1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الزورب: أقدم أقلية في ألمانيا

دويتشه فيله+وكالات(ه.ع.ا)٧ ديسمبر ٢٠٠٧

نجحت أقلية الزورب في البقاء على قيد الحياة رغم العهد النازي وعقود الشيوعية المتشددة، لكن الأقلية التي يربو عددها عن 50 ألف شخص تعاني حاليا من تقلص مجتمعهم المحلي ومن خطر اختفاء قراهم بسبب صناعة الفحم الحجري.

https://p.dw.com/p/CYP2
الأقلية الزوربية في ألمانيا تعاني نقصا حادا في عدد أفرادهاصورة من: dpa

يعيش الزورب الذين يشكلون واحدة من أقدم الأقليات في أوروبا منذ أكثر من ألف عام في ألمانيا وقد استطاعوا البقاء حتى في ظل إرهاب العهد النازي كما عاشوا عقودا من الزمان في ظل شيوعية متشددة. وبعد انهيار الشيوعية في ألمانيا الشرقية برزت روح جديدة جريئة في القري الزراعية والبلدات التي تشبه الحصون في منطقة الزورب بمحاذاة الحدود مع جمهورية التشيك وبولندا.

لكن الأمور لا تتغير بسهولة، فالزورب الذين يربو عددهم على الـ 50 ألفا يزدادون عصبية بسبب تقلص مجتمعهم المحلي والتآكل التدريجي لثقافتهم حسبما يرون. ويعيش الزورب في شبكة من البلدات والقرى في ولايتى براندنبرج وساكسونيا الشرقيتين. وقاموا مؤخرا بإطلاق حملة لجذب الأنظار إلي تقاليدهم التي تعود لمئات السنين و تشمل ارتداء الأزياء صارخة الألوان وارتداء اللون الأسود عند الزواج.

صناعة الفحم تهدد القرى الزوربية

Bautzen in Sachsen Panorama
مدينة باوتزن شرق ألمانيا تعد من أكبر تجمعات أقلية الزوربصورة من: transit

ويشعر المسنون الزورب بالقلق من أن قلة محدودة فقط من الشباب هي التي تتحدث بطلاقة لغتهم الأصلية التي تحمل أوجه شبه باللغتين التشيكية والبولندية. وقد أثرت الاستقطاعات المالية على الأعداد المتراجعة من مدارس اللغة السوربية­ الألمانية في السنوات الأخيرة.

لكن ثمة ما هو أسوا من ذلك وهو الخبر الذي أعلن مؤخرا عن أن عددا من القرى الزوربية في منطقة لوسيتس ستختفي خلال السنوات الـ 15 القادمة لتفسح المجال أمام افتتاح منجم ضخم للفحم. ويقول رينيه شوستر وهو ناشط من الزورب وعضو بجمعية الرابطة البيئية الخضراء " لقد قضت صناعة تعدين الفحم الحجري حتى الآن على 136 قرية . وإننا تقول هذا يكفي . يتعين عدم القضاء على المزيد".

في وقت سابق استأجر شوستر منزلا في مجتمع الزورب المحلي في لاكوما لكنه اضطر لمغادرة المنطقة عندما خصصت القرية للإزالة لأغراض التعدين من قبل شركة فاتينفال السويدية للطاقة. يشير شوستر وقد أحاط به مجموعة من الصحفيين إلى موقع على على بعد 40 مترا " كان منزلي هناك، كما كانت توجد مزرعة. الان كل المنازل اختفت عدا اثنان". تدفع فاتينفاتل من جانبها بان عملياتها توفر وظائف تشتد الحاجة إليها في منطقة طالما ابتليت بنسب البطالة العالية وندرة السكان.

الزورب يتمتعون بالمسالمة وروح الود

UNESCO-Weltkulturerbe: Elbtal in Dresden
مدينة دريسدن القريبة من مناطق سكن الزورب تجتذب الشباب من أجل اكمال التعليم والحصول على فرص عمل أفضلصورة من: AP

ويكن غالبية الألمان الإعجاب للزورب الذين يسمون أيضا الفيندز كونهم يتمتعون بقدرات كبيرة ومهارات فنية وبروح الود مع المحافظة على استقلاليتهم. يقول مسئول في كوتبس الواقعة على بعد نحو 120 كيلو مترا جنوب شرق برلين " إننا نادرا ما نسمع عن زوربي يمارس نشاطا إجراميا".

وعلى الرغم من أن الزورب لم يكن لهم يوما دولة خاصة بهم وخضعوا منذ القرن العاشر للحكم الألماني فإنهم نجحوا على مدى قرون في الاحتفاظ بهوية أثنية منفصلة من خلال الحفاظ على لغتهم وثقافاتهم السلافية المميزة. بيد أن اللغة الألمانية هي السائدة الآن بين عدد كبير من الأسر الزوربية. ميركو شميت مدير مدرسة تدرس لغتين في كروستفيتس، حيث يدرس بالمدرسة 69 تلميذا وهي واحدة من 6 مدارس ثنائية اللغة في لوساتيا كما يطلق الزورب على منطقتهم.

ويقر ميركو شميت بأن اللغة الزوربية لا يتم التحدث بها على نطاق كبير هذه الأيام لكنه يقول "من المهم تعلم هذه اللغة لان رفض تراث الأجداد خطيئة". ويضيف "هنا ومنذ البداية يتعلم الأطفال الألمانية والزوربية . ويصاب المرء بالدهشة من السرعة التي يتعلم بها الأطفال اللغتين."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد