة".

"وخطاب المحطات التحريضي والتهويل المبالغ فيه. والدعوة الصريحة إلى ممارسة أنشطة إجرامية انتقامية بمهاجمة القوات والأجهزة الأمنية، والترويج الواضح لجهات محظورة دستوريا وقانونيا بحكم ارتباطها الواضح مع التنظيمات الإرهابية، وارتكابها الجرائم بحق الشعب العراقي، ولبثها برامج تهدد الوحدة الوطنية". كما نص بيان الهيئة.

Kiosk Zeitungskiosk Erbil Medien Presse
انفتاح اعلامي بعد التغيير العاصف في 2003 .صورة من: Judith Pfannenmüller

الإعلامي والمحلل السياسي كريم بدر شارك في حوار مجلة العراق اليوم من DWعربية مشيرا إلى أن النقاش الذي يدور ضمنه الحوار يبدو مترفا بعض الشيء" لأننا نناقش فضاء الإعلام في بلد يشهد حربا منذ عشر سنوات، نحن نناقش حرية الإعلام أمام مفخخات تنفجر يوميا في الأسواق والمدارس وفي مساطر العمال... نحن لسنا في فرنسا ونناقش حرية الإعلام".

" كثير من وسائل الإعلام لديها أجندات قتال دامية"

وذهب بدر إلى القول إن الأعلام اليوم يدخل في معارك حقيقة كطرف حاسم، وقد حسم بالفعل معارك عديدة لصالح هذا الطرف أو ذاك، واعترض بدر على مناقشة حرية الإعلام والتعاطي معها بالطريقة التي نتعاطى بها مع الإعلام الغربي، مشيرا إلى أن " بعض القنوات التي جرى إغلاقها كانت تبث مقاطع مصورة لعناصر تنظيم القاعدة وهم يعلنون مسؤوليتهم عن تفجيرات قُتل فيها كثير من العراقيين، فهل نشر الخطاب الإرهابي جزء من وظيفة الإعلام؟" و تساءل بدر مستغربا " لم نسمع أي إعلامي يتساءل أو يعترض على هذا النوع من الأفلام الإرهابية ".

وخلص الإعلامي كريم بدر إلى القول إن ما يحدث في العراق هو جزء من حرب دولية تجتاح المنطقة بالكامل " وكثير من وسائل الإعلام موظفة لدعم هذه الحرب بشكل واضح وعلني ولديها أجندات قتال دامية".

Radio Babylon im Irak nimmt Sendebetrieb auf
احدى الاذاعات العراقية.صورة من: picture-alliance/dpa

أيد هذا الرأي المستمع رأفت في اتصال من بغداد مشيرا إلى أن قرار هيئة الإعلام والاتصالات جاء متأخرا جدا، " فكثير من الفضائيات كانت على الدوام منابر طائفية تصرخ وتهلهل، فهل تساءل احد: من يموّل هذه القنوات بكل هذه الأموال؟ "

"إغلاق منافذ الإعلام سيؤسس لمبدأ إغلاق وسائل الإعلام "

أما المستمع عقيل وفي اتصال من السويد فقد أشار إلى أنه" حتى لو كانت هذه الفضائيات فعلا وبشكل غير مباشر تحريضية فلا ينبغي إغلاقها، لأن البدء بإغلاق منافذ الإعلام سيؤسس لمبدأ إغلاق وسائل الإعلام، وصدام حسين حين كان يمنع وسائل الإعلام وكان يقول أيضا إنها ضد الحزب والثورة وضد المسيرة وضد الوطن العربي".  

أم يوسف في اتصال من بغداد أشارت إلى أن اغلب الناس لا يستمعون ولا ينظرون إلى جميع المحطات العراقية لأنها جميعا مرتبطة بجهات خارجية وداخلية وهي غير محايدة في أخبارها، وتوجه الأخبار يما يناسب مصالحها".

المحامية هديل من البصرة أشارت إلى أن إغلاق القنوات في هذا الوقت يسيء إلى سمعة الديمقراطية الفتية في العراق ، ولو كانت تصفق للحكومة لما أُغلقت".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد