1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بجهود الاعلام: رفض مسودة قانون المعلوماتية

مرصد الحريات الصحافية٧ فبراير ٢٠١٣

جهود منظمات المجتمع المدني في العراق ودعم عدد من وسائل الإعلام الحرة نجحت في إقناع مجلس النواب برفض مسودة قانون كان البعض يسعى الى إصداره لمراقبة المعلومات عبر السايبر الالكتروني المار في العراق.

https://p.dw.com/p/17a0A
صورة من: Fotolia/chanpipat

عبر مرصد الحريات الصحفية عن ترحيبه بمساعي مجلس النواب العراقي لا سيما رئيس لجنة الثقافة والإعلام التي أدت الى إلغاء مسودة قانون جرائم المعلوماتية التي أثارت جدلاً عميقا وواسعا على المستوى المحلي والدولي ولاقت اعتراضات وانتقادات لاذعة من الأوساط البرلمانية والصحفية منذ أن تم طرحها على الرأي العام.

وإذ يعبر مرصد الحريات الصحفية عن ارتياحه الكبير لقرار لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب، فإنه يشيد بالجهود التي بذلها النائب الدكتور علي الشلاه وزملائه في اللجنة على روح المسؤولية العالية التي تحلوا بها والتي أدت في نهاية المطاف إلى طي صفحة القانون الذي أثار مخاوف كبيرة من حدوث انتكاسة لحرية التعبير وتداول المعلومة التي تعد ركيزة أساسية في بناء النظم الديمقراطية.

ويأمل مرصد الحريات الصحفية أن تشكل هذه الخطوة بداية لتصحيح العلاقة بين السلطة الرابعة ومؤسسات الدولة والانطلاق نحو تشريع قوانين تعزز المكتسبات التي حققها العراق الجديد في مجال الحريات العامة والحريات الصحفية.

وكشفت لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب العراقي، بحسب مخاطبات رسمية حصل عليها مرصد الحريات الصحفية، عن إلغاء مسودة قانون جرائم المعلوماتية سيئ الصيت، معلنة موافقة رئاسة البرلمان على التوقف عن المضي بتشريعه، معللة ذلك بإن القانون بات قديما وإن الوضع الأمني الذي استلزم تشريعه أصبح أكثر إيجابية. وطالبت اللجنة من رئاسة مجلس النواب رفع مسودة القانون من الصفحة الالكترونية للمجلس.

وتعليقا على ذلك، قال رئيس لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية علي الشلاه لمرصد الحريات الصحفية، إنه "لا يمكن أن تسن هكذا قوانين في البلاد لأنها تقوض من سلطة الديمقراطية". وأوضح الشلاه، وهو نائب عن ائتلاف دولة القانون، إن طلبه لنقض المسودة تأخر في رئاسة المجلس لأكثر من 6 أشهر وإن الموافقة على إلغائه ستمنحنا مجالا أوسع لتعزيز حرية الرأي والتعبير.

وحمل الكتاب المؤرخ في 25 / 1/ 2013، وحصل مرصد الحريات الصحفية على نسخة منه، بتوقيع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وموافقته على الطلب الذي تقدم به رئيس لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية النائب علي الشلاه.

وجاءت موافقة هيئة رئاسة مجلس النواب على إلغاء قانون جرائم المعلوماتية بعد طلب تقدمت به لجنة الثقافة والإعلام النيابية، بتاريخ 16/ 7/ 2012، دعت فيه السلطة التشريعية الى التريث في إقرار القانون الذي أكدت إنه يواجه انتقادات شديدة من 40 منظمة دولية وعدد كبير من الإعلاميين والصحفيين والمهتمين بالحريات في العراق.

الداخلية وراء القانون

وكان مجموعة من المتخصصين والخبراء في مجال أمن المعلومات حذروا من أن مسودة قانون جرائم المعلوماتية لا توفر ضمانات حقيقية لحرية التعبير والتداول الحر للمعلومة. مؤكدين إن القانون يفرض قيودا قاسية على حق حرية التعبير، وحق حرية الوصول الى المعلومات. وتتضمن مواد القانون فرض عقوبات تصل الى السجن المؤبد، وأحكاما قاسية منها 13 ﺣﻜﻤﺎﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﺆﺑﺪ ﻭﻧﺤﻮ 50 ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺬﻟﻚ، و58 ﺣﻜﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﺑﺪ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ 15 ﻋﺎﻣﺎ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲﺑﺜﻼ‌ﺛﺔ ﺷﻬﻮﺭ.

وكان مدير عام الاتصالات والمعلوماتية في وزارة الداخلية اللواء علي الساعدي قد دعا الشهر الماضي، مجلس النواب إلى إقرار قانون الجرائم المعلوماتية، عادا إياه ضرورة أمنية لحماية المجتمع من مرتكبي الجرائم الالكترونية المستحدثة، فيما وصفه أنه "لا يضيق حرية التعبير كما أشيع عنه".

وقال، إن "الوزارة أعدت قانون لمكافحة الجرائم المعلوماتية ورفعته إلى الحكومة لترفعه بدورها إلى مجلس النواب العراقي،" مبينا أن "القانون لاقى ردود فعل متباينة منذ القراءة الأولى بالبرلمان".

ودعا الساعدي مجلس النواب إلى "إقرار القانون والعمل به لضرورته الأمنية"، مشيرا إلى انه "يعالج الاستخدام الفوضوي لمنظومة الانترنيت ويعمل على حماية المجتمع من مرتكبي الجرائم الالكترونية المستحدثة في الآونة الأخيرة".