1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بشرى سارّة لفقراء العراق

ناهدة التميمي١ أغسطس ٢٠١٣

تزف د ناهدة التميمي بشرى لفقراء العراق بالخير العميم والنفع العظيم .. وهم الذين صبروا ونالوا كما تقول! وتسألهم: ماذا تريدون أكثر من ذلك فقد صوت مجلس النواب الذي يمثلكم على ميزانيته المفعمة بالخير لابناء الوطن، وهي تشمل:

https://p.dw.com/p/19I4W
صورة من: LUK BENIES/AFP/Getty Images

ثلاثة مليارات وثلاثمئة وخمسين مليون دينار(فقط) للايفادات .

احد عشر مليار بعنوان اتصالات .. وعند الاستفسار عن اي اتصالات.. قالوا لربط منظومة لعمل مؤتمرات فديوية تربط المجلس بالمحافظات .

ملياران وسبعمائة وخمسون مليون دينار على الملابس (لا ندري اي ملابس هل للموظفين ام للعمال ام للرئاسة ام لعموم المجلس ).

اربعة وعشرون مليار دينار لشراء أثاث وسلع .

خمسة مليار دينار للمصفحات لرئاسة المجلس الجديد.

خمسة وعشرون مليون لشراء دراجات هوائية للمجلس .

مائتا مليون لشراء لوريات لمجلس النواب" ...

فهل هنالك في الدنيا كلها برلمان يتمتع بمثل هذه الرفاهية والنزاهة والشفافية الا في العراق الغني المقتدر والذي لم تبق فيه ولا مشكلة حياتية ولا اجتماعية ولا سياسية ولا بيئية أو إنسانية او أمنية او خدمية أو طبية أو اقتصادية ولا دبلوماسية ولا أية مشكلة من أي نوع لذلك وبناءا على كل الجهد الذي بذله مجلس النوّام في خدمة البلد والشعب.

وبما انه قد حل كل المشاكل آنفة الذكر وسهّل الأمور على الشعب، وبما ان الخير كثير والمال وفير والشعب مكتفي كان لابد للبرلمان من ان يكافئ نفسه ويأخذ استراحة من فترة الإرهاق التي مر بها طوال عقد من النهب ليوصل البلد إلى هذه الحالة النادرة من الرفاهية والتقدم وتوفير أفضل الخدمات في العالم حتى صرنا ننافس سنغافورة ودبي وجنيف فصار لزاما على البرلمان ان يصرف على نفسه المليارات ايفادات ترفيهية ومخصصات ملابس وأثاث وسلع ومصفحات ولوريات وأخيرا وليس آخرا ملايين لشراء دراجات هوائية يفتر بيها النائب حول حدائق قصره عندما يتعب من الراحة .

لا تتساءلوا لماذا كل هذا التبديد والكفر واللعب بأموال الشعب؟ .. ولا تقولوا الناس أولى بأموالها ، فلم يعد هنالك عراقي فقير او جائع او معوز إلا وشرع له البرلمان ما يضمن حقه في ثروات بلاده فأمّن له المسكن والعيش الكريم ..أما العاجز والمعاق فقد خصهم برعاية اجتماعية وراتب يكفيهم المسألة والذلة ..

فيما يخص الأرامل والأيتام فقد كانت هذه الشريحة من أولى اهتمامات المجلس بحيث وفر لهم وبتشريعات ثابتة دور ايواء ومراكز تأهيل وتعليم وموظفين ومشرفين اجتماعيين يرعون هذه المراكز ويديرونها حسب احدث النظريات الاجتماعية وقاعات رياضية وترفيهية حتى لا يشعروا أنهم شريحة منكسرة وأدنى من غيرهم،

أما المرضى والطبقات الفقيرة والمتوسطة بل جميع افراد الشعب فقد شرعوا لهم ومن اول دورة وأول جلسة قانون بوازع من ضمير وشعور بالمسؤولية قانون التامين الصحي الذي يكفل للفرد العراقي العلاج والدواء والعمليات المجانية فعلام تمترون ؟

بالنسبة للطفل العراقي فقد اقسم المجلس ان لا تغمض له عين وهناك طفل عراقي مشرد او ينام في بيوت الصفيح وبدون سقف فخصص راتب لكل طفل ومصاريف دراسة ولُعَب شهريا حتى يبلغ الثامنة عشرة وإذا ما أكمل دراسته في الجامعة عندها تكون له منح دراسية مجزية ففيمَ تختلفون وعلامكم لا تفرحون؟

ليس لدينا مشكلة بطالة الشبان الذين لا يجدون ما يسليهم إلا الجلوس على مصطبات الساحات العامة او المقاهي بانتظار الإرهابي ليفجرهم .. وليس هنالك أرامل وفقراء يسكنون في احياء التنك والعشوائيات ولا مشاكل بيئة ولا طاقة ولا مشكلة نقل ولا مجاري ولا بنى تحتية ولا مشكلة مياه الأمطار ولا مشكلة أمنية ولاشيء.

فقد كان البرلمان طيلة العشر سنوات الماضية يشرع القوانين ويوزع الميزانية بمنتهى الضمير والوطنية لحل كل تلك المشاكل حتى وصلنا إلى مرتبة نافسنا فيها الصومال وتفوقنا عليها في التخلف والفساد.

فلماذا اذن تعترضون على هذا الهدر والتبديد الذي يحرق القلب في ثروة الشعب والتي يذهب 80 % منها على رواتب وحمايات ومخصصات وايفادات وسرقات الحكومة والرئاسة والبرلمان من قوت الشعب ليصرف على نفسه.

لذلك يجب ان تكونوا لله شاكرين على هذا الجهد الهميم من برلمانكم الكريم

لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على هكذا قائمين على الأمر غير مؤتمنين .