1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا تترقب محاكمة قاتل مروة الشربيني وسط دعوات للتهدئة وثقة بنزاهة القضاء الألماني

٢٥ أكتوبر ٢٠٠٩

مكان المحاكمة هو نفسه مكان ارتكاب الجريمة: في محكمة مدينة دريسدن تبدأ اليوم محاكمة قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني، ومسلمو ألمانيا يرفضون استغلال جريمة القتل لبث الكراهية ويعبرون عن ثقتهم بنزاهة القضاء الألماني

https://p.dw.com/p/KEzm
الرأي العام يترقب محاكمة قاتل المصرية مروة الشربينيصورة من: picture-alliance/ dpa

تبدأ اليوم الاثنين محاكمة قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني، أليكس دبليو، وهو ألماني من أصل روسي قام في الأول من تموز يوليو الماضي بتسديد ست عشرة طعنة على الأقل إلى جسمها الحامل في الشهر الثالث. لذلك يتوقع المراقبون أن تصدر المحكمة حكما بسجنه مدى الحياة لقتله مروة الشربيني ومحاولة قتل زوجها الذي هرع لنجدتها.

وكان غياب ردود فعل السلطات الألمانية المباشرة على هذه الحادثة قد أثار موجة من الاستياء في مصر ولدى الجالية المسلمة في ألمانيا. فقد مضت أيام قبل أن تحتل الجريمة العناوين الرئيسية للصحف الألمانية، وقبل أن تولي السلطات الألمانية الموضوع الأهمية، التي يستحقها. كما مضى أسبوع قبل أن تعلن الناطقة باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن عقد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك على هامش قمة مجموعة الثماني في ايطاليا، واصفة الجريمة بأنها "تندرج في إطار كره الأجانب على ما يبدو".

خلفيات مقتل مروة الشربيني

في شهر آب/أغسطس 2008 وفي ملعب عام للأطفال وصف أليكس دبليو مروة الشربيني بأنها "متطرفة إسلاموية" و"إرهابية" و"قذرة" بعدما طلبت منه السماح لابنها باستخدام أرجوحة للأطفال كان يجلس عليها. فلجأت إلى المحكمة، التي أنصفتها وقضت عليه بدفع غرامة مالية بسبب تعديه بألفاظ عنصرية بذيئة على المواطنة المصرية.

وخلال جلسة الاستئناف في وسط محكمة دريسدن اخرج المتهم سكينا يبلغ طول نصلها 18 سنتم ونجح في إدخالها إلى المحكمة، التي لم تخضع لأي إجراءات مراقبة أمنية، وطعن بها الصيدلانية المصرية، التي كانت حاملا في شهرها الثالث 16 مرة أمام أعين ابنها البالغ ثلاث سنوات من العمر.

إجراءات أمنية مشددة

واستعدت السلطات الألمانية للجلسة المرتقبة من خلال احتياطات أمنية مكثفة خاصة بعد التهديد بقتل المتهم مما أثار المخاوف من تعرضه مع أشخاص آخرين لاعتداءات محتملة. لذلك سيفصل جدار زجاجي ارتفاعه 2,5 مترا بين المتهم والحضور. وقد أبدت وسائل الإعلام اهتماما كبيرا بالمحاكمة بما فيها وسائل الإعلام العربية.

Ägyptische Zeugin in Dresden erstochen
إجراءات أمنية مشددة ترافق أمام محكمة دريسدن الألمانية حيث يمثل قاتل مروة الشربينيصورة من: picture-alliance/ dpa

وفي رد فعل على التهديدات عبر شبكة الإنترنت قامت الشرطة الألمانية بنشر قناصة حول مقر المحكمة، بالإضافة إلى مجموعة من القوات الخاصة مع رفع درجة الاستعداد في المنطقة المحيطة بالمحكمة. وستتوقف المحكمة عن النظر في المحاكمات الأخرى لمدة أسبوعين ونصف الأسبوع، وسيبلغ عدد أيام جلسات المحاكمة 11 يوما سيتم خلالها الاستماع لأقوال نحو 30 شاهدا، ومن المنتظر أن يصدر الحكم في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ويشارك في الدفاع عن مروة الشربيني نقيب المحامين المصريين حمدي أحمد خليفة، الذي قال قبل مغادرته القاهرة :"سأشارك في الدفاع المدني عن الشهيدة مروة الشربيني، التي راحت ضحية العنصرية وذلك في إطار مشاركة نقابة المحامين المصريين السفارة المصرية في ألمانيا".

ومن المقرر إجراء اتصالات بين الحكومتين الألمانية والمصرية أثناء المحاكمة، وفق تصريح ماريا بومر، وزيرة الدولة ومفوضة الحكومة الألمانية لشئون الهجرة والاندماج، بعد محادثة هاتفية مع السفير المصري لدى ألمانيا رمزي عز الدين رمزي.

إلغاء حفل موسيقي ألماني في مصر

Deutschland Musik Sächsische Staatskapelle Dresden reist nach Abu Dhabi
السلطات المصرية تطلب إرجاء حفل أوكسترا ولاية سكسونيا في مصرصورة من: picture-alliance/ dpa

­ وفي سياق متصل أكدت الشرطة الألمانية يوم السبت الماضي وجود تهديد بالقتل ضد قاتل مروة الشربيني. وقالت متحدثة باسم الشرطة إن التهديد جاء في رسالة صوتية على شبكة الإنترنت مدتها ساعة تدعو إلى أخذ الثأر والانتقام من القاتل، لذا تقرر إلغاء حفلين موسيقيين كانت اوركسترا ولاية سكسونيا تعتزم إقامتهما في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري والثاني من الشهر المقبل في الإسكندرية والقاهرة. وقد جاء طلب التأجيل من الجهات المصرية وسيتم الاتفاق على موعد جديد لإقامة الحفلين لاحقا.

دعوات للتهدئة وثقة بنزاهة القضاء الألماني

ورغم الإجماع على الخلفية العنصرية لحادثة القتل ووصف الشرطة للقاتل بأنه "معاد للأجانب"، إلا أن ردود الفعل الرسمية المصرية وردود فعل الجالية المسلمة في ألمانيا تدعو إلى التهدئة. فالأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، ورغم إقراره بوجود ظاهرة الخوف من الإسلام في ألمانيا، ودعوته بعد الجريمة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الى التوجه للمسلمين وشجب الجريمة، إلا أنه يرفض استغلال جريمة القتل لبث الكراهية والشقاق في المجتمع الألماني، مؤكدا على ثقته بعدالة القضاء في ألمانيا. وقال مزيك بعد وقوع الحادثة انه على ثقة تامة بأن الجاني سينال الجزاء الذي يستحقه، وأضاف: "نحن نثق تمام الثقة بدولة القانون ولا يساورنا أدنى شك بعدالة القضاء الألماني"

(ع.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد