1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
دين

المساجد في ألمانيا – اعتداءات متزايدة والدوافع غالباً يمينية

١٩ يونيو ٢٠١٧

الاعتداءات على المساجد في ألمانيا سجلت أرقاماً متزايدة خلال الأعوام القليلة الماضية. ما هي أشهر الحالات التي استهدفت المساجد والمسلمين؟ وما هو مستوى الأمان للمساجد في ألمانيا؟ وماذا عن الدوافع والإجراءات الأمنية المتخذة؟

https://p.dw.com/p/2ey6w
DITIB-Zentralmoschee in Köln
صورة من: picture alliance/dpa/Geisler

بريطانيا مرة أخرى، اعتداء جديد يستهدف مدنيين. هذه المرة مسرح الجريمة أمام أحد المساجد بشمال لندن، والضحايا مسلمون خرجوا من الصلاة هناك. رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنت أنه تم نشر قوات إضافية حول المساجد البريطانية لحماية المسلمين، وقالت إن الهجوم الذي استهدف مرتادي مسجد فينسبري بارك يعد "محاولة مقززة" لتدمير حرية العبادة. وأضافت: "لقد كان هجوماً استهدف مرة أخرى الأبرياء.. هذه المرة مسلمي بريطانيا"، في إشارة إلى الهجمات الإرهابية في مانشستر ولندن. وشددت على أن "الكراهية والشر لن يفلحا أبداً".

فهل باتت المساجد في الغرب هدفاً لهجمات متزايدة يقوم بها متطرفون يمينيون بدافع كراهية الإسلام أو الأجانب؟

لننظر إلى الوضع في ألمانيا من خلال الأرقام والإحصائيات. عام 2016 سجل ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الهجمات التي استهدفت المساجد في ألمانيا، بحسب الحكومة الاتحادية، في ردها على سؤال وجهته عضوة البرلمان عن حزب الخضر، السيدة مونيكا لازار. الرقم القياسي الذي سُجل في عام 2015 ارتفع في عام 2016 مرة أخرى بمعدل الخمس إلى 91 حالة اعتداء، 21 منها في ولاية شمال الراين – ويستفاليا، و15 في ولاية سكسونيا السفلى. ولكن اللافت للنظر أنه لم تتم ملاحقة الفاعلين سوى في حالتين فقط. أما عن الدوافع فقد صنفتها السلطات الجنائية بأنها يمينية متطرفة في ثلثي الحالات على الأقل.

مستوى أمان المساجد في ألمانيا

النائبة في البرلمان الألماني مونيكا لازار، والمسؤولة في حزب الخضر عن استراتيجية مكافحة التطرف اليميني، صرحت لصحيفة بيلد الألمانية: "معاداة الإسلام تكبر وتتجسد في الهجمات المتكررة على المساجد".

Deutschland - Aiman Mazyek, Vorsitzender Zentralrat Muslime
رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ينتقد عدم وجود حماية كافية للمساجد في ألمانياصورة من: picture-alliance/NurPhoto/E. Contini

الأرقام المذكورة في الإحصائيات أقل من الواقع، لأنه لا يوجد فصل للجرائم التي تستهدف المساجد عن الجرائم العادية، وذلك بسبب "النظام المعمول به" لدى الشرطة، كما جاء في رد للحكومة على سؤال وجهه حزب اليسار.

"الوحشية والاستعداد للعنف تصاعدا بقوة في صفوف المعتدين"، كما يقول أيمن مزيك، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، والذي يضيف: "كمثال مروع على ذلك لدينا الهجوم بقنبلة على المسجد والمنزل الذي يقيم فيه إمام مع عائلته في دريسدن"، كما جاء على الموقع الإلكتروني للمجلس الأعلى.

قبل أسابيع كشفت السلطات الألمانية عن مخطط لهجمات إرهابية مع قائمة ضمت عدة شخصيات سياسية وضعها الضابط فرانكو أ. الذي انتحل صفة لاجئ سوري. ومن بين المستهدفين أيمن مزيك أيضاً، الذي يرى بأن المساجد في ألمانيا غير آمنة: "مساجدنا لم تعد آمنة، بالنظر إلى عدد الاعتداءات عليها. تقريباً كل أسبوع هناك اعتداءات جديدة". ويضيف مزيك في حديث لصحيفة راينشه بوست بتاريخ 14 يونيو/ حزيران الجاري: "لا أفهم دوائر الأمن (الألمانية). إنهم يقولون لنا دائما ليس هناك خطر محدد لهجوم على المساجد. ولكن أغلبية الاعتداءات المنفذة بدافع يميني متطرف يقوم بها أشخاص يرتكبون جريمة للمرة الأولى. بمعنى أنهم بدون خلفية إجرامية، وغالباً ما يتصرفون بسبب الغضب وبشكل غير مخطط له. نشهد ذلك بشكل متكرر".

ويطالب مزيك بمزيد من الحضور للشرطة أمام المساجد والمراكز الخاصة بالمسلمين، لأن ذلك "سيؤدي إلى ردع هؤلاء المتطرفين".

Deutschland Sprengstoffanschläge in Dresden
مسجد في دريسدن تعرض لاعتداء في سبتمبر/أيلول 2016صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert

محطات من العنف ضد المسلمين بدافع الكراهية

الأمور أخذت بالتطور وانتشر ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، ولعل أبرز الحوادث التي استهدفت مسلمين، ذلك الذي وقع في 2009 على الصيدلانية المصرية مروة الشربيني. الجاني متعصب ألماني هجم على الأم الشابة (كان عمرها وقتها 32 عاماً)، داخل قاعة محكمة في مدينة دريسدن، وقام بطعنها 18 طعنة خلال ثلاث دقائق، قبل أن تفارق الشربيني الحياة. حينذاك وصف الجاني السيدة المصرية بالإرهابية لأنها ترتدي الحجاب.

وفي عام 2013 كشفت التحقيقات عن لغز طال غموضه. خلية للنازيين الجدد، عرفت باسم "NSU"، تم اتهامها بالمسؤولية عن سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات والضحايا من الأجانب. حيث يُتهم كل من أوفه موندلوس وأوفه بونهارت بأنهما قاما، خلال الفترة ما بين 9 سبتمبر/ أيلول 2000 و6 أبريل/ نيسان 2006، باغتيال ثماني أشخاص من أصول تركية وشخص يوناني، إضافة إلى شرطية. كما قامت هذه الخلية، التي تضم أيضاً بياته تشيبه، بتنفيذ اعتداءات بالقنابل في كولن. كل هذه الجرائم بقيت حتى عام 2013 تسجل ضد مجهول.

ف.ي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد