1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ارتياح في أوساط المسلمين في ألمانيا بعد الحكم على قاتل الشربيني

١١ نوفمبر ٢٠٠٩

لقي حكم القضاء الألماني بالسجن مدى الحياة بحق قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني ترحيباً واسعاً في أوساط المسلمين في ألمانيا، ودعا متحدثون من هيئات إسلامية وحقوقية إلى تشجيع نهج الحوار في مكافحة ظاهرة كراهية الأجانب.

https://p.dw.com/p/KUAM
صورة من: AP

رحبت هيئات إسلامية في ألمانيا بالحكم الذي أصدرته محكمة دريسدن(شرق ألمانيا) اليوم الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني بالسجن مدى الحياة في حق قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني. وجاء الترحيب على لسان السفير المصري في ألمانيا رمزي عز الدين رمزي الذي صرح للصحافيين في دريسدن إثر صدور الحكم قائلاً:"طالبنا بأقصى عقوبة وحصلنا عليها".

من جهته قال الدكتور نديم إلياس المسؤول في المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا إن "الحكم الذي صدر اليوم يعزز ثقتنا في نزاهة القضاء الألماني، حيث أنه أصدر أقصى عقوبة ضد هذه الجريمة النكراء، بعد إثبات التعمد قي القتل بسبق الإصرار والترصد، كما أثبت القضاء فداحة الجرم ودناءة الدوافع".

وأبرز الدكتور نديم أن صدور هذا الحكم "يخلف ردود فعل إيجابية جداً لدى المسلمين ويقوي ثقتهم في مؤسسات الدولة الألمانية وشرعيتها"، مشيراً إلى أن "هنالك في أوساط المسلمين من يتخوف من ردود فعل من الطرف الآخر وخصوصاً بعض المتطرفين والعنصريين" في إشارة منه إلى جماعات عنصرية تقوم أحياناً باعتداءات ضد أجانب، وخصوصاً في شرق ألمانيا.

من جهته، وصف الحقوقي نبيل يعقوب رئيس فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ألمانيا حكم محكمة دريسدن بأنه "حكم عادل وحاسم ضد هذه الجريمة البشعة". وأضاف يعقوب الذي كان يتحدث هاتفياً لدويتشه فيله من أمام باب محكمة دريسدن، قائلاً: "صحيح هذا الحكم لا يعيد مروة إلى الحياة، لكنه يعد رسالة من العدالة الألمانية ضد هذا النوع من الجرائم البشعة النابعة من الحقد والعنصرية".

القضاء الألماني وجه رسالة ضد كراهية الأجانب

وفي توضيحها لحيثيات الحكم، قالت القاضية بريغيت فيغاند في أعقاب النطق به إن القاتل أليكس انتقد بشدة تعدد الحضارات والجنسيات في ألمانيا وأشار إلى أن الحياة مع الأجانب تثير "الاشمئزاز" وأنهم يسلبونه فرص العمل.

Nadeem Elyas, Vorsitzender des Zentralrats der Muslime in Deutschland Porträtfoto
نديم إلياس المسؤول في المجلس الأعلى للمسلمين بألمانياصورة من: dpa

وفي تعقيبه على مضمون حيثيات الحكم التي وردت على لسان القاضية، قال الدكتور نديم ألياس، في اتصال هاتفي مع دويتشه فيله من دريسدن: "لقد أكدت القاضية أن دوافع الخوف من الإسلام وكراهية الأجانب والمسلمين كانت خطاً جامعًا ومتصلاً في حياة هذا الشخص، وتلك الدوافع هي التي دفعته إلى هذا العمل الإجرامي"، معتبراً أن القضاء وجه من خلال حكمه "رسالة مهمة جدا للجميع كي يعملوا من أجل تنقية المناخ الاجتماعي ونظم التعليم والتربية والقوانين من مظاهر الكراهية والخوف من الإسلام".

ووصف الدكتور نديم الحكم بأنه "نادر المثال، وهو بمثابة مؤشر للمسلمين والسياسيين في ألمانيا بأن هناك خوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) في هذه البلاد، قد يدفع البعض إلى مثل هذه القضية". واستدرك نديم قائلا إن "هذه الظاهرة ليست عامة في ألمانيا، لكن مجرد وجودها يتطلب الاهتمام بها من قبل السياسيين والمسلمين لمعالجتها".

من جهته، اعتبر الحقوقي نبيل يعقوب أن نهج العدالة والقضاء هو "أفضل سبيل لمواجهة مظاهر الحقد والعنصرية"، مشيراً في هذا السياق إلى "ضرورة نهج أسلوب الحوار بين مختلف الفئات في المجتمع لوقف ظاهرة المد العنصري".

حكم القضاء يقوي ثقة المسلمين في مؤسسات الدولة الألمانية

وفي رده على سؤال حول الرسالة التي يوجهها لمسلمي ألمانيا كمسؤول في "المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا"، قال الدكتور نديم إن على "المسلم في ألمانيا أن يشعر بواجبه تجاه المجتمع من خلال الانفتاح والتعريف بالإسلام والتعاون على الخير والبر"، داعياً المسلمين إلى المبادرة للعمل من أجل تصحيح الصور المشوهة عن الإسلام والمسلمين ولاسيما تلك التي يتسبب فيها متطرفون وإرهابيون يدَعون الإسلام.

Muslime demonstrieren am letzten Verhandlungstag gegen Alex W. vor dem Gericht in Dresden Flash-Galerie
حشد من المسلمات أثناء تظاهرة أمام محكمة دريسدن خلال يوم صدور الحكمصورة من: picture-alliance/dpa

وفي تعقيبه على المظاهرات التي نظمتها بعض المنظمات الإسلامية قبيل صدور الحكم وبعده احتجاجاً على ما تصفه تلك المنظمات "حملات الكراهية ضد الإسلام على شبكة الانترنت"، أعرب يعقوب عن اعتقاده أن "مشكلة الكراهية ضد مجموعات معينة من السكان بسبب الدين أو لون البشرة ينبغي أن تحل بالتعامل المشترك والحوار والعمل المشترك وليس بالتظاهرات".

وكان نحو مائة مسلم قد تجمعوا من أنحاء مختلفة في ألمانيا واحتشدوا في مدينة دريسدن قبيل صدور الحكم في قضية مروة الشربيني، وقال أحد المتحدثين: "هذه المظاهرة ليس ممارسة الضغط على المحكمة ولكن بهدف مكافحة حملات الكراهية ضد الإسلام على شبكة الانترنت".

يذكر أن جريمة قتل مروة الشربيني في يوليو/تموز الماضي أثارت موجة من الغضب في مصر والعالم الإسلامي، حيث شهد العديد من المدن مظاهرات إدانة للجريمة، كما أعربت هيئات إسلامية وحقوقية في ألمانيا عن صدمتها العميقة إزاءها، من جهتها شددت الحكومة الألمانية على أنه "لا مكان لكراهية الإسلام أو المتخوفين منه كديانة في ألمانيا".

الكاتب: منصف السليمي

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد