1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برنامج ألماني طموح لزيادة عدد المعلمين من أصول أجنبية

٧ يناير ٢٠١٠

يعاني النظام التعليمي في ألمانيا من عجز في عدد المعلمين من ذوي الأصول الأجنبية، رغم ان نسبة التلاميذ من هذه الأصول يبلغ خمسين بالمائة في كثير من مدارس المدن الكبرى، لهذا تبنت أربع ولايات برنامجا طموحا لتغيير هذا الوضع

https://p.dw.com/p/LMc0
أثبتت الدراسات أن الأساتذة من أصول أجنبية ينجحون أكثر في وسط متعدد الثقافاتصورة من: picture-alliance/ dpa

يقدر عدد المعلمين من أصول أجنبية العاملين في النظام التعليمي الألماني بحوالي اثنين في المائة، وهي نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بعدد التلاميذ الأجانب أو من أصول أجنبية اللذين ينشأون في ثقافتين مختلفتين، وتتجاوز نسبتهم في بعض مدارس المدن الكبرى خمسين في المائة. ولتغيير هذا الحال وضعت منظمة هرتي الألمانية Hertie Stiftung ذات النفع العام، برنامجا طموحا لتكوين مزيد من المعلمين ذوي الخلفيات المهاجرة. وينطلق البرنامج السنة المقبلة في أربع ولايات ألمانية من بينها هامبورغ.

الكفاءة أساس الحصول على منحة "هرتي"

Symbolbild Internationaler Tag der Muttersprache
نسبة المعلمين من أصول أجنبية في النظام التعليمي الألماني لا تتعدى اثنين بالمائة.صورة من: picture-alliance/dpa

في غرفة دراسية تتوسط بيتا جميلا وسط مدينة هامبورغ يطل على نهر إلبه Elbe تحلق عشرة طلاب من الحاصلين على منحة دراسية من منظمة هرتي الألمانية. وفي وسط الحلقة بعثرت خمسون بطاقة بريدية مختلفة على الأرض. ويكمن التمرين في اختيار كل طالب لبطاقة معينة، وتقديم طالب آخر بواسطتها. وينحدرالطلاب من بلدان أجنبية مثل إيران و بيرو وأفغانستان وغانا وبولندا وكرواتيا. وتم اختيارهم جميعا لكفاءاتهم والنجاحات التي أثبتوها في مشوارهم الدراسي. وهو انجاز ليس بالقليل إذا ما أخذنا باعتبار الأفكار النمطية السائدة التي يواجهونها في المجتمع، ويتمثل نجاحهم في التغلب على حاجز اللغة وحصلوهم على شهادة الثانوية العامة، كما تمكنوا من بدء دراستهم الجامعية ويطمحون الآن لأن يصبحوا أساتذة.

ويعني برنامج "منظمة هرتي" الكثير بالنسبة لهؤلاء الطلاب الذين تتراوح أعمار بين عشرين وثلاثين عاما، إذ يتلقى كل منهم مبلغا يتراوح بين 600 و2000 يورو في الشهر، ما يمكنهم من متابعة دراستهم بتركيز دون الحاجة للعمل من أجل تمويلها. وتعتبر المنحة بالنسبة للطلاب المنحدرين من أسر فقيرة نعمة لمواجهة متاعب الحياة، وفرصة حقيقة للنجاح والتفرغ للدراسة.

على الطالب استكشاف قدراته الذاتية

Schüler mit Migrationshintergrund und aus Deutschland
صورة لفصل دراسي تمثل تلاميذ لهم جذور أجنبية. الصورة التقطت في مدرسة في لايبتسيغ شرق ألمانيا في اكتوبر عام 2009.صورة من: dpa/picture-alliance

ويعتمد البرنامج الدراسي تلقين الطلاب آليات ومناهج التدريس، كما يسعى إلى تمكين كل طالب من تحديد مكامن قوته وضعفه، وبالتالي تمكينه من اختيار أهدافه بنفسه، كما تؤكد ذلك مديرة الحلقة الدراسية آنا فون كلينكه Anna von Klenke من منظمة هيرتي بقولها "إن هدف هذه الحلقة الدراسية هو استكشاف إمكانياتهم الذاتية وتوظيفها لخدمة أهدافهم المهنية".

ويواصل الكثير من المعنيين بهذا البرنامج، سواء من الطلاب أو من المشرفين، تحصيلهم العلمي حتى خارج أوقات الدراسة كما جلوريا بوتينغ Gloria Boateng وأصلها من غانا، وقد احتضنتها أسرة ألمانية حيث كبرت وترعرعت. وتهيئ جلوريا الآن شهادة دكتوراه من جهة، وتشرف على الطلاب المشاركين في البرنامج من جهة أخرى، وهي تعتبر نفسها حلقة وصل بينهم وبين منظمة هيرتي. وتقول بهذا الصدد " ألتقي بشكل دوري مع الطلاب لمتابعة مردوديتهم الدراسية وسبل تحسينها وتطويرها".

التزام اجتماعي خارج أسوار الجامعة

جلوريا بوتانيغ الغانية الأصل و بيحنام ساليمينية Behnam Saliminia وأصلها من إيران تعرفا على بعضهما البعض في الجامعة قبل الحصول على المنحة، وأسسا جمعية شلاوفوكس Schlaufox التي يساعد أعضاؤها التلاميذ والأطفال، خصوصا من أبناء المهاجرين، في مشوارهم الدراسي عبر إعطائهم حصصا دراسية إضافية ومساعدتهم في إعداد التمارين المدرسية.

وفي هذا السياق لاحظ المشرفون على إدارة الجمعية أن الكثير من الأطفال غير واعين تماما بقيمة ما تقدمه الجمعية، إذ يتغيب البعض منهم عن الحصص الدراسية الإضافية، ما دفع إلى إشراك الآباء وأولياء أمور التلاميذ في العملية برمتها. وتحضر جلوريا رسالة الدكتوراه في موضوع "العملية التعليمية وسط اجتماعي متعدد الثقافات"، وتستند في تحليلها إلى عدد من الدراسات العلمية التي أثبتت أن الأساتذة ذوي خلفية مهاجرة ينجحون أكثر من غيرهم في هذا الوسط.

اوته همبلمان / حسن زنيند

مراجعة: ابراهيم محمد