1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القسم العربي في دويتشه فيله....واحة متعددة الثقافات ورسالة سلام وحوار

١٨ ديسمبر ٢٠٠٩

يتميز القسم العربي في دويتشه فيله بتنوعه الثقافي وبشريحة عمرية تجمع بين خبرة طويلة وطموح شبابي. وتعتبر العربية وأهداف المؤسسة الإعلامية القاسم المشترك لفريق من 11 جنسية يسعى إلى ربط الجسور بين العالم العربي وألمانيا.

https://p.dw.com/p/L6Wf
فريق القسم العربي - من قلب ألمانيا لربط الجسور مع العالم العربي

ما هي أحداث اليوم؟ وما الذي يهم منطقتنا العربية؟ وكيف يمكن تقديمها بشكل يلبي أذواق القراء والمستمعين في العالم العربي وفي الوقت نفسه يتناسب مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ويفسح المجال لحرية الرأي والتعبير؟، تلك هي الأسئلة التي ترافق العمل الصحفي في القسم العربي لمؤسسة دويتشه فيله يوميا. ففي كل صباح من أيام العمل الأسبوعية يبدأ العمل في القسم العربي في الساعة السابعة والنصف، حيث يبدأ المحرر بتتبع الأحداث العالمية مع التركيز على المنطقة العربية والقضايا المتصلة بألمانيا وأوروبا والعالم العربي واختيار الموضوعات ووضع "خطة العمل" ليوم عمل ينتهي في ساعات متأخرة من الليل. ويتم خلال اجتماعين يجمع رئيس القسم بالمحررين والكتاب مناقشة الموضوعات وكيفية تناولها.

القسم العربي متنوع الثقافات

Mitarbeiter der Arabischen Redaktion der DW
القسم العربي في دويتشه فيله - فريق صحفي متنوع يجمع بين جنسيات مختلفة ومشارب ثقافية متعددةصورة من: Möller / DW

وينعكس تنوع العالم العربي أيضا في فريق القسم العربي، الذي ينحدر العاملون فيه من 11 جنسية: هي ألمانيا والمغرب والجزائر وتونس ومصر والسودان واليمن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق، بالإضافة إلى عدد من المراسلين، الذين يتوزعون تقريبا في كل الدول العربية. ويصف رئيس القسم العربي راينر زوليش، الفريق "بأنه فريق متعدد الثقافات والأديان يجمع بين محررين من دول عربية وآخرين من أصول عربية، بالإضافة إلى آخرين ألمان يتقنون اللغة العربية".

ومن ناحيته، يصف فارس يواكيم، الذي كان قد عمل في عدد من المؤسسات الإعلامية العربية بأن ميزة العمل في القسم العربي أنه يشكل "إثراء شخصيا له وللدويتشه فيله"، التي يعمل فيها طاقم إعلامي من أكثر من 60 جنسية. كما "يستفيد الزملاء فيما بينهم من تجاربهم الشخصية ومعارفهم المحلية والتي تتعلق بأوطانهم الأصلية"، بالإضافة إلى أن المستمع العربي أينما كان "يستمتع إلى لكنات مختلفة"، مشيرا إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يضفي "مصداقية إضافية على العمل الصحفي في القسم العربي".

تحليلات سياسية واقتصادية

ويتميز القسم العربي بتنوع خبرات العاملين فيه في المجالات الإعلامية والأكاديمية، ولا يقتصر العمل فيه على إعداد تقارير أو إنجاز برامج إذاعية وحسب، بل يشمل أيضا تقديم تحليلات معمقة في القضايا السياسة والاقتصادية. وفي هذا الإطار يقول الدكتور إبراهيم محمد، محرر مسؤول من أصل سوري وخبير اقتصادي "إن العمل في القسم العربي يجمع بين خبراته في مجال الصحافة الالكترونية"، بوصفه أحد المساهمين في تأسيس الموقع العربي لدويشته فيله و"تكوينه في مجال الاقتصاد".

ويشير إلى أن نقاط الاشتراك بين هذين المجالين "تكمن في الدقة والتثبت من الحقائق والبحث في وراء الخبر والواقعية والابتعاد عن العاطفة". كما وظف خبرته الأكاديمية في مجال الصحافة الالكترونية وعمل على نقل خبراته إلى متدربين عرب يأتون خصيصا للقسم العربي أو إلى زملاء آخرين في عدد من الدول العربية.

اهتمام خاص بقضايا حقوق الإنسان

Mitarbeiter der Arabischen Redaktion der DW
قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية من ضمن الملفات التي يعالجها القسم العربيصورة من: Möller / DW

وتتعدد الاهتمامات والاختصاصات من محرر إلى آخر، ففي المجال الثقافي حرص سمير جريس، صحفي ومترجم مصري على "مد جسور ثقافية ألمانية عربية"، ويرى في القسم العربي، الذي قاده إليه اهتمامه وولعه بالثقافة الألمانية، "فرصة كبيرة لتقديم هذه الثقافة الخصبة إلى المستمع والقارئ العربي".

فيما تحظى قضايا المرأة العربية باهتمام خاص من منى صالح، صحفية من أصل سوري، وذلك ليس فقط لأن "قضايا المرأة تشكل جزءا أساسيا من حقوق الإنسان"، التي يعد الدفاع عنها من ضمن أهداف دويتشه فيله، وإنما أيضا لإيمانها "بأن تطور المرأة يساهم بشكل كبير في تطور المجتمعات"، لذلك أرادت "أن تعطي من خلال تقاريرها وبرامجها صوتا للنساء العربيات اللواتي يطالبن بحقوقهن". كما تتم مناقشة قضايا حقوق الإنسان في برنامج المنبر الحر الذي يسعى أحمد حسو، من سوريا، من خلاله إلى تركيز الاهتمام على "نقل أجواء النقاش التي تتناول مختلف وجهات النظر بشكل سجالي وديمقراطي".

روبورتاجات..عالم عشاق الرياضة

وتحظى التحقيقات الميدانية والربورتاجات باهتمام متزايد نظرا لأنها "تساهم في مد جسور التعارف بين ألمانيا والمغرب العربي على وجه الخصوص"، حسب ما يقول منصف السليمي، صحفي تونسي درس وعاش في المغرب لأكثر من عشرين عاما وركز خلال عمله الصحفي على إنجاز روبورتاجات عن موضوعات مختلفة، منها مثلا سنوات الجمر في المغرب والهجرة غير الشرعية من المغرب العربي إلى أوروبا. كما يقدم الموقع الالكتروني لدويتشه فيله صورة عن آخر الصيحات في عالم الموضة وتغطية الدراسات والاكتشافات الطبية والتكنولوجية، إذ ترى سمر كرم، من مصر، في "مواكبة التطورات التقنية صحفيا" أمرا يجمع "بين تكوينها كمهندسة وهوايتها".

ولا تغيب آخر الأخبار الرياضية كذلك عن برامج القسم العربي، حيث تتم مواكبة تطورات البوندسليغا – الدوري الألماني - والفرق الألمانية. وفي هذا السياق تسعى وفاق بن كيران، صحفية من أصل مغربي، إلى نقل الأجواء الرياضية في الملاعب الألمانية إلى المستمع والقارئ العربي وكذلك تقديم لاعبي كرة القدم العرب في الفرق الألمانية. وتجمع برامج القسم العربي وتقاريره بين نقل الأخبار العالمية والعربية والتحليلات السياسية والاقتصادية ومواكبة التظاهرات الثقافية والفنية، بالإضافة إلى البرامج الخاصة بالشباب كنادي الشباب وهايلايتس.

مساحة للحوار

ويسعى القسم العربي أيضا إلى تخصيص مساحة لعمل المؤسسات الألمانية في مجال التنمية والتعاون الثنائي المشترك ومبادرات الجمعيات والمنظمات الحقوقية وتلك التي تعنى بنشر قيم السلام. وفي هذا الإطار يشير هشام العدم، وهو فلسطيني من الضفة الغربية، إلى أنه يحاول "إيصال رؤية أخرى تختلف عن تلك التي يعيشها الآخرون هناك على أرض الواقع من خلال مبادرات السلام ومبادرات ثقافية للحوار".

ومن جهته، يرى حسن زنيند، صحفي مغربي، في "ثقافة الحوار داخل مؤسسة دويتشه فيله والمعايير المهنية كالدقة والموضوعية قيمة مضافة لعملنا الصحفي اليومي في القسم العربي". ويصف ملهم الملائكة، صحفي عراقي، "برنامج العراق اليوم" بأنه "جسر يربط ألمانيا بالعراق" من خلال "خطاب محايد يفتح منبر الحوار للجميع" وذلك في مساهمة لدويتشه فيله في دعم العملية الديمقراطية في العراق وإرساء الأمن والسلام فيه. وعلى الرغم من التنوع الثقافي للفريق العربي وتعدد خبراته واهتماماته وتفاوت الأعمار فيه، إلا أن ما يجمع بين صحافيين ذوي خبرة طويلة وآخرين شباب الطموح والحافز لتقديم الجديد والمتميز.

الكاتبة: شمس العياري

مراجعة: هشام العدم