1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الدعم الحكومي يقوض جهود إحداث ثورة زراعية في أوروبا

زابرينا بابست/ محمد المزياني١٧ مايو ٢٠١٣

يسعى مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الزراعة إلى ربط أموال الدعم لقطاع الزراعة بشروط الحفاظ على البيئة. الهدف هو تفادي الأضرار الكبيرة التي تلحق بالبيئة بسبب الاستغلال المفرط للطبيعة. تلك المقترحات تقابل بانتقادات كبيرة.

https://p.dw.com/p/18Y7F
Heuernte auf einer Wiese, im Vordergrund ein blühendes Rapsfeld, aufgenommen 2006 bei Sinsheim. Foto: Ronald Wittek +++(c) dpa - Report+++
صورة من: picture-alliance/dpa

تنص مقترحات مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الزراعة داسيان سيولوس على أن يحصل مزارعو الدول الأوروبية ابتداء من عام 2014 على أموال دعم مباشرة من الاتحاد الأوروبي ولكن فقط عندما يلتزمون بقوانين الحفاظ على البيئة لحماية الكائنات الحية والطبيعة. وفي حال عدم احترامهم لتلك الشروط، فإنهم قد يفقدوا حتى 30 في المائة من حجم الدعم المالي الذي يتلقونه من بروكسيل.

ويشمل برنامج التمويل الأوروبي لعام 2013 ميزانية بمستوى 60 مليار يورو لقطاع الزراعة، ما يعادل 40 في المائة من الميزانية العامة للاتحاد الأوروبي. وهذا مبلغ كبير لقطاع لا يشغل أكثر من 5 في المائة من اليد العاملة في الاتحاد الأوروبي.

لكن أموال الدعم المقدمة من قبل بروكسيل تتقلص من عام إلى آخر، علما أنه يجب تصنيف دول الاتحاد الأوروبي إلى معسكرين: فالأوروبيون الشرقيون يريدون الحصول على أموال أكثر، في حين تعتبر دول أخرى أن الاقتطاعات المقترحة غير كافية. وقد فشلت مقترحات المفوض الأوروبي السنة الماضية، ما يمكن تأكيده إلى حد الآن هو أن صرف الأموال لن يتم في المستقبل إلا في حال احترام الشروط المفروضة للحفاظ على البيئة، وسيساهم ذلك في خلق بيروقراطية أكبر.

ARCHIV - Bioland-Karotten liegen im LPG Bio-Markt in Berlin zum Verkauf in einer Gemüse-Kiste, aufgenommen am 19.02.2005. Bio wird immer populärer: Der Markt ist 2012 um sechs Prozent gewachsen. Gut 7 Milliarden Euro geben die Deutschen dafür inzwischen aus. Foto: Stephanie Pilick dpa/lbn (zu dpa:"Bio-Markt wächst weiter - Bauern kommen nicht hinterher" vom 09.02.2013) +++(c) dpa - Bildfunk+++
انتعاش سوق المواد الغذايئة المنتجة بمواد عضوية في ألمانياصورة من: picture-alliance/dpa

شبح البيروقراطية يثير قلق المزارعين

ويتم تحديد مبالغ أموال الدعم الخاصة بالمزارعين بطريقة بسيطة، تشكل فيها مساحة الأراضي المستغلة العامل الحاسم. فعند قيام مزارع في إيطاليا بزرع الذرة مثلا، ويقوم في السنوات الخمس الأخيرة بإنتاج القمح، فإنه يتلقى رغم ذلك ألف يورو على الهكتار الواحد كدعم مالي. وهذا يثير حفيظة ألبيرت ديس، عضو البرلمان الأوروبي من الحزب الاجتماعي المسيحي الألماني الذي قال " المزارعون في ألمانيا يفضلون الحصول على أموال أقل عوض مواجهة تدابير بيروقراطية كبيرة". وأوضح هذا المسؤول أن مصالح المزارعين تختلف من بلد إلى آخر لا يمكن معه الحديث عن قطاع موحد. وذكر ديس في هذا الإطار أن "هناك فوارق كبيرة في أموال الدعم المقدمة لمختلف الدول الأعضاء. فالمزارع في ليتوانيا يحصل على 78 يورو للهكتار فيما يتلقى زميله في اليونان 575 يورو. وهذا أمر خطير لا يمكن القبول به بعد مرور عشرين عاما على فتح حدود الدول الأوروبية".

فيلي كامبمان، رئيس رابطة المزارعين الألمان في بروكسيل ينظر هو الآخر بعين الريبة إلى هذا التطور، ويقول: "سياسة الزراعة تزداد تعقيدا، ونظام التحويلات المالية سيجلب معه بيروقراطية ضخمة، حتى مع وجود مرونة في التحرك لصالح الدول الأعضاء".

وتم إقرار أموال الدعم المباشرة في الاتحاد الأوروبي نهاية التسعينات كإجراء لتأمين مستوى أسعار الإنتاج والدخل شهري للمزارعين. لكن سياسة الدعم الأوروبية لقطاع الزراعة أثارت انتقادات في الدول النامية. لكن الأوروبيين يؤكدون أن التكاليف المنخفضة للمساحات المزروعة واليد العاملة الرخيصة في البلدان النامية تمنح هذه الأخيرة تفوقا في المنافسة في السواق العالمية.

An blühenden Rapsfelder fährt ein Frachtschiff am Dienstag (06.05.2008) im Nord-Ostsee-Kanal in der Nähe von Bovenau vorbei. Die Rapsfelder in Schleswig-Holstein sind in diesem Jahr nach Angaben der Landwirtschaftskammer in einem guten Zustand. In den vergangenen Jahren wurden im Mittel etwa 450000 Tonnen Raps geerntet. Foto: Carsten Rehder dpa +++(c) dpa - Report+++
جانب من حقل في شمال ألمانياصورة من: picture-alliance/dpa

قطاع الزراعة في غرب أوروبا يتدهور

والملاحظ أيضا هو أن دول شرق أوروبا التي تم ضمها مؤخرا إلى الاتحاد الأوروبي تقدم هي الأخرى أراض زراعية بأسعار منخفضة. وعليه فإن لوتس ليبه، عضو المفوضية الأوروبية لشؤون الزراعة ينظر بانتقاد إلى التطور الذي يشهده قطاع الزراعة الأوروبية، ويقول:"هولندا مثلا وصلت إلى حدود طاقاتها المتاحة. فالدخل الشهري للمزارعين لا يكفي، والبيئة في تدهور، وعدد المزارع الكبيرة التي يمكن تطويرها في هولندا في تراجع، لأن أصحابها يستقرون في أوروبا الشرقية بسبب وجود ظروف عمل جيدة هناك".

ويلقي لوتس ليبه باللوم في وجود فوارق كبيرة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الشلل الذي يطال برنامج الإصلاح الزراعي، وقال بأن المفوضية الأوروبية لشؤون الزراعة ليست وحدها المسؤولة في ذلك، بل "إن وزراء الزراعة الذين اتخذوا القرارات، بينهم وزراء قدامى مرتبطون بلوبيات زراعية، والمفوض الأوروبي للزراعة سيولوس يكافح ضد مجموعات الضغط القوية". وأشار المسؤول إلى أن اقتراح سيولوس يأتي في الاتجاه الصحيح، بحيث إن أموال الدعم التي يتلقاها المزارعون الذين ينتجون طبقا للشروط المحافظة على البيئة تقدم لهم كتعويضات على خسائرهم في الإنتاج بمواد عضوية تراعي البيئة. وتستمر مشاورات المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي ومجلس الوزراء حتى 20 من يونيو القادم حول مشروع إصلاح قطاع الزراعة الأوروبية للخروج بسياسة زراعية مشتركة. وتوصف هذه المشاورات بأنها عبارة عن معركة بين المؤسسات السياسية ومجموعات الضغط القوية.