أسبانيا تستضيف مؤتمرا دولياً لمواجهة تهديد ظاهرة التصحر

بدأت في العاصمة الإسبانية مدريد اليوم أعمال مؤتمر مكافحة التصحر الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة وتستمر أعماله لمدة 11 يوما. وسيتم خلال المؤتمر الذي، دعت الحكومة الإسبانية لعقده، الاتفاق على برنامج عمل للسنوات العشر القادمة لمكافحة ظاهرة التصحر التي أصبحت تهدد دولا أوروبية وبالأخص إسبانيا.

ورغم أن حوالي 200 دولة قد وقعت على اتفاقية مكافحة التصحر إلا أن الجهود المبذولة في هذا المجال لا تزال متواضعة وفقا لما صرحت به وزيرة البيئة الإسبانية كريسينا ناربونو في مقابلة مع موقعنا. وأوضحت الوزيرة أن "مكافحة التصحر لم تعد مشكلة محصورة بالدول الفقيرة فقط مثلما كان الكثير من الناس يعتقدون"، مضيفة أن "هذا الاعتقاد كان سببا أساسيا في تحجيم الجهود المبذولة لمكافحة التصحر".

تصحر أفريقيا يضر بالدول الأوروبية

وتواجه أوروبا مشكلة التصحر بشكل مباشر وغير مباشر، فمن جهة يهدد التصحر ما نسبته 17 بالمائة من مساحة أسبانيا، ومن جهة أخرى تؤدي مشكلة التصحر المتزايدة في أفريقيا إلى زيادة عدد المهاجرين من القارة الأفريقية إلى أوروبا.

ويقول غيورغي كالبرماتين، الرئيس التنفيذي لمؤتمر التصحر، إن عدد البشر الذين أصبحوا يعيشون في أراض صحراوية تضاعف أربعة مرات خلال السنوات العشر الأخيرة ووصل إلى ملياري شخص. كما يوضح كالبرماتين أنه إذا استمر امتداد التصحر على ما هو عليه فإن ثلاثة أرباع سكان أفريقيا سيضطرون للاعتماد على المساعدات الإنسانية لتأمين قوتهم اليومي، بسبب فقدانهم للأراضي الصالحة للزراعة.

التصحر ليس قدرا محتوما

وترجع ظاهرة التصحر إلى مجموعة من الأسباب أهمها التغير المناخي وسوء استخدام الأراضي . ففي حال استخدمت الأراضي للزراعة بشكل مكثف ودون دراية بالتأثيرات البيئية فإن ذلك يؤدي إلى زيادة ملوحة الأرض وعدم قابليتها للزراعة بعد عدة سنوات. لذا فإن هناك حاجة لتوعية سكان المناطق المهددة بالتصحر بأساليب ما يسمى بـ "الزراعة المستدامة". ومن الممكن أن تقوم المنظمات غير الحكومية بدور مهم في هذا المجال. وقد دعيت لهذا الغرض حوالي 800 منظمة غير حكومية للمشاركة في المؤتمر المذكور.

التصحر يؤدي إلى التغير المناخي

وتسعى الحكومة الأسبانية خلال المؤتمر إلى زيادة المصادر المالية الممنوحة من قبل الأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة التصحر. ولتحقيق هذا الهدف تحاول الحكومة الإسبانية ربط محاربة التصحر بمحاربة ظاهرة التغير المناخي وانبعاث ثاني أكسيد الكربون، خاصة وأنه ثبت علميا وجود علاقة متبادلة بين التصحر وحدوث اضطرابات جوية غير اعتيادية مثل هطول الأمطار بغزارة شديدة. ومن خلال هذا الربط سيكون من الممكن توفير أموال إضافية لمشاريع مكافحة التصحر من صناديق الأمم المتحدة المخصصة لمحاربة التغير المناخي.