اعتقال جراح أردني للاشتباه بتورطه في الهجمات الفاشلة في بريطانيا

في وقت واصلت فيه السلطات البريطانية المختصة صباح اليوم تقصي الحقائق بخصوص محاولات التفجير الفاشلة التي استهدفت مدينتي لندن وغلاسكو البريطانيتين، يبدو أن الحكومة البريطانية تعد العدة لصراع طويل الأمد مع الإرهاب الدولي. فتصريحات رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون التي كشف من خلالها أمس الأحد عن أن خطر الإرهاب لن يزول في الأسابيع والأشهر المقبلة تشير بوضوح إلى أن الجهات الأمنية البريطانية تتوقع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل القريب. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني إن بلاده "تتعرض لخطر طويل الأمد لن يزول في الأسابيع أو الأشهر المقبلة."

جرّاح أردني بين الموقوفين

في غضون ذلك، أكدت مصادر أردنية مطلعة لوكالة فرانس برس اليوم أن جراحا أردنيا يدعى محمد جميل عبد القادر العشه من بين الأشخاص الخمسة الموقوفين في إطار محاولات الاعتداء الفاشلة في لندن وغلاسكو. وبحسب هذه المصادر فإن العشه (27 عاما) هو فلسطيني الأصل ويحمل جواز سفر أردني. وأضافت هذه المصادر أنه تم اعتقال زوجته أيضا من قبل الشرطة البريطانية. والعشه خريج مدرسة اليوبيل عام 1998 ودرس في كلية الطب في الجامعة الأردنية (1998-2004) وغادر إلى بريطانيا مع زوجته وطفله لمواصلة دراسته هناك والتخصص في جراحة الأعصاب.

وذكرت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين أن الشرطة "لا تزال تبحث عن مشتبه مفترض واحد على الأقل" وأن "طبيبين بين الأشخاص الخمسة الموقوفين". على الصعيد ذاته، ذكرت صحيفة "ذي غارديان" أن الخلية التي تقف وراء محاولات الاعتداء الفاشلة "تشمل ثمانية أشخاص"، ما يعني أن ثلاثة من المتهمين لا يزالون فارين. وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن جميع الموقوفين ينحدرون من منطقة الشرق الأوسط، وذلك خلافا للشهادات الأولى في مطار غلاسكو التي أشارت إلى رجلين ملامحهم هندية وباكستانية.

... وبراون يشير إلى علاقات مع "القاعدة"

أما بخصوص انتماءات أعضاء الخلية وعلاقاتهم، فقد قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لمحطة "بي بي سي" التلفزيونية إنه من الواضح أن بريطانيا "تواجه بشكل عام أشخاصا مرتبطين بتنظيم القاعدة".

من جانبه، أعلن بيتر كلارك، رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في شرطة سكتلنديادر أن التحقيق بخصوص محاولات الاعتداء الثلاث الفاشلة "يتقدم بسرعة قصوى"، موضحا أنه "لا يبالغ إذا قال إن معلومات جديدة تظهر بين ساعة وأخرى." وشدد أن الرابط بين الاعتداءات الثلاثة " يتضح أكثر فأكثر."

... وألمانيا تحذر من وقوع هجمات

وفي ألمانيا، حذرت مصادر أمنية من وقوع هجمات إرهابية في الأراضي الألمانية. وقال كونراد فرايبرغ، رئيس نقابة الشرطة في حديث لصحيفة "باسور نويه برسه" الصادرة اليوم الاثنين إن ألمانيا "أصبحت مستهدفة من قبل الإرهاب" وإن السلطات الاتحادية المختصة "عليها توقع حدوث هجمات عنيفة في المستقبل القريب".

وعزا المسؤول أسباب ازدياد خطر التهديدات الإرهابية إلى توسيع ألمانيا نطاق مشاركتها العسكرية في أفغانستان وآخرها إرسال طائرات استطلاع من طراز "تورنادو" إلى أفغانستان. وأكد المسؤول وجود متطرفين إسلاميين في ألمانيا أتموا تدريبهم العسكري في أفغانستان أو باكستان وعلى استعداد لتنفيذ هجمات داخل ألمانيا.

من ناحية أخرى، طالب وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله بضرورة توسيع نطاق المراقبة بالكاميرات وخاصة في المدن الكبيرة، ولكنه أشار إلى أن الوضع الأمني في ألمانيا "لم يتغير" لعدم وجود "معلومات محددة" حول استعدادات مجموعات متطرفة للقيام بشن هجمات إرهابية. ونفى في الوقت نفسه الحاجة إلى تشديد الإجراءات الأمنية، مؤكدا أنها تعززت بالفعل قبل أيام بعد بث أحد أشرطة الفيديو والتي هدد فيها زعماء من طالبان باستهداف ألمانيا.