1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانتخابات البرلمانية القادمة يحسمها ... المسكين!

١٨ يونيو ٢٠٠٩

عباس النوري

https://p.dw.com/p/ISc2

بلا شك أغلب القوائم سيكون لها تسميات وطنية حتى أكثر الأحزاب تمسكاً بالطائفية والقومية والعرقية.

وهذا ليس بغريب، وأهم الأسباب التي أدت جميع القوى أن تتخذ مثل هذا القرار هو إخفاقهم كأحزاب بعناوين ضيقة في الأداء السياسي خلال المرحلة التي في طريقها للنهاية.

وليس ببعيد عن ذاكرة الإنسان العراقي الانتخابات المحلية وكيف كان لقائم دولة القانون من صدى ومدى اكتساحه لتسع محافظات من الجنوب والوسط...وكم كان نسبة تراجع أكبر القوائم العراقية وصاحب الائتلاف العراقي الموحد لأنهم تمسكوا بما رفعوه من شعارات ذات تأثير في المشاعر والأحاسيس. لكن كان لصولة الفرسان أثر واضح...والناخبين لم يختاروا الأسماء في القوائم...بل اختاروا شخص المالكي.

وتلك النتائج أثرت على استبدال قائمة الائتلاف العراقي الموحد لذات اسم دولة القانون...وهل سيكون في صالح القائمة أو يضر بها؟

وللإجابة عن هذا السؤال له أوجه وآراء متضاربة...منها أنه في صالح القائمة والسبب لأن السيد نوري المالكي قدم الكثير خلال فترة الحكم ولعل من المنطقي استمراره لدورة ثانية يكون في صالح العراق من أهم التبريرات اكتسابه للتجربة وعلاقاته الواسعة مع حركات وأحزاب عراقية داخل العملية السياسية وخارجها...وكذلك للعلاقات الدولية والعربية أثر آخر...أما من أهم المعوقات موقفه من إقليم كردستان والمادة 140 وموضوع كركوك ونينوى...والعالم الخارجي تأثيرات إيران وبعض الدول العربية وموقفه من حزب البعث المنحل...وعود ونكث للوعود حسب أقوال الأطراف الأخرى. وأن أهم سبب سلبي لعدم فوزه بدورة ثانية وقد يكون التأثير سلبي على القائمة برمتها هو حجم الفساد في الوزارات وبالخصوص ما حدث لوزارة التجارة ومحسوبية الوزير على حزب الدعوة...وما لاحظه عامة الناس دفاع بعض أعضاء البرلمان العراقي المحسوبين على نوري المالكي عن وزير التجارة ووزراء آخرين.

لكن هناك إيجابيات أخرى من أهمها أنه في السلطة وللأموال دور كبير في شراء الأصوات...أو التأثير على أصوات الناخبين من خلال الدعم المادي وزيادة الحملات الإعلامية. لكن أهم نقطة لم تلتفت إليها العديد من الأحزاب والكتل القديمة والجديدة والتي في دورها للتكتل...هي موضوعة العازفين في انتخابات مجالس المحافظات فقط تراوح نسبهم من 55 – 60% من مجمل الناخبين...وأن قرابة 50% منهم كان لأسباب روتينية ولكن النصف الآخر لأن لهم موقف من جميع القيادات بدون استثناء إلا ما ندر حيث النادر من القيادات لم يكن له حضور مناسب لحجم الشعب العراقي بل النادرين من القيادات المخلصة والوطنية كانت محصورة في زاوية معينة خاصة...قد تحرر منها القليل.

لكن الذي سوف يحسم العملية الانتخابية هو العراقي المسكين الذي لم يحصل إلا الوعود في كل انتخابات حتى أن البعض أوعد بالجنة ونعيمها في الدنيا والآخرة، لكنه مازال يعيش في جحيم العراق إن كان صيفاً أو شتاءاً...ولم يحصل على قوت يومه لا هو ولا أطفاله...والأرامل أمهات المليون اليتيم...فهذا عدد لا يستهان به..!

لقد سئم العراقي الذي لا ينتمي لحزبٍ معين داخل العملية السياسية، ولا خراجها بل ينتمي لوطن والوطن لم يلتفت له ولا حتى بجزء بسيط من حقوقه الطبيعية...فضلاً عن أنه نسى الحقوق المكتسبة...الذي سوف يحسم أولئك الذين دفعوا مبالغ كبيرة من أجل أن يحصل على عمل حارس موظف بسيط أو جندي أو شرطي...هؤلاء سوف يحسمون النتائج...كيف لأكبر القوائم أن تقنعهم؟

العراقي المسكين...سوف لا يقبل لقوائم نظمت مركزياً....العراقي لا ينتخب من لم يزور بلدته عشرون عاماً ولا يعرف عن واقعها شيء...العراقي البسيط ستوجه لمن راعى حقوقه لمن كان نصير المظلومين...لمن ترك كل شيء ونزل لمستوى البسطاء من العراقيين والعراقيات ولم يميز بين طائفة وأخرى...ولا بين قومية وأخرى يحب العراقيين جميعاً ويحبونه...العراقي يبحث عن هذا الرجل لكي يخلصهم من الهلاك من الظلم بكل أنواعه...لكي يحقق الحقوق الضائعة بين أروقة الوزارات والمؤسسات الحكومية والحزبية النافذة...!