1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الرأي العام وجمهور أراب آيدل

كفاح محمود كريم٦ يونيو ٢٠١٣

يرى كفاح محمود كريم أن من الصعب المقارنة بين الرأي العام الأوربي أو الأمريكي أو الياباني وبين الرأي العام الشرق أوسطي ومن شابهه في التكوين لوجود مساحات شاسعة من صحارى الوعي و السلاسل الجبلية من الممنوعات المتوارثة.

https://p.dw.com/p/18kuC
صورة من: MBC1

طبيعة تكوين أغلبية هذه المجتمعات تكثف مكوناتها البشرية والفكرية والانتمائية حول عمود الخيمة بصرف النظر عن درجة ونوعية العمود سواء كان شيخا أو أغا أو حتى مختار محلة أو قرية ومن ثم المعلم والمدرس وإمام الجامع الذي يمنح نفسه صلاحيات تقترب أحيانا من صلاحيات خالقه أو رسوله، مرورا بالشرطي المتعملق وقبله فراش المدير العام الذي يتقمص شخصية مديره وولي نعمته الخاصة، وهكذا دواليك صعودا بمراتب الوظائف العامة اجتماعيا وإداريا، وحينما نقترب من السياسية، تكون السلطنة على أعلى مراحلها والنرجسية في غاية نضوجها لدى الرئيس العظيم والملك المفدى.

في أجواء مثل هذه كيف لنا الاعتماد على الرأي العام المدجّن تماما، ليس اليوم بل عبر مئات السنين من حكم من يحلل ويحرم حسب أهوائه وتفسيراته سواء للنصوص المقدسة أو الدساتير الوضعية حتى يضع نفسه وكيلا عن الخالق أو النبي أو الشعب، ورب قائل يقول ما حدث في الربيع العربي كسر تلك القواعد واخرج المارد من قمقمه لكي يعبر عن رأيه بحرية تامة أتاحت للجزء التخريبي في تكوينه بالانتعاش ليقتل ويسرق وينهب ويحرق في ثورة عارمة اختلطت فيها الألوان والإشكال والأفكار والأجناس ومشاهد ربيع ليبيا الدموي ومذابح سوريا والعراق وما تخبؤه الأيام لمصر الناعمة وتونس الخضراء تؤكد أن المشهد في اخطر مراحل تكوينه، خاصة إذا ما أدركنا إن ذات القوى المحركة لذلك الربيع بدأت تتكثف ثانية حول عمود واحد لا يسمح لغيره بأي شكل من الإشكال من رفع الخيمة التي يتمتع تحت افيائها الشعب العظيم!؟

Saddam Hussein
صدام حسين بين عناصر حمايتهصورة من: picture-alliance/dpa

" سقوط القائد الضرورة وهو على أكتاف الجماهير"

نتذكر جميعا عشية سقوط نظام بغداد ورئيسه القائد الضرورة وآلاف الأهالي يرفعونه على أكتافهم ليحيي الجماهير التي أعلنت أنها ستفديه بأرواحها وما تمتلك، وربما لم تمض أشهر على تلك الجموع الهائلة من البشر وهي تستقبله وتستقبل أمثاله أيضا بالمقارنة في صنعاء والقاهرة ودمشق وطرابلس الغرب وتونس وما ماثلهم وهم كثير في كل الأصقاع، حتى هبت وبحماسة اشد وأكثر عصابية لتستقبل آخرين قدموا على أكتاف الغلابة أو خلف دبابات وطائرات من تحملوا مسؤولية إسقاط تلك الأنظمة لعجز شعوبها على التغيير!؟

هذه الآلاف المؤلفة من الأهالي تضم كل شرائح المجتمع دونما استثناء مع وجود كثافة هنا وضمور هناك، لكنها تمثل بالتأكيد ما نراه اليوم في مدارج مسرح أراب آيدل، الذي يشجع كل من يصعد على المسرح ويصفق له كما لو كان حسني مبارك أو محمد مرسي أو صدام حسين أو نوري المالكي، أو حتى الزعيم المخضرم كاسترو أو وحيد فنزويلا الذي لولا السرطان لحكم تلك البلاد ربما لقرن آخر من الزمان!

أراب آيدل : " بالروح بالدم نفديك يا..."

جمهور أراب آيدل يجيد التصفيق بحرارة، وتثير العواطف والانفعالات صراخاته وعويله، وهو صورة طبق الأصل لجماهيرنا المناضلة من المحيط إلى الخليج مرددا ما لذ وطاب من الشعارات وفي مقدمتها بالروح بالدم نفديك يا ( وضع من تشاء بين القوسين إن كنت جالسا بدل الفنانة الخطيبة القائدة أحلام ).