استكشاف جبال الهيمالايا من الأعلى
لأول مرة في التاريخ، يتم التقاط صور جوية لسلسلة جبال الهيمالايا، حيث يتولى فريق من مركز الفضاء الألماني (DLR) مهمة توثيق التغيرات البيئية في أعلى بقاع الأرض بكاميرا خاصة ثلاثية الأبعاد 3D.
صور دقيقة من الجو
يلتقط فريق من مركز الفضاء الألماني (DLR) حالياً صور جوية خلابة لسلسلة جبال الهيمالايا. ولأول مرة، توثق آلة تصوير خاصة ثلاثية الأبعاد التغيرات البيئية من "سقف العالم". يذكر أن الصور المتوفرة قبل ذلك لهذه الجبال كانت صوراً التقطتها الأقمار الصناعية فقط. لكن ذلك تغير في نهاية يناير/ كانون الثاني بفضل الصور الملتقطة من طائرات شراعية بمحركات مع آلات تصوير مميزة.
كاميرات خاصة على متن الطائرة
في إطار حملة ميدانية دامت عدة أسابيع، جرَب علماء من مركز الفضاء الألماني نظام آلة التصوير الجديد، إذ يفترض من الصور المفصلة الملتقطة إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للمنطقة. وتتواجد آلات التصوير هذه في حافظات خاصة تحت جناح الطائرة، حتى تتمكن من التقاط صور على ارتفاع ثمانية آلاف متر وتحمّل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة تحت الصفر.
تقييم الصور
سيتمكن علماء مركز الفضاء الألماني بفضل هذه الكاميرات من إنشاء نماذج ملونة ثلاثية الأبعاد على أجهزة الكمبيوتر، لاسيما أن هذه الآلية تتيح دقة عالية في تصوير المنحدرات الشديدة التي بالكاد تراها العين المجردة. وستساعد هذه النماذج الباحثين في الكشف عن مناطق الانزلاقات الأرضية والانهيارات الثلجية الخطرة.
مهمة فريدة من نوعها
للمرة الأولى سيتم استخدام نظام الكاميرا الجوية في هذه المنطقة. في غضون أسبوعين، أرسل مركز الفضاء الألماني طائرتين شراعيتين بمحرك إلى نيبال، عبر أوروبا ومصر وشبه الجزيرة العربية وباكستان. وتقع القاعدة الرئيسية للعلماء والطيارين على حافة منطقة أنابورنا في نيبال.
تدريب خاص
في ظل الظروف الصعبة للإقلاع والهبوط، كان لابد للطيارين من الحصول على تدريب مسبق يعتمد على نظام محاكاة خاص في العاصمة النيبالية كاتماندو. وبما أن نظام الكاميرا أوتوماتيكي بالكامل، فقد اقتصر التدريب في جبال الهيمالايا على الطيران نفسه.
مشاكل بيئية ناجمة عن السياحة
تجذب جبال الهيمالايا سنوياً عشرات الآلاف من السياح، ما يعني بالطبع دعماً مالياً للمنطقة. لكنه يؤدي أيضاً إلى مشاكل بيئية. فكلما زاد زوار المنطقة، زادت نفاياتهم الملوثة للتربة والمياه الجوفية. لذلك، تسعى الحكومة النيبالية إلى المضي قدماً في الحملات المختلفة ضد هذا التلوث.
حماية من الكوارث الطبيعية
تتميز منطقة جبال الهيمالايا بوضوح ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي فيها، فوفقاً لدراسة أجراها الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، فإن الحد الأدنى للأسطح الجليدية الذائبة يصل إلى عشرة سنتيمترات سنوياً. كما تمحي الفيضانات والانهيارات الثلجية والمنحدرات الزلقة قرى كاملة. لذا، يأمل مركز الفضاء الألماني (DLR) بالتنبؤ بالأخطار الطبيعية بشكل أفضل بفضل الصور الجوية الجديدة.
تنبؤ أفضل
يركز النشاط البحثي لمركز الفضاء الألماني في جبال الهيمالايا على الأنهار والبحيرات الجليدية الواقعة فوق الوديان المأهولة، حيث ظهر بعضها في الآونة الأخيرة بشكل متكرر وفجائي على الضفاف. ومن المتوقع أن تساعد هذه الرحلات الاستكشافية في تحقيق تحليل أفضل للمخاطر.