1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأزمة الاقتصادية بأسبانيا تخنق دورالنشرالمهتمة بالكتاب العربي

نبيل دريوش - مدريد٢١ فبراير ٢٠١٣

لأسبانيا علاقة خاصة بالثقافة العربية وهي تشكل جزءا من تاريخها. إلا أن الأزمة الأقتصادية التي تمر بها البلاد منذ خمس سنوات لها تأثير على دور النشر المهتمة بروائع الأدب العربي، فقد تراجعت طلبات الترجمة.

https://p.dw.com/p/17h10
calligraphy, istanbul
Kalligraphie arabisch Istanbul Türkei türkischصورة من: picture alliance/Tone Koene

تربط اسبانيا علاقة خاصة بالحرف العربي والثقافة العربية التي شكلت جزءا من تاريخ هذا البلد الأوروبي طيلة ثمانية قرون بسبب الوجود العربي في شبه الجزيرة الإيبيرية الذي بدأ بخطبة طارق ابن زياد وانتهى بقصائد رثاء الأندلس، وخلال فترة الرخاء الاقتصادي عاد الكتاب العربي إلى المكتبات الاسبانية بحكم عملية الترجمة التي قام بها جيل من المستعربين لإرساء جسور بين الثقافة الاسبانية والعربية بعدما انقطع حبل الود بينهما لقرون طويلة، لكن الأزمة الاقتصادية التي تهز اسبانيا منذ خمس سنوات كان لها تأثير على دور النشر الصغيرة التي اهتمت بترجمة روائع الأدب العربي مثل روايات نجيب محفوظ أو علاء الأسواني وغيرهما من الأسماء الأدبية التي لمعت في السماء العربية.

ويرى محسن الرملي، الكاتب العراقي المقيم بمدريد، والذي ترجمت العديد من رواياته إلى اللغة الاسبانية، في تصريح ل DW أن" تأثير الأزمة الاقتصادية يتجلى في تقليص ميزانيات المؤسسات التي كانت تقوم بالترجمة ومنها الجامعات والمعاهد ومدارس الترجمة والجمعيات الثقافية، كذلك تراجع بيع الكتب في عموم إسبانيا بنسبة تفوق 25 في المائة وإغلاق الكثير من دور النشر الصغيرة أبوابها وهي التي كانت تقوم بالبحث عن النادر لترجمته".

***Achtung: Nur zur mit Muhsin Al-Ramli abgesprochenen Berichterstattung verwenden!***  Iraqi writer living in Madrid  Place and date: Madrid 2012 ***  Copyright/photographer : Muhsin Al-Ramli
الكاتب العراقي محسن الرملي: "الأزمة الاقتصادية (في إسبانيا)جاءت لتقلل من هذا القليل حد الندرة"صورة من: Muhsin Al-Ramli

ويضيف الرملي، أن "الترجمة من العربية إلى الإسبانية هي قليلة أصلاً، أي أنها أقل مما يترجم إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وأغلب ما كان يترجم هو عن طريق هذه اللغات الوسيطة وليس عن العربية مباشرة، وذلك لافتقار الناشر الإسباني إلى المعرفة الجيدة بالثقافة العربية وعدم متابعته لها، وكذلك لافتقاره إلى الجرأة، لذا يعمدون إلى ما يرونه ينجح في لغات أخرى أو يكون قد حاز على جائزة معروفة". ويستسرسل الكاتب العراقي في القول إن "الأزمة الاقتصادية جاءت لتقلل من هذا القليل حد الندرة" ، مضيفا بحسرة " كنا نأمل أن تساهم الثورات العربية بزيادة الفضول والاهتمام بالثقافة العربية وبالتالي تعزيز الترجمة منها، ولكن ما أن بدأت بوادر ذلك بالفعل حتى جاءت الأزمة الاقتصادية فأحبطت هذا الأمل".

المستعربون الإسبان يعانون

أثرت الأزمة الاقتصادية أيضا على علاقة بعض المستعربين الإسبان بالكتاب العربي، خصوصا أولئك الذين اشتغلوا على ترجمة الأدب العربي خصوصا إلى اللغة الاسبانية، حيث أن عددا من دور النشر الصغيرة صارت تمتنع عن دفع أي مقابل عن عمل المترجمين، مما يعني غياب حافز أساسي بالنسبة لعدد منهم للبحث عن كتب بالعربية ونقلها إلى اللغة الاسبانية. وفي هذا السياق يرى المستعرب الاسباني بابلو بنيتو، أستاذ الأدب العربي بجامعة مورسية، جنوبي اسبانيا، في تصريح ل DW " أنه فيما يخص علاقة المترجمين الإسبان الذين يترجمون من اللغة العربية إلى الاسبانية أو العكس، فنلمس تراجعا عن بعض الأمور من طرف دور النشر تلك الموجودة في مختلف مناطق اسبانيا، بحيث أنها تطلب من المترجم التنازل عن مستحقاته المادية منذ البداية في حالة رغبته في نشر إحدى الأعمال المترجمة عنده، و يضيف بنيتو"أنه تراجع ملموس بحكم أن المقابل المادي كان مشجعا لعدد من المستعربين الاسبان للانكباب على ترجمة عدة أعمال عربية و تقديمها إلى القارئ الاسباني، مشيرا إلى أن البعض من دور النشر باتت تطالب المترجمين بدفع ثمن الطبع".

وأشار بنيتو إلى أنه رغم الأهمية التي تلعبها الترجمة في التقريب بين اسبانيا والعالم العربي بيد أن الترجمة من اللغة العربية الى الاسبانية تبقى أقل أهمية من ترجمة الكتب من اللغة الانجليزية مثلا التي تظل لغة نقل المعارف و العلوم بالدرجة الأولى، فالترجمة من العربية تقتصر اساسا على بعض المؤلفات الأدبية وكتب التاريخ المشترك أساسا، وهنا ظلت مدرسة طليطلة للترجمة تلعب دورا اساسيا في هذا المضمار طيلة سنوات.

وأوضحت دراسة قامت بها مدرسة طليطلة للترجمة، مقرها بمدينة طليلطلة، وسط اسبانيا، ما بين عامي 1995 و 2010 إلى أن المدرسة قامت بترجمة 505 كتابا خلال هذه الفترة من مختلف اللغات القومية باسبانيا إلى اللغة العربية بمعدل يفوق 35 كتابا مترجما في السنة. وقال لويس ميغيل بيريث كنيادا، مدير مدرسة طليلطة للترجمة في تصريح ل DW إن "الأزمة الاقتصادية رغم كل شيء لم تؤثر على الدعم المادي الرسمي الذي تقدمه وزارة الثقافة الاسبانية للمدرسة من أجل تمويل مشاريع الترجمة، وهو الأمر الذي فوجئ به شخصيا بحكم سياسة التقشف التي تنهجها الحكومة الاسبانية بقيادة اليميني ماريانو راخوي"، مضيفا " أن المساعدات التي تقدمها الدولة الاسبانية في مجال الترجمة ساهمت في نقل العديد من الكتب من اللغة الاسبانية إلى العربية والعكس عبر عدد من المترجمين المغاربة والإسبان الذين كانوا يعكفون على ترجمة العديد من الكتب بشكل منتظم"

***Achtung: Nur zur mit Luis Miguel P. Cañada abgesprochenen Berichterstattung verwenden!*** personal picture of   Luis Miguel P. Cañada Photo title Luis Miguel P. Cañada, director of the School of Translators of Toledo  Place and date: Toledo 2010  Copyright/photographer :  Luis Miguel P. Cañada
لويس ميغيل بيريث كنيادا، مدير مدرسة طليلطة للترجمة: "الأزمة الاقتصاديةء لم تؤثر على الدعم المادي الرسمي الذي تقدمه وزارة الثقافة الاسبانية للمدرسة من أجل تمويل مشاريع الترجمة"صورة من: Luis Miguel P. Cañada

وأشار لويس ميغيل بيريث، الذي ترجم بدوره لكبار الكتاب العرب مثل جبرا ابراهيم جبرا وعبد الرحمان منيف و الشاعر بدر شاكر السياب، "ان المسجل خلال هذه السنة هو تراجع الطلبات مشاريع الترجمة من طرف المترجمين الذين اعتدوا البحث عن كتب ألفت حديثا واقتراحها من أجل ترجمتها إلى اللغة الاسبانية".

وأمام سياسة التقشف التي تأثر بها الكتاب العربي باسبانيا، بات العديد من المترجمين يتجهون شرقا بحث عن اهتمام خليجي أساسا لترجمة روايات عربية شهيرة إلى اللغة الاسبانية وإرساء جسور ثقافية هدمت بعضها الأزمة الاقتصادية التي تلف حبلها حول عنق اسبانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات