1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشمس تتعامد على "آمون" وسط أجواء احتفالية مميزة

٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

في صورة لما كان يشهده معبد الكرنك الفرعوني الشهير بمدينة الأقصر المصرية قبل ثلاثة آلاف عام، احتفلت المدينة بظاهرة تعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون وسط المعبد. واستمر تعامد الشمس مدة 20 دقيقة في حضور مئات السائحين.

https://p.dw.com/p/1Af6Q
صورة من: picture-alliance/dpa

احتفلت مدينة الأقصر بصعيد مصر مع شروق شمس يوم السبت 21 ديسمبر/كانون الأول بتعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون وسط معبد الكرنك. وتزامنت لحظات تعامد الشمس، التي لم يمنعها تلبد السماء بالغيوم، مع عروض فنية لفرقتي الأقصر وتوشكا للفنون الشعبية بجانب رقصات الخيول على أنغام المزمار البلدي في ساحة أكثر معابد مصر الفرعونية شهرة واتساعا.

وتزامن تعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون بمعبد الكرنك مع تعامد مماثل للشمس على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت غرب الأقصر والمعروف باسم معبد الدير البحري وذلك ضمن ثلاثة أحداث متزامنة لتعامد الشمس على ثلاثة معابد مصرية في محافظتي الأقصر والفيوم ضمن ما يسمى بيوم الانقلاب الشتوي الذي يعد إيذانًا ببدء فصل الشتاء. ويفسر علماء الفلك تلك الظاهرة الفريدة بأن محاور معبدي الكرنك والدير البحري تتجه ناحية الأفق الذي تشرق منه الشمس في يوم الانقلاب الشتوي، الأمر الذي يؤكد أن قدماء المصريين كانوا على دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض .

ويمكن للزائر مشاهدة التعامد بصورة واضحة من أماكن مختلفة داخل المعابد بداية من البوابة الشرقية للمعبد ومن صالة الاحتفالات للملك تحتمس الثالث ومن أمام قدس الأقداس ومن الساحة الأمامية للمعبد طوال عشرين دقيقة كاملة.

وتحتوى المناطق الأثرية المصرية على العديد من المعالم الأثرية التي تؤكد تقدم قدماء المصريين في مجال علوم الفلك، مثل منطقة "وادي النبطة" شمال غرب أبو سمبل التي تتميز بقيمة فلكية كبيرة وعثر فيها على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف سنة، وهو أقدم دليل تاريخي حدد بدايات السنة والانقلاب الشمسي والاتجاهات الأربعة وهو من أعظم الاكتشافات الفلكية في مصر والعالم. فهو كشف يزيل الغموض الذي يحيط بظاهرة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل ويؤكد امتلاك المصريين القدماء لفنون وعلوم وأسرار الفلك باقتدار .

#links#ويأتي احتفال مدينة الأقصر بهذا الحدث التاريخي ضمن مساعي سلطات المحافظة للخروج من أزمة التراجع السياحي التي تعانيها الأقصر منذ تفجر ثورة يناير حيث ستشهد الأقصر مجموعة من الاحتفالات والمهرجانات المتتالية مثل مهرجان للزواج على الطريقة الفرعونية إلى جانب مهرجان للسينما المصرية الأوروبية وآخر للسينما الأفريقية وغيرها من الأحداث الثقافية والفنية والسياحية، وذلك بهدف استعادة المكانة التاريخية والثقافية للأقصر وجذب المزيد من السياح.

د.ص/س.ك (دب أ)