1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا – زراعة جلد معدل وراثيا ينقذ حياة طفل سوري

٩ نوفمبر ٢٠١٧

بعد استنفاذ كل الطرق الممكنة للعلاج، تمكن أخيرا علماء ألمان من علاج طفل كان مصابا بمرض جلدي خطير بالاعتماد على العلاج الجيني. ومن المتوقع أن يُشكل هذا النوع من العلاج ثورة في البحوث الأساسية لبيولوجيا الخلايا الجذعية.

https://p.dw.com/p/2nLL2
Hassan Gentherapie Hauttransplantation
صورة الطفل حسن.صورة من: picture alliance/Ruhr Universität Bochum

تمكن علماء ألمان من علاج طفل سوري كان مصابا بمرض جلدي خطير عبرعلاج جيني أدى لشفاء الطفل، حيث أخذ الأطباء بعض خلايا الجلد من الطفل واستبدلوا فيها جينا سليما بالجين المعطوب داخل المعمل، ثم أجروا عملية تكاثر للخلايا، وقاموا بعد ذلك بزرع الجلد السليم في كامل سطح الجسم تقريبا. وأكد العلماء من جامعة "بوخوم" أن الطفل (حسن) أصبح، بعد عامين من خضوعه للعملية الجراحية، خاليا إلى حد كبير كم أي مشكلات صحية متعلقة بالجلد وفق ما نشرته حديثا المجلة العلمية المتخصصة "نيتشر".

وأوضحت طبيبة الأمراض الجلدية من جامعة "فرايبورغ"، لينا بروكنر تودرمان، وهي من غير المشاركين في الدراسة أن ما قام به العلماء عمل جيد للغاية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الأمر ليس مجرد علاج لطفل يُعاني من مرض عضال، بل تقدم جوهري في البحوث الأساسية لبيولوجيا الخلايا الجذعية.

وتابعت نفس المتحدثة، التي تتوقع أن يُساعد هذا العلاج عند إدخال المزيد من التحسينات على منهجيته في العمل، على شفاء مصابين آخرين بأنواع أخرى بهذا المرض في المستقبل البعيد.

هذا وكان الطفل مصابا بنوع من الاضطراب الوراثي للجلد يُعرف باسم "انحلال النشرة الفقاعية" أو (جلد الفراشة)، والذي تكون فيه الطبقة العليا من الجلد غير ملتصقة بالقدر الكافي بطبقة الجلد التي تليها (الأدمة)، وفي حال تعرض المصابون بهذا المرض لرضوض شديدة البسيطة يتقرح جلدهم وينحل ويُصاب بجروح كبيرة مزمنة.

وينطوي العلاج الجيني، على غرار الذي خضع له الطفل المصاب، على مخاطر اندماج الجين الجديد في موضوع غير مناسب، قد ينشأ عنه اضطراب في عمليات تنظيم داخل الخلايا تؤدي إلى الإصابة بأمراض سرطانية.

وفي سياق متصل، ولم يرصد الباحثون حتى الآن أي أورام أو تطورات ضارة أخرى لدى الطفل وكان الطفل دخل عام 2015 إلى مستشفى الأطفال في مدينة "بوخوم" الألمانية عندما كان يبلغ من العمر 7 أعوام، وكان 60% من سطح جلده متهتكا، كما كان الطفل هزيلا تماما بفعل إصابته بجروح بالغة مزمنة والتهابات ولم تجد سبل العلاج التقليدية نفعا، وكان مفعول العلاج لا يتجاوز حد الرعاية المخففة للآلام. وبناء على رغبة الوالدين، بحث الأطباء عن إمكانيات علاج تجريبية حتى توصلوا إلى إمكانية تجريب العلاج الجيني.

وأشار العلماء أن أنسجة الجلد، التي أزيل منها العطب الجيني، في إيطاليا، بينما تم زراعة الجلد في ألمانيا، إذ قام الأطباء بتغيير 80 في المائة من جلد الطفل المريض.

وقال الطبيب من، توبايس روتوفت، من مستشفى الأطفال في يوخوم "في بداية العلاج كان الطفل يرقد في الفراش كالمومياء، حيث كان ملفوفا بضمادات من رأسه حتى قدمه" وأضاف : "جلد الطفل مستقر اليوم، فهو يذهب إلى المدرسة ويلعب كرة القدم ويعيش حياة طبيعيو إلى حد كبير".

من جهته، قال جراج التجميل من مستشفى "بيرجمانسهايل" الجامعي  التي أجرت العملية الجراحية، توبايس هيرش "إنه أول إنسان يتم علاجه على هذا النحو، يتعين علينا الانتظار لمعرفة ما إذا كانت كل الأمور ستواصل سيرها على نحو جيد. هذا سيتضح مع مرور الوقت" وأردف نفس المتحدث أن تمتع الطفل بحالة جيدة الآن هو "معجزة وبركة" بالنسبة له كجراح تجميل.

جدير بالذكر أن مرض "انحلال النشرة الفقاعية"، يُعاني منه أكثر من 35.000 طفل في أوروبا حسب ما أشار إليه موقع "أوغسبورغ ألغيماين" الألماني.

ر.م/ط.أ( د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد