1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احذر: مدونات الرقابة تراقبك!

مارك فون لوبكه/ تقى هلال٤ سبتمبر ٢٠١٣

مراقبة من نوع آخر! إنها المراقبة التي تقوم بها بعض المدونات بحق مؤسسات إعلامية أو شركات أو حتى أحزاب. أشهرها في ألمانيا مدونة "بيلد بلوغ"، التي جعلت من صحيفة "بيلد" الألمانية موضوعها الرئيسي.

https://p.dw.com/p/19aMp
Lupe vor Auge © Robert Kneschke #12783103
Lupe vor Augeصورة من: Fotolia

عمال صحيفة "بيلد" الألمانية الواسعة الانتشار عرضة للتجسس علنا. لا يحدث ذلك عن طريق مكاتب الاستخبارات كما قد يعتقد البعض، وإنما على يد مجموعة من المدونين ومراقبي الانترنت.

منذ حوالي عشر سنوات يراقب العاملون بمدونة "بيلد بلوغ" الصحيفة الألمانية عن كثب بحثا عن المعلومات الخاطئة وغير الدقيقة الواردة في المواضيع المنشورة، لكي تعرض بعد ذلك على المدونة، مع الإشارة إلى الأخطاء والهفوات الواردة. وتشكل مدونة "بيلد بلوغ" مثالاً يحتذى به في نوع محدد من المدونات، ألا وهو مدونات الرقابة أو “Watchblogs”، وفقاً ليان هنريك شميت، المختص في علم الاجتماع. ويوضح الباحث في مركز هانز بريدوف للأبحاث الإعلامية في جامعة هامبورغ أن "مدونات الرقابة هي مدونات تركز على موضوع محدد وتراقبه بعين نقدية. (...)وقد يكون الموضوع مؤسسة، أو شخصا أو وسيلة إعلام أو حتى حزبا".

"نحن نلقي نظرة أقرب"

لكن السؤال هو، لماذا يضحِي البعض بأوقاتهم من أجل مراقبة جريدة على سبيل المثال وعرض أخطائها على الإنترنت؟ "هناك أناس يشعرون بأن الأمور أخدت منعطفا سيئا، وأن النقد بات مطلوبا في مجالات معينة"، يجيب يان هنريك شميت. وتكثر هذه المدونات على الإنترنت، فمثلاً مدونة "إن إس يو واتش" ترافق منذ أشهر تطورات محاكمة المنظمة الإرهابية اليمينية التي تطلق على نفسها "ناتسيونالستيشه أونترغراوند". كذلك هناك المدونة التي يطلق عليها "المدونة السوداء" التي تعرض الأحكام المسبقة التي تظهر بشكل مستتر أو علني بحق أشخاص من أصول إفريقية.

Bildnummer: 58150048 Datum: 23.06.2012 Copyright: imago/teutopress Feature / Symbol: 60 Jahre BILD 06/12 thg Gratis-Exemplar der BILD-Zeitung zum 60. Jubiläum am 23./24. Juni 2012 Auflage 41 Millionen Mio Zeitungen umsonst deutsche Haushalte sechzig Geburtstag sechzigster Sonderausgabe Deutschland deutsch Bildzeitung Titel Titelseite Tageszeitung Axel Springer AG Verlag Printmedien Medien Boulevard Journalismus Boulevardjournalismus Print Medium Printmedium Zeitungspapier Briefkasten Briefkästen newspaper german quer Wirtschaft Bildzeitung Geburtstag umsonst Post xmk x0x 2012 quer 58150048 Date 23 06 2012 Copyright Imago Feature symbol 60 Years Picture 06 12 THG free Copy the Picture Newspaper to 60 Anniversary at 23 24 June 2012 Edition 41 Million Million Newspapers free German Households sixty Birthday sixtieth Special edition Germany German Bild newspaper Title Front page Daily Axel Springer AG Verlag Print media Media Boulevard Journalism Print Medium Print media Newsprint Letterbox Letterboxes Newspaper German horizontal Economy Bild newspaper Birthday free Post xmk x0x 2012 horizontal
تكرس مدونة "بيلد بلوغ" الجزء الأكبر من وقتها لمراقبة ونقد جريدة "بيلد".صورة من: imago stock&people

وتركز الكثير من مدونات الرقابة هذه على الإعلام عامة، والقضايا التي يعالجها. ويقدم المدونون أنفسهم على صفحات مدوناتهم، بأنهم العين الرقيبة على الإعلام، وأن التجربة أثبتت أن الصحفيين "عادة ما ينشرون ادعاءات ويصنعون الفضائح، كما أنهم يقلبون الحقائق مرة بعد أخرى ويخترعون القصص".

وقد قدم الإنترنت تسهيلات كبيرة لأصحاب المدونات على غرار "بيلد بلوغ". ويشير يان هنريك شميت إلى أن الانترنت عرض "آلية جديدة رفعت من مستوى التقصي وسهلته".

"هز الأرملة"

ويوضح روني غروب الناشط في مدونة الرقابة "بيلد بلوغ"، أن السبب وراء اختيار جريدة "بيلد" ومراقبة محتواها يعود إلى أن محتوى الصحيفة "ليس جيداً على الإطلاق ونحن نريد لفت انتباه العالم إلى ذلك". الجدير بالذكر أن "بيلد" وطرقها كثيراً ما تقابل بالنقد، حتى أن الأمر وصل إلى شجبها من قبل مجلس الصحافة الذي يعد آلية للرقابة الذاتية لوسائل الإعلام المطبوعة في ألمانيا. وغالبا ما وجه للصحيفة تهمة التعدي على حقوق الأشخاص.

وإضافة إلى "بيلد"، تراقب مدونة "بيلد بلوغ" منذ عام 2009 عدداً من وسائل الإعلام الأخرى. ويوضح غروب أن وسائل الإعلام الأخرى "ترتكب هي الأخرى أخطاءً فادحة ذات تبعات، سواء تعلق الأمر بمعلومات خاطئة نشرت أو بسلوكيات لم يتم فيها احترام قواعد العمل الصحفي وأخلاقه. كالتعامل غير المسؤول مع مرتكبي القتل العشوائي أو محاورة أفراد عائلة الجاني بطرق غير إنسانية". ويطلق الصحفيون على هذا النوع من التصرفات "هز الأرملة" من أجل استخلاص المعلومات منها، حتى وإن كان ذلك على حساب المبادئ الصحفية.

تأثير المدونات

وقد يخطئ من يعتقد أن تأثير هذه المدونات هيّن. فحسب روني غروب نجحت الأخيرة في تغير جزء من الواقع. وأعداد القراء في ازدياد، لكنه بالطبع لا يصل إلى حجم أعداد المتابعين لجريدة "بيلد" على الإنترنت.

ويوافق يان هنريك شميت الأخير في وجهة نظره، معتبرا أن لمدونات الرقابة تأثير معين. ويسترسل: "من الملحوظ أن وسائل الإعلام الصحفية تتابع "بيلد بلوغ" وما تنشره هناك. فبعض المعلومات غير الدقيقة أو الأخطاء التي أشارت إليها "بيلد بلوغ" تمّ تصحيحها بسرعة".

ولأنه لا يمكن لأي أحد أن يمتهن عملا بدافع الحماسة وحسن النية فقط، فإن المدونات هي الأخرى بحاجة إلى المال، يقول غروب. ولهذا، تسمح بالإعلانات على صفحاتها حتى تضمن دخلا لعمالها. وهذا إجراء لن يمنع، يقول غروب العاملين بتاتا من مزاولة عملهم بنشاط، فصفحات مدوناتهم مليئة يوميا بالتقارير التي تشير إلى الأخطاء الصحفية، بذات الكمية التي تظهر بها الأخرى.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات