1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الدفاع عن المرجعية مناورة انتخابية واستخفاف بالعقول

علي فاهم٦ مارس ٢٠١٤

يرى علي فاهم أن بعض الأحزاب و الكتل السياسية تتبارى في إطلاق تصريحات و مؤتمرات لتبرز نفسها على أنها المدافع عن عرين المرجعية و هي تستنكر و تهرول لإدانة إي اعتداء مزعوم على للمرجعية حتى ان لم يكن هناك أي اعتداء.

https://p.dw.com/p/1BLAm
Irak Schiiten Islam Karbala Imam Hussein
صورة من: picture-alliance/dpa

تتسابق أن بعض الأحزاب و الكتل السياسية في تصريحات و مؤتمرات و لقاءات إعلامية لتبرز نفسها بأنها المدافع عن عرين المرجعية العليا و أنها تستنكر و تهرول لإدانة اي اعتداء على المقام العالي للمرجعية العليا حتى ان لم يكن هناك أي اعتداء فستسعى لخلق معركة وهمية و خاصة اذا كان هذا الأمر فيه تسقيط لمنافس سياسي في الانتخابات القادمة فهو ضرب لعصفورين بحجارة صغيرة لا تكلف شيئاً فمن باب تستقطب بعض القواعد الانتخابية من أتباع المرجعية العليا و كذلك تسقط منافس انتخابي في طريقهم ,
في الأزمة الأخيرة التي حصلت عندما قامت جريدة الصباح الجديد بنشر رسوم ساخرة للسيد الخامنئي و خرجت مظاهرات في ساحة الفردوس للدفاع عن المرجعية و استنكار التعرض لها بهذه الصورة و توالت البيانات و أثيرت القضية إعلاميا في أغلب الفضائيات انفردت أحدى الفضائيات التي تمثل حزباً ( إسلاميا ) و كتلة معينة بتغطية إعلامية ( خاصة ) للموضوع فقد تناولته بكل تفاصيله و شدت حزامها (كلش ) للموضوع و كانت آلات صالات المتوالية مع بعض الشخصيات المستنكرة و المهددة و المنددة بالاعتداء على المرجعية و الذي يمس أحدى المقدسات في المنظومة الدينية الشيعية ، لحد الان لا شيء مستغرب و لكن المثير للإنتباه و الدهشة استبدالها شخص المعتدى عليه من السيد (الخامنئي ) إلى السيد ( السيستاني ) !

حتى ان الموضوع نزل في موقع القناة ملحقاً بصورة السيد السيستاني فماذا نفهم من هذا الاستبدال ؟ انه ليس إلا محاولة لإثارة الأجواء و المشاعر و ( الناخبين ) لصنع قضية ينشغل بها الشارع العراقي مشابهة لقضية اعتداء قناة الجزيرة على مقام المرجع الأعلى في الانتخابات السابقة و التي رافقتها قضية الاعتداء على مقام الصحابة في الجهة المقابلة ليستثمرها المطبلون انتخابيا و يحققوا مكاسب في ساحة الأصوات المحشدة لهم، فأنا لا يمكن ان أهضم فكرة ان تلك القناة و القائمين عليها وقعوا في أشكال او أشتبه عليهم الامر و لكنه استثمارا للفرص على طريقة عمرو ابن العاص و وفقاً للمبدأ الميكافيلي المتجدد عراقياً الغاية تبرر الوسيلة , كما و ظهر لنا السيد أحمد الجلبي و السيد باقر صولاغ في تصريحات ينتقدون فيها قانون الأحوال الشخصية الجعفري و يسجلون اعتراضاتهم عليه و إنهم يرفضونه لأنه رفضته المرجعية العليا !

رغم أننا لم نسمع أن المرجعية العليا رفضته و لم يدعي أحد ذلك و لكنه يصب في نفس المجرى فهي ( مناورة ) للكسب الانتخابي لا أكثر و تحريض للعقول الساذجة التي تهرول مسرعة خلف الأوهام لتقع في هذه المستنقعات و ترفع رايات الاحتراب و تسقيط المنافس لهم باسم الدفاع عن المرجعية تارة أو الدفاع عن المذهب و الطائفة و الصحابة و غيرها من أوراق محترقة قد يثير دخانها عدم وضوح في الرؤية لدى الناخب و بالتالي يحققون بضعة مكاسب هنا و هناك حتى إن اضطروا لقتل دينهم في سبيلها .