1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجهاد الأميركي في الشرق الاوسط

٢٨ أكتوبر ٢٠٠٨

جاسم محمد

https://p.dw.com/p/Fivy

أن التحديات التي ستواجه الرئيس الاميركي المنتخب هي اكبر من تلك التي يواحهها بوش في الوقت الحاضر .

قضيه الصراع العربي الاسرائيلي وافغانستان مازالتا غير واضحتان وعلى الرئيس القادم ان يعطيهما اهتمام اكثر خلال الايام الاولى من تولي منصبه .

اما الصراع العربي الاسرائيلي فيحتاج الى جهود سياسيه اكثر من الدبلوماسيه لما شهد المجتمع الفلسطيني والاسرائيلي من تغيرات .

شعبيه اميركا في العراق والشرق الاوسط بدات تنخفض اكثر فاكثر ، وهي لاتستطيع البقاء في العراق الى حين اكمال مهامها وفي نفس الوقت لاتستطيع تركه . فهي تحاول ان يكون العراق بوضع داخلي

جيد وبعلاقات جيده مع دول الجوار والمنطقه لكي تحفظ ماء وجهها واعاده الثقه المفقوده باصدقائها برغم انخفاض اهتمام الاعلام والراي العام بالعراق مقارنه بالسنوات السابقه .

تواجه اميركا تحديات ايران الامنيه في المنطقه لانها تريد اختبار او جس نبض الرئيس القادم خلال الايام الاولى من خلال افتعال المواجهات . ويبدو ان ايران سوف لاتاخذ المفاوضات مع اميركا بجديه الا بعد ان تكون قوه نوويه حقيقيه وفاعله لتتمكن من فرض شروطها على طاوله المفاوضات مع اميركا .

ان انخفاض اسعار النفط احدث ضغوطات جديده على ايران اكثر من الاشهر السابقه وما زاد في تلك الضغوطات هي مشكله الطاقه في ايران . لذا فان سياسه اميركا تحتاج الى اعاده تقييم لكي تكون لاميركا اليد العليا في مفاوضاتها مع ايران وتضع حدا لتهديداتها .

افتقدت اميركا بريقها التي كانت تتمتع به في السبعينيات وانخفض الراي العام الداعم والمؤيد لسياستها وستراتيجيتها في الشرق الاوسط ، لذلك يحتاج الرئيس القادم ان يولي ذلك اهميه اكثر في الايام الاولى برغم ان المعطيات الحاليه تقول العكس . لذا تحتاج اميركا الى تبني قواعد سياسيه جديده للتعامل مع الشرق الاوسط مع الاصدقاء ومع الخصوم .

لقد وصلت الاداره الاميركيه الى حقيقه بان تقربها الى الحكومات بهدف كسب الراي العام في دول الشرق الاوسط كانت غير ناجح في مكافحه الارهاب وافقدها شعبيتها . لذا فان تحديات الرئيس الجديد ستكون اكبر في جنوب اسيا وفي الشرق الاوسط وستكون مشكله الباكستان وافغانستان هي الاصعب واكثر تعقيدا عما كانت عليه قبل ثمان سنوات .

من المتوقع من الاداره الجديده بانها سوف لاتنشغل بمعالجه الاخطاء بقدر ما تعتمد ستراتيجيه جديده مع ايران وسوريا وحماس وحزب الله تقوم على النشاط الدبلوماسي اكثر من سياسه الصمت في الوقت الحاضر .

وبالتاكيد فان الدول المذكوره اعلاه والمجموعات اصبحت اكثر قوه وتاثيرا في المنطقه مما جعلها ان تعارض اميركا علنا . أن سياسه اميركا باعتماد عقوبات المقاطعه او اتباع سياسه غير واضحه وغامضه مع تلك الدول والمجموعات لم تجدي نفعا طالما تجد الاخيره البدائل .

البعض داخل اميركا يعتقد بان تلك الدول والمجموعات اعطت اميركا دروسا بالمواجهه والرفض ، عكس ما كان متوقع .

التحليلات السياسيه تؤكد بان الرئيس القادم سوف لايدخل بايه مفاوضات مباشره مع ايران ، سوريا ،حزب الله ، حماس او افغانستان لتجنب ايه مخاطره سياسيه مع خصوم اميركا ولكي يظهر الرئيس بمظهر القوة . لكن من المتوقع ان يفعل الرئيس ذلك بعد سنه من تولي مسؤوليته برغم ان هذه الدول والمجموعات سوف تستغل ذلك بخلق وافتعال المواجهات خلال الايام الاولى لاختبار حزم الاداره الجديده .

جاسم محمد

jassimasad@hotmail.com