1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإبداع الشبابي في المغرب: إشكاليات نشر الكتب

أسماء بوخمس ـ الدار البيضاء٢١ فبراير ٢٠١٤

أقلام جديدة في الكتابة في ظهور مستمر، أسماء شابة ومغامرة في أرض الإبداع أعلنت عن نفسها كأصوات مستقبل الأدب المغربي. قلة الدعم المادي وإشكال النشر لسان حال عدد من هؤلاء الشباب المبدعين الذين تحدثوا مع DW عربية.

https://p.dw.com/p/1BDWB
Buchmesse in Casablanca
صورة من: DW/B. Elasraou

تستضيف مدينة الدار البيضاء هذه الأيام فعاليات الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر و الكتاب تحت شعار "لنعش المغرب الثقافي". وتضم عتبات البرنامج الثقافي للمعرض فقرات تحتفي بتجارب جديدة في الكتابة، حيث تستقبل وتقدم لجمهور الأدب بأجناسه المختلفة من يراهنون على تسطير أسمائهم في مدونة الكتابة الضامنة للاستمرارية والبقاء .

الكتابة بعيون شبابية..

بابتسامة خفيفة ولغة شاعرية يتحدث ويغازل الحرف و الكلمة، القصة عنده تجمع ما بين الشعر والنثر، عماد الورداني، قاص و باحث مغربي شاب من مواليد سنة 1980، يعد أحد الأصوات الإبداعية المغربية التي أكدت حضورها في المشهد الأدبي العربي من خلال منجزه المتنوع بين النقد الروائي والكتابة القصصية، علاوة على القصص "القصيرة جدا" عبر الويب، والتي تلقى إقبالا لدى الشباب المغربي.

Junge Autoren in Marokko
عماد الورداني جيل صاعد من الأدباء والمثقفينصورة من: DW/A.Boukhems

يقول الورداني في حديث خص به DW عربية حول المواضيع التي تشكل مشتل أفكاره الإبداعية "الكاتب حينما يكتب لا يحدد فئة اجتماعية معينة، هو يكتب فقط ما يختمر في ذهنه، وما يستفزه، يكتب ما يختمر في ذاكرته، ويقدمه " .هو إذن يكتب للجميع دون تمييز مسبق حول القارئ ما دام يتفاعل مع النص و"بغض النظر عن سنه أو جنسه أو عقيدته أو عرقه، إنه قارئ وكفى" يضيف عماد.

أما الإبداع بالنسبة للقاص والروائي لحسن باكور فهو شحنة إيجابية تعد من ضروريات حياته لكي تضفي عليها معان بهية. يقول بهذا الشأن في تصريح لـ DWعربية " الكتابة بالنسبة لي غدت مطلبا وجوديا ملحا وتجعلني إنسانا سعيدا". ولأن إعادة قراءة الأشياء ومنحها دلالات جديدة من ركائز الكتابة فإن عماد الورداني لا ينفي أن في الأدب "كذبا جميلا"، ثم يردف "إنه كذب يمتع القارئ دون أن يضر به، ولأن الهدف الأساس هو تفريغ شحنة في قالب متحول".

رجل الأمن و هواية الكتابة

يبدو الأمر غريبا في النظرة الأولى، لكن الرجل يثبت حسه الأدبي ويفند الأحكام الجاهزة. لحسن باكور، مفتش شرطة، قاص وروائي، أو حينما يصير رجل الأمن متألقا في سماء الإبداع. تسلم عدة جوائز هامة منها "جائزة دبي الثقافية"، "جائزة الشارقة للإبداع" (مرتين). "لا أعتبر نفسي رجل أمن يكتب، بل أعتبر نفسي كاتبا يشتغل في مجال الشرطة، لأن الكتابة كانت سابقة بسنوات على المهنة" هكذا يتحدث لحسن بكل ثقة، فهو كان مولعا بالكتابة منذ فترة دراساته الثانوية، وصدرت له عدة مجموعات قصصية، منها "المصعد" و "رجل الكراسي" إضافة إلى روايات مثل "شريط منعرج من الضوء " و"البرزخ".

