بلير يبدأ مهمته الأولى في الشرق الأوسط كمبعوث للجنة الرباعية

بدأ رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أولى مهامه كمبعوث خاص للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط في محاولة لتحريك عملية السلام المتعثرة منذ ست سنوات في المنطقة. وقد وصل بلير اليوم إلى إسرائيل بعد توقف قصير في الأردن لإجراء محادثات مع المسؤولين الأردنيين. الجدير بالذكر ان بعض المراقبين يرون ان مهمة بلير في منصبه الجديد لن تكون سهلة، فهو يتمتع بالقليل من الصلاحيات، التي عليه توظيفها للمساعدة في دفع عملية الإصلاحات من أجل إنشاء دولة فلسطينية.

"تعاون وثيق مع الحكومة الأردنية"

وبعد لقاء له مع وزير الخارجية الأردني عبد الاله الخطيب في عمان، أعرب بلير عن رغبته في "التعاون الوثيق" مع الحكومة الأردنية. وفي بيان رسمي صدر بعد الاجتماع قال الخطيب إنه أبلغ بلير بأن الملك عبد الله الثاني منخرط في مساع تهدف إلى "إعادة إطلاق مفاوضات جادة بما يمكن الفلسطينيين من التوصل إلى اتفاق خلال جدول زمني معقول ومحدد". وجاء في البيان أن الوزير الأردني أكد كذلك على أهمية "وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني ورفع الحصار والقيود الأمنية المفروضة على الأراضي الفلسطينية وإعادة تنشيط الاقتصاد الفلسطيني تمهيدا لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة".

لقاء وزيرة الخارجية الإسرائيلية

وتوجه بلير من مطار بن غوريون بعد وصوله إلى إسرائيل مباشرة للقاء وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في القدس ومن المقرر أيضا أن يجري محادثات خلال الساعات القادمة ويوم غدا الثلاثاء مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت من جانب ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.

يذكر أن اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة عينت بلير مبعوثا خاصا لها للشرق الاوسط في السابع والعشرين من شهر حزيران/يونيو الماضي. وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريجيف عشية وصول بلير بالقول: "نتطلع للعمل مع المبعوث الجديد". وأضاف المتحدث أن الأسبوعين الماضيين شهدا "قوة دفع إيجابية جديدة" بين الإسرائيليين والفلسطينيين معربا عن أمله في قدرة بلير على استغلالها في أداء مهمته.

حماس تنتقد تجاهل بلير لها

ولا يتضمن برنامج زيارة بلير السفر إلى قطاع غزة الخاضع فعليا لسيطرة حماس للقاء زعماء الحركة، الأمر الذي دفعهم لانتقاد موقف بلير. فمن جهته صرح محمود الزهار، أحد زعماء حماس البارزين، اليوم أن تجاهل منظمته يمكن "أن يكلف بلير مصداقيته". أما فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، فقد قال للصحفيين في غزة: "إن استبعاد حركة حماس من مهمته يعني استبعاده لقطاع كبير من الشعب الفلسطيني". وحذر من أن ذلك سيؤدي ليس فقط إلى فشل مهمة بلير في الشرق الاوسط ولكن إلى فشل مسعى المجتمع الدولي بأسره. ومن المقرر أن يغادر بلير المنطقة صباح يوم الأربعاء القادم.