1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الرئيس الروسي يجيد تمثيل مصالح بلاده"

١٧ أكتوبر ٢٠٠٧

في الوقت الذي ترفض فيه موسكو تحول طهران إلى قوة نووية جديدة، فإنها تدرك أن ذلك لا يمكن تحقيقه من خلال التهديدات وفرض العقوبات، وإنما فقط عبر مفاوضات صارمة وعادلة وفق ما يراه معلق دويتشه فيله بيتر فيليب.

https://p.dw.com/p/Bruq

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجيد تمثيل مصالح بلاده، وهذا في الحقيقة من أولى المهام الملقاة على عاتق زعيم سياسي. آخر برهان على ذلك قدمه لنا بوتين لتوه في طهران؛ فعلى الرغم من أن المشاركة في مؤتمر الدول الواقعة على بحر قزوين شكلت المناسبة الرسمية لقدومه، خيم الخلاف حول الملف النووي الإيراني على هذه الزيارة التي هي الأولى لرئيس روسي منذ ستين عاماً. وبوتين أوضح أنه لا يُفكر على الإطلاق في الانتقال إلى صف الولايات المتحدة وأوروبا في هذا الخلاف، علماً بأن رسالته هذه ليست جديدة ولا مدهشة، و مع ذلك عرف كيف يُظهر موقفه بنجاح للإيرانيين وللعالم، فما قاله بوش وساركوزي وميركل قبل ذلك خرج فجأة من فمه بنبرة أخرى إذ قال: "إن للإيرانيين الحق في الاستغلال السلمي للطاقة الذرية".

هذا أمر بديهي يأتي تعليله في اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الذرية التي وقعت عليها إيران أيضاً، وهو الأمر الذي يُنسى على الدوام ويغفل عن رؤيته باستخفاف، لكن عندما يذكر به بوتين، يصبح له وقع آخر، لأنه لا يرفع في نفس السياق اتهامات لإيران بأنها تحاول في الخفاء صنع قنبلة ذرية ولأنه يعارض تشديد العقوبات ويحذر بكل وضوح من الإجراءات العسكرية ويرفض أي تهديد عسكري.

يأتي هذا في صالح إيران ،لاسيما وأن روسيا ودول بحر قزوين الأخرى التزمت بعدم السماح لأية عمليات عسكرية بالانطلاق من أراضيها. من جهة أخرى من المفروض أن يدفع موقف كهذا واشنطن إلى التأمل، فحتى الآن لا توجد جبهة موحدة إزاء إيران. فالروس والصينيون الذين وافقوا على الخطوات التي اتخذت حتى الآن، يوضحون في كل مرة من جديد أن الطريق المشترك لن يستمر؛ الصينيون يخرجون عن هذا الخط غضباً لتعامل الغرب مع دالاي لاما، والروس يمارسون سياسة قوة واضحة.

ربما هذا ليس واضحاً بما فيه الكفاية حتى الآن، فعلى الصعيد الثنائي تبقى موسكو إزاء إيران دون التزام وبالقدر نفسه تبقى استجابتها لها على الصعيد الدولي. هناك على سبيل المثال مفاعل بوشهر الذري الذي كان الألمان قد بدأوا في الأصل ببنائه ثم تابع الروس عملية البناء، وأضحى في الحقيقة منتهياً منذ فترة طويلة، لكنه لم يشغل بعد. افتتاحه يؤجل كل مرة من جديد بشتى الأعذار الممكنة، ومع ذلك لا يؤدي هذا إلى تصدع العلاقات بين موسكو وطهران ولا إلى وقف الاتفاقيات لبناء مفاعلات أخرى في إيران.

ويعتقد أن التأخر يكمن في أن موسكو تريد إبقاء تشغيل المفاعلات تحت الرقابة، وهذا مطلب شرعي، فموسكو لا تريد أيضا ظهور قوى نووية أخرى في المنطقة، وهدف من هذا النوع لا يمكن تحقيقه عن طريق التهديدات والعقوبات، إنما من خلال مفاوضات صارمة وعادلة في نفس الوقت، وعلى ما يبدو يقدم بوتين للغرب مثالاً على ذلك.

بتر فيليب/ ترجمة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد