1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الكرص على الهوية

علي فاهم٦ يونيو ٢٠١٣

يروي علي فاهم بمرارة قصة العراقيين مع الطاقة الكهربائية التي أضحت من حكايا الف ليلة وليلة بالنسبة لهم، وباتت حلما صعب المنال ، يفكر العراقيون بالهجرة من البلد بسببه. المقال صرخة احتجاج بلغة بسيطة.

https://p.dw.com/p/18kyi
صورة من: DW/Munaf Al-Saidy

للكهرباء مع العراقيين قصة عجيبة فما أن يحل علينا موسم الصيف إلا و تشد الكهرباء حيازيمها و تشد الرحال ربما للتصيف في إقليم كردستان او في دول أخرى حالها كحال بعض المحظوظين من العراقيين الذين يغادرون العراق الى بلدانهم الأخرى في هذا الموسم ليتخلصوا من الحر و من فقد الكهرباء فتكون هم زيارة و هم تسيارة كما يقال و في هذا الموسم الساخن تقفز ( الكهرباء ) إلى الواجهة و تصبح النجم الأبرز و فاكهة المجالس و حديث المقاهي و طبخة ربات البيوت و حتى الأطفال في الشوارع و تترك الأحاديث عن السياسة و عن البرشة و الريال و عن المعتصمين و المتظاهرين و مفخخات التكفيريين و عن الأوضاع في سوريا و فلسطين المنسية و عن مرسي و (الإخوان المتعاركين ) و ننسى الزيارات و نتلهي (بالبانزينات ) و المولدات و التشغيل الصيفي و جيب المهفة و كالت المبردة و جيب الليف و ودي الليف و غزو جيش البك و مليشيا الحرمس و ( الكرص على الهوية ) فإذا كانت هويتك عراقي فأنت مفضل عندهم و دمك مباح و طعمه حامض حلو ، ترغب به المفخخات و العبوات و سكاكين العهر الطائفي تحت تصفيق التكبير و طنين قنوات السم الطائفي المقيت ، فلماذا هذا التكالب و التقاتل على هذا المخلوق المسمى ( عراقي) الأننا نملك اكبر احتياطي نفطي في العالم ؟

Stromkrise im Irak
المولدات المنزلية سبب للتلوث والضوضاءصورة من: DW/Munaf Al-Saidy

اتحول نفطنا نقمة على رؤوسنا ( عمي اخذوا النفطات و اتركونا نعيش بسلام ) كباقي دول العالم فنحن مفلسين منها أصلا فرغم النفط الذي نملكه فلا كهرباء عندنا و تبقى مشكلتنا الموسمية الكهرباء التي ارتبط تواجدها عكسياً و ليس طردياً مع كل تصريح لأحد المسؤولين عن هذا الملف فما أن ينطق السيد وزير الكهرباء و يزف لنا البشرى بأن الكهرباء ستتحسن في الشهر القادم او في الموسم القادم أو في القرن القادم حتى ( تخرط ) الكهرباء و (تبيع ثكل ) علينا و بعد ما تنشاف و لا تتراوى و لا تتحاجا و تصير هي و لا غيرها خاصة مع الارتفاع المباغت لدرجات الحرارة الذي يشوي الأجساد و يسلقها و تنزع حتى جلودنا من شدة الحر التي لا توجد مثلها حرارة في كل العالم و كان جهنم استعرت تحت العراق و لم يكفيها أنها اشتعلت فوقه و لا مهرب من الحر الا في السيدة المدللة ( الكهرباء) و لم اعرف حتى هذه السنة هل المشكلة بالمسؤول أم المشكلة في التصريح ام المشكلة فينا نحن العراقيون ؟

و ربما يحاول البعض في هذه الأيام ان يطرحوا السؤال الكلاسيكي الرتيب : الى متى ؟

الا يوجد حل لهذه المشكلة العويصة ؟

إلا إنني أبشركم أني لن اطرح هذا السؤال في هذا الموسم فمن السخافة ان يكرر الإنسان سؤال هو يعرف انه لن يجيبه عليه أحد و بدلاً من طرح الأسئلة الفارغة فلنبني أمالاً من الرمال على شواطئ المستقبل علها تصمد في وجه أمواج الملايين من المشاكل التي تهدم كل خطوة تزحف بنا الى الأمام و سيأتي يوماً ما و سوف نرى لمشكلة الكهرباء حلاً إن لم يكن في هذه السنة ففي سنوات أخر و كل موسم و انتم بألف حر . و دمتم سالمين .