1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الناتو يبرئ الجيش الألماني في أفغانستان بعد غارته على صهريجي وقود

٣٠ أكتوبر ٢٠٠٩

أعلنت برلين استعداداها لإطلاع كتل المعارضة على النقاط السرية في تقرير الناتو، الذي برأ ساحة الجيش الألماني من ارتكاب خطأ في غارته الجوية التي قام بها الشهر الماضي على صهريجي وقود في قندز والتي أسفرت عن وقوع عشرات القتلى.

https://p.dw.com/p/KJLg
قائد الجيش فولفغانغ شنايدرمان يعرض التقرير في برلينصورة من: picture-alliance/ dpa

رحَّبت قيادة الجيش الألماني بتقرير حلف الناتو الخاص بالتحقيقات التي أجرتها لجنة منه للتأكد من صحة قرار قصف صهريجي وقود بسلاح الطيران كان مقاتلو حركة "طالبان" استولوا عليهما بالقرب من قندز في أفغانستان في الرابع من شهر أيلول /سبتمبر الماضي.

وقال قائد الجيش فولفغانغ شنايدرمان -تعقيباًَ على التقرير- إنه يبرئ القائد الألماني الميداني غيورغ كلاين الذي اتخذ قرار القصف مستنداً على ضرورة ردِّ الخطر عن قواته في المنطقة. وأضاف أن التقرير الذي وصل قبل يومين إلى وزارة الدفاع في برلين "يشير إلى أن الجنود الألمان في قندز تصرفوا تبعاً لما تطلبه الوضع منهم دون أدنى شك". وكان يرد بذلك ضمناً على المعارضة البرلمانية، خصوصا على حزبي اليسار والخضر، اللذين شككا في أسباب عدم نشر التقرير أمام الرأي العام.

التقرير سيرسل بعد ترجمته إلى البرلمان

Oberst Georg Klein
التقرير يبرىء القائد الألماني الميداني غيورغ كلاين الذي اتخذ قرار القصف الجويصورة من: AP

لكن النائب الجديد للناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية الدكتور كريستوف شتيغمان أكد سوية مع المتحدث باسم وزارة الدفاع كريستيان دينست، رداً على سؤال لموقع دويتشه فيله، أن التقرير البالغ حجمه 400 صفحة صدر باللغة الانكليزية وأنه قيد الترجمة حالياً إلى الألمانية، وعند الانتهاء من ذلك سيرسل إلى الكتل النيابية المعارضة للإطلاع على الفقرات السرية فيه.

وكان الضابط كلاين قد أمر بإرسال طائرتين حربيتين لقصف صهريجي الوقود اللذين خطفهما مقاتلو "طالبان" على بعد كيلومترات قليلة من القاعدة بهدف منعهم من استخدامهما في عمليات انتحارية ضد القوات الألمانية أو الحليفة على غرار ما حصل أكثر من مرة. وبرر كلاين قراره برغبته في رد المخاطر عن جنوده وقاعدته. وفجّر القصف الجوي الصهريجين، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات. وفيما ذكرت برلين في حينه أن 65 متمردا قتلوا دون إصابة أبرياء ذكرت مصادر أخرى أن العدد بلغ 160 شخصا بينهم عدد كبير من المدنيين. لكن تقرير حلف الناتو لم يحدد عدد القتلى بوضوح واكتفى بالقول -استنادا إلى مصادر مختلفة- إنه يراوح بين 17 و142 قتيلا ، كما لم يؤكد وقوع ضحايا مدنيين خلال الانفجارين اللذين نجما عن القصف.

قائد الجيش: تصرُّف كلاين كان صحيحاً

وأوضح قائد الجيش شنايدرمان أنه بناء على النتائج الأولية للتقرير الذي يُدرس ويترجم حاليا، يمكن الوصول إلى خلاصة تفيد بأن تصرُّف الضابط كلاين والجنود الألمان كان صائباً، مشدداً على أن القرار الذي اتخذه كلاين يجب أن يقيم بالنظر إلى الوضع الأمني الصعب في أفغانستان. واعتبر أن لجنة التحقيق العسكرية بقيادة الجنرال الكندي سي.إس.ساليفان وضعت تقريرها "بصورة دقيقة ومفصَّلة".

وعن مغزى قول وزير الدفاع الجديد كارل تيودور تسو غوتنبيرغ رداً على تشكيك المعارضة بصحة الوقائع المعروضة أنه يؤيد معاقبة كل من يمكن أن يكون ارتكب خطأ، قال الناطق شتيغسمان إن المستشارة أنغيلا ميركل "تدعم تماما موقف وزير الدفاع من التقرير الذي يُدرس حاليا" في حال تحديد التقرير مسؤوليات معينة.

Afghanistan / Tanklastwagen / Bundeswehr
أحد الصهريجين الذين تم تفجيرهما في سبتمبر/أيلول الماضيصورة من: AP

المعارضة تطالب بعرض الحقائق

ومن ناحيته لم يستبعد رئيس رابطة الجنود الألمان أولريش كيرش إمكانية وقوع قتلى مدنيين في الحادث، لكنه رأى عدم وجوب ملاحقة الضابط المسؤول كلاين بسبب القرار الذي اتخذه.

وكان رئيس الكتلة النيابية لحزب الخضر المعارض الوزير السابق يورغن تريتين طالب الحكومة باطلاع البرلمان الاتحادي والرأي العام على كامل الحقيقة. وقالت مسؤولة شؤون نزع السلاح في حزب اليسار إنغه هوغر إن وقوع ضحايا مدنيين في الحادث "هو نتيجة اتخاذ الحكومة قرارات سياسية خاطئة". ومعروف أن حزب اليسار عارض منذ البداية إرسال جنود إلى أفغانستان كما رفض المشاركة في أية قوة سلام في العالم، ولو كانت تحت علم الأمم المتحدة "لأسباب مبدئية" على حد تعبير قادته.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: سمر كرم