1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تويتر روحاني : دبلوماسية المائة وأربعين حرفا

فاضل مندني١ أغسطس ٢٠١٣

يرى فاضل مندني أن ليس مستغربا متابعة عشرين مليون شخص للرئيس الأمريكي باراك اوباما على تويتر. لكنه يتساءل عن حساب للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في موقع تويتر في بلد يحجب مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة .

https://p.dw.com/p/19I84
صورة من: Reuters

لا أحد ينكر نفوذ الشبكات الاجتماعية والفضاء الافتراضي في حياة البشر اليومية في أغلب بلدان العالم. من بين هؤلاء: السياسيون الذين لا يفوتون أي فرصة كي لا يتخلفوا عن ركب المنافسات السياسية.

لقد ولت تلك الأيام التي كان المواطنون في أي بلد ما ينتظرون ولساعات طويلة إلقاء الساسة والمسؤولين في بلدانهم خطاباً إذاعياً أو متلفزاً للجماهير. وفي هذا الوقت وفرت الشبكات الاجتماعية فرصة ثمينة للساسة حول العالم أن ينشروا آراءهم وأحاسيسهم حول أي حدث يقع حول العالم، سواء السياسية أو الاقتصادية وحتى الرياضية، ويروا ردود أفعال متابعيهم سواء من المواطنين أو من المتابعين حول العالم لحظة بلحظة.

من بين مواقع التواصل الاجتماعي التي جذبت اهتمام الكثيرين حول العالم خصوصاً الغرب، هو موقع تويتر الذي أنشئ عام 2005 والذي تجاوز عدد مستخدميه في الوقت الحالي 140 مليون شخصا حول العالم. وينشر مستخدمو التويتر أكثر من مليار تغريدة أسبوعياً.

هذا الأمر دفع بالساسة حول العالم لصب جل اهتمامهم بالتويتر، وليس من المستغرب بأن يكون من بينهم الرئيس الأمريكي ” باراك أوباما ” الذي تجاوز عدد متابعيه العشرين مليون.

تويتر روحاني للخارج ولا يراه إيرانيو الداخل

الرئيس الإيراني الجديد ” حسن روحاني ” لم يتخلف عن الركب وفتح حسابا خاصا على تويتر رغم الحظر المفروض في إيران على بقية المواطنين من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بجميع أشكالها. وهذا ما أثار الكثير من الجدل في وسائل الإعلام في الداخل والخارج، خصوصاً أن وسائل الإعلام العالمية باتت تتابع أولا بأول تغريدات الرئيس الإيراني الجديد التي تنشر بالإنجليزية.

أثير موضوع عضوية روحاني على تويتر أول مرة مع انتشار رسالة موقعة من قبل 131 من أعضاء الكونغرس الأمريكي، والتي طالب فيها الموقعون – الرئيس الأمريكي اوباما متابعة الجهود الدبلوماسية بشكل جاد حول الخيار الدبلوماسي في العلاقة مع إيران. ولم يفوت حسن روحاني هذه الفرصة حيث نشر تغريده في التويتر تشير إلى هذا الخبر وأعلن فيها بأن البرلمان الإيراني ينوي متابعة الموضع عن كثب.

حسن روحاني الحاصل على شهادة الدكتوراه في الحقوق من جامعة ” غلاسكو ” البريطانية، يتحدث الإنجليزية بطلاقة وبلهجة اسكتلندية، وقد انتقد أثناء حملته الانتخابية السلطات لفرضها قيوداً على الإنترنت ومنع نشاطات المواطنين في الفضاء الافتراضي من بينها مواقع التواصل الاجتماعي. كما انه لم ينقطع عن نشر تغريداته في تويتر والتي تتطرق لمواضيع عدة بدءاً من مباريات كرة القدم إلى حقوق المرأة والمباحثات النووية والقيود المفروضة على الإنترنت.

ورغم أن “روحاني” يتحدث لوسائل الإعلام علناً عن حسابه في موقع تويتر، إلا أننا نشاهد حسابين منسوبان له في التويتر وهما @HassanRouhani يغرد فيها باللغة الإنجليزية و @rouhani92ينشر فيها تغريداته باللغة الفارسية. كما يبدو من تغريداته فإن روحاني يعتبر حسابه في تويتر نافذة مفتوحة للتواصل مع الرأي العام العالمي، إلا أن المواطنين الإيرانيين ليس بإمكانهم استخدام هذا الموقع من دون اللجوء لبرامج خاصة تتيح لهم الالتفاف على الحظر التي تفرضها السلطات الإيرانية على مواقع التواصل الاجتماعي من بينها موقع تويتر.

براعة في الإيجاز وإتقان للانجليزية

ورغم عدم إمكانية نشر أكثر من 140 حرف في كل تغريده إلا أنه وحسب ما لوحظ من تغريدات روحاني، فإنه يسعى لإظهار براعته في اللغة الإنجليزية وبراعته في إيصال المضمون في كل تغريده.

وجاء في إحدى تغريداته التي تطرق فيها للملف النووي الإيراني المثير للجدل حيث قال: بإمكان إيران اتخاذ خطوات أكثر من اجل إظهار تعهدها للمواثيق الدولية. وحول سياسة إيران الخارجية قال: توفر منفذ جديد في ما يتعلق بالمباحثات الإيرانية الأمريكية.

وحول الحريات السياسية قال : إن روحاني انتقد القيود المفروضة ويسعى للدفاع عن حقوق المرأة.

ونشر موقع إيران بريمير بهذا الخصوص: رغم أن السلطات الإيرانية حجبت مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك، إلا أن 7 أو 8 من المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران تمكنوا من نشر تغريداتهم أثناء حملاتهم الانتخابية. ومن جهة أخرى يوجد حساب في تويتر منسوب للمرشد الأعلى “علي خامنئي”.

وتشير التقارير التي نشر بهذا الخصوص حتى الآن إلى أن حساب روحاني في تويتر تم إنشاؤه في الخامس من مايو / أيار الماضي. و تمكن هذا الحساب من نشر أكثر من ثلاثة عشر ألف تغريده حتى الآن بمعدل خمسين تغريده أسبوعياً.

ورغم أن التيار المقرب من الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد قد شكك مراراً في صحة حصول حسن روحاني على شهادة الدكتوراه من جامعة ” غلاسكو ” البريطانية، فإن حسابه في تويتر هو أول من أشار إلى نشر موقع الجامعة فيلم مصور لحفل تخرجه في 1999 .

وتضاعف نشاط هذا الحساب المنسوب لروحاني بعد الإعلان عن فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يوينو / حزيران الماضي، ومن جهة أخرى، ففي البلد الذي يعاني مواطنوه صعوبة لمتابعة وسائل الإعلام والصحف الغربية عبر الإنترنت، ينشر حساب روحاني و بشكل مستمر تغريدات تشير إلى مقالات تنشر في مواقع الصحف ووسائل الإعلام الغربية كـ ” وال ستريت جورنال ” و ال ” CNN” .

تغريدات أمريكية

لوحظ في هذا الحساب نشره لمواضيع تُظهر مدى استعداد الحكومة الإيرانية الجديدة للحوار وإجراء المباحثات المباشرة مع الجانب الأمريكي. حيث أنه وبعد يومين من فوز روحاني في الانتخابات الرئاسية نشر حسابه في تويتر صورة تُظهر روحاني أثناء زيارته لعدد من المصابين من زلزال ميامي في إحدى المستشفيات الأمريكية وتظهر الصورة وقوفه إلى جانب ممرضة أمريكية غير محجبة، وينشر الحساب أيضاً الروابط الخاصة بترجمة تصريحاته وخطاباته بالإنجليزية التي تنشرها مواقع إخبارية عالمية.

تغريدات اقتصادية

لم يغفل روحاني في تغريداته عن المشاكل الاقتصادية، إذ أظهرت بعض تلك التقارير أن روحاني لا يريد أن يخدع البرلمان في هذا الموضوع. وكتب في إحدى تلك التغريدات أن “أحمدي نجاد” بالغ في وعوده في خلق فرص عمل جديدة. وحين كتب أحمدي نجاد في إحدى تغريداته إن حكومته وفرت منذ عام 2005 ما معدله أربعة عشر فرصة عمل سنوياً، رد روحاني على هذه التغريدة قائلاً: بأن السياحة يمكنها أن تساعد الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

قضايا مثيرة للجدل

كتب روحاني حول حقوق المرأة أيضاً: إن علينا دعم المشاركة الفعالة للمرأة في المجتمع كالرياضة. كما أنه غرد حول انتصارات المنتخب النسائي لكرة القدم للصالات. وجاء في حسابه في تويتر أيضاً حول إنشاء وزارة متخصصة لشؤون المرأة وقال في إحداها بأنه يدعم فكرة الدعم المالي للنساء اللاتي يعلن أسرهن. وبخصوص الحقوق الفردية ومكافحة القيود المفروضة على الإنترنت، حذر روحاني من حجب المواقع في الإنترنت، وقال بأنها تنشر الإحساس المواطنين بانعدام الثقة بالحكومة. و أكد روحاني في إحدى تغريداته بأن الإيرانيين يثقون بالقنوات الفضائية الأجنبية أكثر من القنوات الحكومة التي تبث من إيران.

وفي موضوع الملف النووي المثير للجدل، يسعى ” روحاني في تغريداته لإعادة الثقة مع المجتمع الدولي، كما وعد باستعادة هذه الثقة. لم ينس روحاني الجانب الرياضي ضمن تغريداته. وجاء في واحدة من تلك التغريدات بعد صعود المنتخب الإيراني لكرة القدم لكأس العالم التي ستقام العام المقبل في البرازيل، أن “صعود المنتخب الإيراني لكأس العالم بداية لانتصارات قادمة”.