1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العار الذي سيلحق بالعراقيين

هادي جلو مرعي١ مارس ٢٠١٣

يقول هادي جلو مرعي أنه كحال مواطني بلده المعذب قد سئم من خطابات لسياسيين وحتى لرجال دين، وربما شخصيات مجتمعية وهي خطابات ممجوجة غير مرغوبة وتسبب في الغالب نوعا من الإرهاق النفسي والعصبي للناس.

https://p.dw.com/p/17oyo
صورة من: picture-alliance/dpa

الذين تحملوا من مجموعات سياسية ألوانا من التسقيط السياسي، والتحشيد الطائفي ، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول إمكانية أن تتهيأ أجواء إيجابية لمرحلة من التفاهم والتعاون على مستويات عدة لتخفيف الاحتقان السياسي والطائفي والقومي، وهو الثلاثي الذي أثار المتاعب خلال السنوات الماضية وجعل من العراقيين في خشية دائمة من أن تتحول حياتهم الى جحيم كالذي عاشوه في السنوات الأولى التي أعقبت إسقاط نظام صدام حسين حيث الطائفية المقيتة والاقتتال الأهلي ،والتخبط السياسي، وفقدان الثقة بين المكونات الأساسية في العملية السياسية عدا عن الشد والشحن الطائفي، وتجييش وسائل الإعلام والشخصيات المعنوية لتثير زوابع الفرقة والفتنة بين أبناء الوطن الواحد ،ما أدى بالعراق إلى أن يذهب بكل ما فيه إلى مرحلة غير مسبوقة من تاريخه السياسي والاجتماعي والديني .

خلال الأيام الماضية جرى الحديث عن تحشيد طائفي من أصوات عراقية في بغداد والمحافظات الأخرى على خلفية التظاهرات التي تعيشها البلاد في محافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين ،وللأسف البالغ فإن تلك الأصوات تمثل الطائفتين السنية والشيعية، برغم الاختلاف، والتناقض في توصيف أبناء كل طائفة للصوت الذي يعلو بإسم الطائفة الأخرى ،فليس من المعقول أن ننسف كل شيء اجتهدنا من أجله خلال سنوات مضت لتخفيف الاحتقان ووأد الفتنة المتعالية ،ثم نستكين لصراخ بعض الأصوات من هنا أو هناك، وهي تهتك حرمة الوطن لتقوده إلى الظلام والفوضى تحت عناوين وتوصيفات ما أنزل الله بها من سلطان. ولا يكون من ضحية سوى المواطن المسكين الذي كان يقتل في السنوات الأولى بسبب العنوان الديني والمناطقي، بينما يحتمي مثيرو الفتنة، ويرتعون ويلعبون ،وليس من مخاطر تستهدفهم على الإطلاق ،ولو عدنا الى تلك السنوات، وهي ليست ببعيدة لوجدنا إن أغلب من قتلوا كانوا من سواق السيارات ومواطنين يراجعون لتمضية معاملات، وحتى باعة متجولين، وأصحاب مهن بسيطة لا حول و لا قوة لهم في مواجهة المخاطر ،ولم يكونوا يملكون القدرة على فعل شيء مؤثر لرد المخاطر عنهم.

العراقيون ليسوا عملاء لأحد.وهم ليسوا من منشأ تركي،و لا عملاء لتركيا ،وليسوا صناعة فارسية مجوسية كالسجاد الإيراني المبهر والذي أحتفظ منه بذكرى، و لا من بقايا الدولة الفاطمية ،ولا من موظفي الديوان الأميري في قطر، ولا يأخذون تعاليمهم من المخابرات الإيرانية ،ولا تربطهم علاقة بالمخابرات التركية ولا يمولون من طهران، أو الدوحة ،وهم ليسوا بحاجة ليستنجدوا بدول الخليج العربي على بعضهم، ولا بالأمم المتحدة، ولا بالجامعة العربية ،ولا مصالح شريرة تربطهم بالغرب، العراقيون شرفاء حتى لو اختلفوا .

هم يحبون وطنهم، لكنهم منفعلون على بعض، ولابد من حكمة ومن طريق للخلاص من الاحتقان.

العراقيون أكبر من أن يكونوا عملاء لإيران، أو لتركيا، أو لقطر ،هم أبناء حضارة ، و سينهضوا بوطنهم من جديد .أما إذا اختاروا التقسيم، أو الفوضى فهم من سيتحمل المسؤولية التاريخية والعار الأبدي.