Junge Autoren in Marokko
الكاتب الشاب عماد مع عدد من نظرائه الشباب في ندوة ثقافيةصورة من: DW/A.Boukhems

جدل حول النشر عبر الوسائط الجديدة

"يصلني رقم غريب، هو بعيد كل البعد عن موطني، أجيل النظر بعيدا، أقلب كلماته، أعيد تركيبها، يجيبني الوداع... الوداع". هكذا يكتب عماد قصصه القصيرة جدا عبر الويب في المواقع الاجتماعية والمدونات الإلكترونية والمنتديات الأدبية، ...إلخ. وغيرها من الوسائط الحديثة. رغم أنه بدأ مساره بالنشر في مجلات وجرائد ورقية، غير أن عماد يقول " كلما نشرت نصا ورقيا، أضعه على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتم تدويله بين قراء قد لا يصلهم النص الورقي". فمثل هذه الوسائط تمكن المبدع المغربي، من إيصال صوته إلى شريحة كبيرة من القراء، ومن ثمة تحرره من "عقدة النشر الورقي" التي ظلت بمثابة حاجز منيع يقف في وجه نصوصه، ويؤجل ولادتها، "فالنص لا يكتمل إلا حينما يتلقفه قارئ ما.. " يضيف القاص الشاب.

للشاعر منجد النور كوراني رأي آخر، فالفيسبوك يقتل الإبداع في نظره، "حينما تصير الكلمات أو الأشعار تتداول بين الذي يستحق و الذي لا يستحق، و بين الذي يستهزئ و يمكر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإننا نقتل الإبداع و الكتاب"، يشرح كوراني موقفه. أما بالنسبة للحسن باكور فإنه يقر بوجود تغيير على مستوى آليات النشر لتداول المنتج الثقافي غير أنه لا يضمر تشبثه بالنشر الورقي، يتحدث بهذا الخصوص قائلا " تنشر بسرعة تنسى بسرعة"، لهذا "أفضل الابتعاد عن إغراء السهولة و الاشتغال على نصوصي بدأب وبتمهل حتى تنشر ورقيا".

Junge Autoren in Marokko
الكاتب الشاب لحسن باكورصورة من: DW/A.Boukhems

هكذا تختلف الآراء إذن بين من يقول "عن طريق المداد و القلم و عن طريق الأوراق نمنح روحا للحروف والكلمات"(الشاعر كوراني)، ومن يفضل أن يواجه "قراء مفترضين يتفاعلون مع النص بشكل ما ويعلقون عليه بنقدهم وأرائهم التي حتما تنير جزءا كبيرا من عتمتي" (عماد الورداني).

"عطب" في المشهد الثقافي...

بين الشعر و النثر يتألقون عبر الكلمة الصادقة و الخيال الجامح الذي ينفذ إلى عمق الوجدان. يقول الناقد و الروائي عبد الرحيم جيران في حديثه لـDW عربية " فعلا هي أصوات تتميز بكونها تقوم على التجريب و على عدم تكرار نماذج جاهزة".

وفي الجهة المقابلة لهذا الثناء على منتج الأقلام الشابة، يشير الناقد المغربي جيران وعلى مضض "لغياب وزارة الثقافة و اتحاد كتاب المغرب و المثقفين الذين يعتبرون أنفسهم كبارا"، على حد قوله، للحضور في ندوات حملت عنوان " أصوات جديدة في الكتابة". مضيفا أن المعرض الدولي للنشر و الكتاب و التظاهرات الثقافية تنبني على المحسوبية و الزبونية و " المتجارة" في الكلمة بعيدا عن الثقافة من حيث هي موقف و ارتباط بالمجتمع.

Junge Autoren in Marokko
ملصق معرض الكتاب في الدار البيضاء في نسخته العشرينصورة من: DW/A.Boukhems

" نعاني من غياب الدعم المادي الذي لا نحظى به من قبل الجهات المسؤولة رغم طرق الأبواب عدة مرات، وهذا شيء مؤسف للغاية بحكم أن الشباب يجب دعمهم و تشجيع إبداعهم"، هكذا يتحدث الشاعر والأستاذ منجد النور كوراني لـ DW عربية و علامات الامتعاض بادية على محياه.

عماد ولحسن ومنجد النور، نماذج لتجارب إبداعية شابة، استطاعت وبالرغم من كل الحواجز أن تبصم أسمائها بإصرار داخل الحقل الثقافي المغربي بإرادة قوية و حلم بهي في غد مشرق بدون محاباة، يحتفي بالحرف و يشجع أقلام المستقبل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد