1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"المساعدات الدولية للفلسطينيين ليست أكثر من صدقات ما لم تقترن بأفق سياسي"

عبده جميل المخلافي١٧ ديسمبر ٢٠٠٧

يرى مدير المعهد الألماني للدراسات الشرق أوسطية في مقابلة مع موقعنا بأن المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية التي تعهد بها المانحون في مؤتمر باريس لن تؤتي ثمارها ما لم تواكبها عملية سلام حقيقية ومصالحة فلسطينية داخلية.

https://p.dw.com/p/Ccvz
تعهدات سخية تتنظر التطبيقصورة من: AP

تمخض مؤتمر المانحين الذي عقد اليوم الاثنين في العاصمة الفرنسية باريس عن تعهد الدول المانحة بتقديم مساعدات مالية للفلسطينيين بقيمة 7.4 مليار دولار، وفقا لما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. ومن المتوقع أن تتوزع هذه المساعدات على الثلاث السنوات المقبلة. وقال الوزير الفرنسي في ختام أعمال هذا المؤتمر الذي حضره حوالي 90 وفدا "إن المنتصر الحقيقي هو الشعب الفلسطيني".

وأضاف كوشنير في مؤتمر صحفي عقب المؤتمر الذي استمر يوما واحدا "كان هدفنا جمع 6.5 مليار دولار، والآن لدينا 7.4 مليار دولار". وتهدف هذه المساعدات إلى تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتقوية موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صراعه على السلطة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتعزيز محادثات السلام التي يجريها مع إسرائيل.

"المساعدات الدولية قد تساهم في زيادة حدة الصراع"

Deutschland Udo Steinbach Direktor des GIGA Instituts für Nahost-Studien
أودو شتاينباخ، مدير المعهد الألماني للدراسات الشرق أوسطية في هامبورجصورة من: picture-alliance / akg-images

ويؤكد أودو شتاينباخ، مدير المعهد الألماني للدراسات الشرق أوسطية في هامبورج، في مقابلة مع موقعنا، إن هذه المساعدات الدولية سوف تذهب في حقيقة الأمر للحكومة الفلسطينية التابعة لحركة فتح وإلى الفلسطينيين في قطاع غزة المؤيدين لحركة فتح. ويضيف الخبير في شؤون الشرق الأوسط قائلا: "يتوجب على الأسرة الدولية بعد الموافقة على هذه المساعدة العمل على تحريك عملية سلام حقيقة، وفقا لما عقد العزم عليه في مؤتمر انابوليس. وثانيا العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية وبالذات بين حركتي فتح وحماس".

وحذر الخبير الألماني من أن الأسرة الدولية لو أخفقت في هذه النقطة فأنه وعلى الرغم المساعدات المالية الدولية الكبيرة سوف تتسع رقعة الخلافات بين الفلسطينيين أنفسهم بالإضافة إلى الخلافات مع إسرائيل. وأضاف قائلا إن المساعدات المالية سوف تزيد من حدة التوتر بين الفلسطينيين، لأن جزءا منهم سوف يحصل على هذه المساعدات، بينما سوف يحرم منها الجزء الأخر وهذا سوف يزيد من حدة التوتر والصراع الفلسطيني ـ الفلسطيني. وهنا يؤكد شتاينباخ على أهمية إشراك حركة حماس في العملية السياسة، مشيرا إلى أن المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية تشكل هنا حجر الزاوية في تحقيق أي تقدم على صعيد تحقيق السلام.

"المليارات ليست أكثر من مجرد صدقات"

Symbolbild Frieden Israel Palästina EU
تحقيق السلام بحاجة الى جهود اخرى إضافة إلى تقديم المساعداتصورة من: AP Graphics/DW

وفيما إذا كان هذا المؤتمر إحدى ثمار مؤتمر انابوليس؛ قال شتاينباخ إنه بدون شك يعد ثمرة من ثمار مؤتمر انابوليس، لكن ـ والكلام للخبير مازال للخبير الألماني ـ الخطوة الأهم لم يتم اتخاذها بعد وهي المتعلقة بالجانب السياسي، فمؤتمر انابوليس طالب بضرورة بناء جسور الثقة بين الطرفين، وهذا ما لم يلتزم به الجانب الإسرائيلي حتى الآن، بل على العكس من ذلك قررت إسرائيل بعد مؤتمر انابوليس مواصلة بناء المستوطنات وخير مثال على ذلك مستوطنة جبل ابو غنيم. وفي حالة ما إذا تم تنفيذ ذلك فسيكون ذلك تناقضا مع نتائج مؤتمر انابوليس جملة وتفضيلا، حسب تعبيره. ورأى أنه من دون أفق سياسي فإن هذه "المليارات لن تكون أكثر من مجرد صدقات".

وحول تقييمه لدور الاتحاد الأوربي، قال شتاينباخ إن الاتحاد الأوربي ذهب إلى باريس مفتخرا بأنه يساهم بالنصيب الأكبر من المساعدات المالية، لكن هذا هو أقصى ما يستطيع عمله الاتحاد الأوروبي من دون قدرة حقيقية على القيام بخطوات لدفع المسار السياسي إلى الأمام.