1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أطفال العائلات المتنقلة من بلد إلى آخر ... تأقلم سريع على المحيط الجديد ومفهوم جديد للوطن

٢ يناير ٢٠١٠

تشير دراسة ألمانية حديثة إلى أن عدد الأطفال الذين يعيشون في تنقل مستمر مع عائلاتهم عادة ما ينجحون في التأقلم على محيطهم الثقافي الجديد، لكن مفهومهم للوطن يختلف عن مفهوم آبائهم.

https://p.dw.com/p/LIlP
أطفال العائلات التي تتنقل بحكم العمل من بلد إلى آخر عادة ما يواجهون صعوبة في تحديد مواطنهمصورة من: dpa

لم يعد الترحال والانتقال من بلد إلى بلد آخر أمرا يقتصر على نخبة من أطفال السفراء والعاملين في السلك الدبلوماسي فحسب، بل إن عدد العائلات المتنقلة من دولة إلى أخرى يزداد "بسبب العولمة"، بحسب أنغيلا إيتل، بروفسورة في علوم التربية في جامعة برلين التقنية. كما تشير البروفسورة الألمانية إلى "ضرورة دراسة مدى تأثير ذلك على نمو الأطفال والمراهقين، الذين يعايشون التغير الثقافي المستمر".

وكانت البروفسورة أنغيلا إيتل قد أجرت دراسة شملت ستين طفلا ومراهقا من عائلات تتنقل من بلد إلى آخر بسبب العمل، تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما وينحدرون من 24 جنسية. وتوضح إيتل أن الهدف من وراء هذه الدارسة هو "معرفة مدى تأثير التنقل المستمر وتغيير مكان الإقامة" من بلد إلى بلد ومن ثقافة إلى أخرى، وخاصة "معرفة المكان الذي يشعر فيه هؤلاء الأطفال بأنه وطنهم".

"وطني لا يقتصر على مكان واحد"

Tamara Khamis
الشابة اليمنية الأصل تمارا خميس ترى أن وطنها يتوزع على أماكن عديدة ومتنوعة ولا يقتصر على اليمن فحسبصورة من: DW

وبعكس التوقعات، أظهرت الدراسة أن الأطفال تمكنوا من التأقلم مع الوضع الجديد وأن التنقل وتغيير مكان الإقامة لم يؤثر عليهم سلبا، ذلك أنهم سرعان ما يربطون علاقات صداقة في المكان الجديد الذين ينتقلون إليه، كما أن مستوى تحصليهم المدرسي لم يتأثر سلبيا من جراء التنقل.

لكن هؤلاء الأطفال يرون "أوطانهم" بطريقة تختلف عن الأطفال، الذين عاشوا في نفس المكان. وتطلق إيتل المصطلح العلمي "أطفال الثقافة الثالثة" (Third Culture Kids) على الأطفال الذين "لا يحاولون التعلق بمكان معين وجعله وطنا لهم"، وإنما "يرون وطنهم في التنقل المستمر"، على غرار تمارا خميس. وتقول الشابة البالغة من العمر 16 عاما، وهي ابنة لدبلوماسي يمني إن "كل مكان تعيش فيها يعد جزء من وطنها".

وتعيش تمارا، التي ولدت في الأردن وعاشت فترة في اليمن قبل أن تنتقل إلى بريطانيا والنمسا، حاليا في برلين. وعلى الرغم من أن "اليمن يعتبر وطنها من حيث أصولها من جهة الأب"، إلا أنها تؤكد أنها "عاشت في مدن كثيرة ومختلفة وبالتالي فإنها وطنها موزع على عدد من الأماكن المختلفة".

المدرسة مقياس لنجاح أو فشل الطفل في التأقلم في المكان الجديد

Angela Ittel
البروفسورة أنغيلا إيتل تؤكد في دراستها على ضرورة أن يشعر الأطفال بارتياح في مدارسهم كمفتاح لنجاحهم أو فشلهم في التأقلمصورة من: DW

وتقول تمارا إنها "تشعر بارتياح شديد في برلين"، لافتة إلى أن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى المدرسة التي تدرس فيها، بحيث تقول: إن "المدرسين يدركون التجارب التي يمر بها الفرد من خلال التنقل المستمر"، لأن الكثير من التلاميذ ينحدرون من جنسيات وأصول أجنبية.

وتواصل تمارا دراستها في مدرسة "نيلسون مانديلا"، وهي مدرسة دولية ولكنها في الوقت نفسه مؤسسة حكومية. وتبرز نتائج الدراسة التي أجرتها البروفسورة أنغيلا إيتل أهمية المحيط المدرسي بالنسبة "لأطفال الثقافة الثالثة". وتضيف أنه "كلما تعاملت المدارس مع تلاميذها وأخذت وضعيتهم بعين الاعتبار، فإن ذلك من شأنه أن يسهل عليهم عملية الاندماج"، لافتة في الوقت نفسه النظر إلى أن "علامات التلاميذ المدرسة تتحسن بعدها بشكل ملحوظ".

وتنصح إيتل المدارس، التي تزورها أغلبية من التلاميذ الأجانب أن يتم التحدث عن تجارب هؤلاء التلاميذ المختلفة، مشيرة إلى أنه مثلا "في حال لازال تلميذ ما يواجه صعوبات في تعلم اللغة الألمانية، حينها يجدر التنويه إلى اللغات الأخرى التي يتقنها هذا التلميذ".

وتشدد التربوية الألمانية على ضرورة أن "يسلط المدرسون والأساتذة الضوء على نقاط الاختلاف"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن القواسم المشتركة بين هؤلاء التلاميذ تكمن في أنهم "عاشوا في دول عديدة وكان يتعين عليهم دائما التأقلم مع الوضع الجديد". وتقول إيتل إنه "في حال شعور التلاميذ بارتياح في مدارسهم وتأقلمهم فيها، فإنهم عادة ما ينجحون في التغلب على مصاعب التنقل وتغير المحيط الاجتماعي أفضل من آبائهم".

الكاتبة: كريستينا نويهاوس / شمس العياري

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد