1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السوريون يحبسون أنفاسهم في انتظار نتائج مؤتمر جنيف2

كمال شيخو- دمشق٢٢ يناير ٢٠١٤

بعد أخذ ورد وعقبات هنا وهناك، انطلقت أعمال مؤتمر جنيف 2 لتسوية النزاع السوري بحضور وفدي الحكومة والمعارضة. فكيف ينظر المواطن السوري العادي لهذا الحدث الذي يأتي بعد حوالي ثلاث سنوات على انطلاق حركة الاحتجاجات؟.

https://p.dw.com/p/1AuGt
Syrien Friedenskonferenz
صورة من: picture-alliance/dpa

"نعيش لحظات من الترقب والانتظار والخوف، نخشى أن يكون جنيف 2 مجرد جلسة اعتيادية للأطراف المتنازعة والمتدخلة في الشأن السوري". بهذه الكلمات بدأت ميديا الحسيني شقيقة أنس الحسيني المعتقل منذ أكثر من عام في أحد أفرع المخابرات السورية دون توجيه أية تهمة إليه أو إحالته للقضاء لمحاكمته. ميديا (28 سنة) من مواليد مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية بشمال شرق سوريا، تعول على المؤتمر ونقلت لـ DW عربية "يجب جعل جنيف 2 بوابة السلام وبشرى لكل منزل سوري فقد عزيزاً وينتظر معتقلاً، ويشتهي العودة إلى مدينته".

ميديا طالبت طرفي النزاع وحلفاءهما أن "يتلمسوا ويدركوا مدى معاناتنا نحن ذوي الضحايا والمعتقلين". عائلة ميديا حالها كحال أغلب الأسر التي تنتظر بمزيد من الخوف والقلق أن يفرج عن أحد أفرادها. تقول لـ DW عربية: "لم نعد نعرف الراحة والهدوء في عموم أرجاء المنزل منذ سنة، لقد دفع اعتقال أنس مجمل أفراد العائلة وخاصة والدي لتحمل مشقة السفر نحو دمشق والمحاولة في العثور على أي بصيص أمل عن مكان تواجده، ولكن دون جدوى؛ فالوضع الأمني مخيف جداً في التنقل لأنّ الظروف صعبة على الجميع".

ولا تنسى ميديا صورة شقيقها أنس عندما ظهر على شاشة إحدى المحطات الفضائية الموالية للنظام السوري، في تقرير إخباري بتهمة الإرهاب؛ وعندما كانت تتحدث إلى DW عربية حاولت أن تخفي بكاءها؛ ولكن تابعت الكلام بصوت حزين وخافت "يومها كان وجه أنس يشق شاشة التلفاز، كان متعباً جداً وكان التلفاز بمثابة نصل السكين الذي يباغته فجأة، ويقدم لك ذاك الوجه الطولي الممتلئ بالعفوية والانضباط". والتهمة كانت "إرهابي" تقول ميديا، وأضافت "اتهموا أخي بالإرهاب في تقرير ساذج وقاسي بنفس الوقت؛ حينها كنت أشعر بأن كل شيء توقف، توسلت لذاكرتي تبعد عني ما سمعت وما شاهدت، لكن دون جدوى، ومازال أنس معتقل ولا نعرف عنه أي شيء".

Symbolbild Syrien Damaskus Erleichterung nach Obamas Rede
سوريات يأملن في عودة دمشق إلى سابق عهدها بعدما دمرتها الحرب وخنقتها الحواجز العسكريةصورة من: Reuters

ظروف صعبة وقاسية

عبد الحميد (46 سنة) من سكان بلدة داريا بجنوب دمشق المحاصرة منذ أكثر من عام. تساءل عبر DW عربية عن "أي مؤتمر يتم الحديث والوضع الإنساني والمعيشي بالغ الصعوبة في داريا خصوصاً وجنوب دمشق عموماً!!" عبد الحميد كشف لـ DW عربية أنه ونتيجةً للحصار المفروض على البلدة منذ عام لحد الآن قتل حوالي 950 شخصاً بالإضافة إلى مئات الجرحى والمصابين. لم يغادر بلدته رغم كل شيء، وأكد أنه "بقي في المدينة حوالي 5500 مدني فقط من أصل 280000 نسمة، يعيش هؤلاء أسوء الحالات في ظل انعدام كامل لجميع مقومات الحياة وعلى جميع الأصعدة". عبد الحميد لا يعول كثيراً على عقد مؤتمر جنيف 2، ويقول إن "هذا المؤتمر لن يغير شيئاً على الأرض، الموت والقصف والحصار والاعتقال؛ محال أن ينهي المؤتمر مأساة السوريين. وتمنى ابن مدينة داريا "أن يتحقق مطلب واحد فقط وهو الإفراج عن المعتقلين السياسيين على خلفية الحراك المعارض".

ويرى هشام (32 سنة) طبيب أسنان القيم في المزة- أوتوستراد بالعاصمة دمشق أن "دمشق، بعد أن كانت مدينة تعج بالحياة، تحولت إلى مدينة من الكتل الإسمنتية الرهينة للحواجز، وعدد لا متناهي من الحواجز العسكرية التي أفقدتها جزءاً كبيراً من روحها".

هشام عبر لـ DW عربية أنه يعقد الأمل على جنيف 2 رغم "أنّ المعطيات السياسية تبشر بضعف هذا الأمل، ولكن لو استطاع المؤتمر تخفيف معاناة سوري واحد أو إخراج معتقل واحد أو فكّ حصار عن مدينة فهو جدير بالأمل". ولم يخفِ الدكتور هشام أن مؤتمر جنيف 2 "لا يحمل حلاً سحرياً للأزمة السورية ولكنه قد يفتح مساراً سياسياً في ظل الجمود الحالي لتخفف القليل من نار الحرب".

سوريا : هل مازال الحل السلمي ممكناً ؟

مشاعر مشوشة

خالد الشامي ناشط إعلامي وعضو في تنسيقية دف الشوك بجنوب دمشق يقول لـ DW عربية إنّ "المعارضة السورية التقليدية كهيئة التنسيق والائتلاف والمجلس الوطني لا ينتظر السوريين منهم ولا من مؤتمر جنيف2 شيئاً؛ سوى المزيد من التآمر والالتحاق بركب الدول الكبرى، ما يعني المزيد من الدمار دون العمل على خدمة الثورة والشعب".

خالد الذي يتابع نشرات الأخبار وآخر التطورات الميدانية في منطقته لينقلها إلى الإعلام، يشدد أنه لا جدوى من جنيف 2 ويعتبره "مؤتمراً لحل صراعات الأحلاف الدولية لذلك لا نثق بنتائجه". وأخبر الناشط الإعلامي أنّ الأوضاع العامة في العاصمة لم تتغير مع قرب عقد مؤتمر جنيف 2 "فالحواجز بقيت كما هي، وحملات الاعتقال والمداهمات مازالت مستمرة، والقصف والقتل لم يتوقفا دون احترام لقرب عقد مؤتمر جنيف 2 والقوى العظمى الراعية له".

وعن حال المعارضة السياسية السورية، أوضح المعارض السياسي بدر منصور في حديثه لـ DW عربية "مادامت القوى المعارضة السورية منقسمة على نفسها ويعاني أغلبها صراعات داخلية أو قطيعة مع القوى الموازية وبناءً على التوجه الحاصل لعقد المؤتمر مهما كان الثمن وبعد أن اختزلت كثير من القوى المعارضة فكرة الحل السياسي في شكل مؤتمر جنيف؛ فالمزاج السوري العام غير مكترث بالمؤتمر وحيثياته".

"لقاء تاريخي لمحاربة الإرهاب"

سامية (32 سنة) من مواليد مدينة طرطوس الساحلية والمقيمة في دمشق لها رأي آخر وهي مكترثة كثيراً بالمؤتمر. تعمل موظفة حكومية وهي مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه ولا تخفي تأييدها لمؤتمر جنيف2 وتصفه بـ "اللقاء التاريخي". وأعربت في حديثها لـ DW عربية أن الهدف الرئيسي لمؤتمر جنيف2 هو "اجتماع كل هذه الدول لتشكل قوة واحدة لمحاربة الإرهاب. يجب على كل الدول أن تساعد سوريا للقضاء على القاعدة والتنظيمات المتطرفة". وتضيف سلمية قائلة: "كلون راح يجو. المعارضة والدول الداعمين لها لازم يتفقوا ويخلصونا من الجماعات المتطرفة كفانا دم ودمار وتشرد".