جبهة "ألنصرة" ولدت من رحم عراقي

أصدر أمير تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري في 10 يونيو 2013 بيانا قرر فيه ، بصفته القائد العام لتنظيم"القاعدة" في العالم، إلغاء الدمج بين "جبهة النصرة" في سوريا و"دولة العراق الإسلامية". وقال الظواهري في رسالة متلفزة بثتها قناة "الجزيرة" إن " أبو بكر البغدادي" ارتكب "خطا" بإعلانه إلحاق "جبهة النصرة" بتنظيم "دولة العراق الإسلامية". وأوضح الظواهري بالقول" إن سوريا ولاية مكانية" لجبهة النصرة يترأسها الأمير أبو محمد الجولاني، وهي الحال كذلك بالنسبة للبغدادي الذي هو "حاكم العراق"، مشيرا إلى أن البغدادي اتخذ قراره الخاطئ دون الرجوع إلى القيادة العامة لـ"القاعدة"!

كما ورأى الظواهري أن "الجولاني" أخطأ بدوره حين رفض "دولة العراق الإسلامية" وحين أعلن فضح علاقته بـ"القاعدة" دون "أن يستأمرنا أو يستشيرنا بل ودون إخطارنا".وقرّر الظواهري أن "تلغى دولة العراق والشام الإسلامية، ويستمر العمل باسم دولة العراق الإسلامية". لكن زعيم "دولة العراق الإسلامية"، أبو بكر البغدادي أعلن في 15 يونيو 2013، رفضه قرارزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بحل "دولة العراق والشام"، فيما أعلن"النفير" على ستة أطراف بينها النجف.وقالأبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي إن "الرسالة التي نسبت الى الشيخ أيمن الظواهري لنا فيها مؤاخذاتشرعية ومنهجية عديدة".وبين انه "وبعد مشاورة مجلس شورى الدولةالإسلامية في العراق والشام من مهاجرين وأنصار ومن ثم إحالة الأمر إلىالهيئة الشرعية اخترت أمر ربي على الأمر المخالف له في الرسالة".وبهذا يعلن البغدادي رفضا رسميا لحل ما يعرف بـ"دولة العراق والشام".

ما يشهده تنظيم القاعدة المركزي من تهميش منقبل التنظيمات الفرعية ومنها تنظيم العراق ، يعكس خسارة التنظيم تأثيره المباشر على تلك التنظيمات ولم يعد الظواهري وتنظيمه إلا صورة رمزية وراية تقاتل تحتها تلك التنظيمات "الجهادية " ما حصل من خلافات بين البغدادي والظواهري يعتبر سابقة قاعدية يضعف من هيبة القاعدة والقاعدة بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن .هذه التطورات من شانها تدفع بتداعياتها على بقية التنظيمات المحلية التي قد تحذو نهح البغدادي . هذه التنظيمات أصبحت تتمتع باستقلالية التمويل ورسم الأهداف ،لتؤكد نظرية انتهاء "الجهاد ألأحادي ".

أنقسام " ألنصرة"

ذكرت مصادر مقربة من جبهة النصرة بانها انقسمت إلى فصيلين بعد إعلانزعيمها ابو محمد الجولاني ولائه لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري. وقالتمصادر ميدانية ، إن بعض مقاتلي جبهة النصرة انسحبوا منالخطوط الأمامية للقتال ضد قوات النظام السوري في مدينة حلب، وأداروا ظهرهمللجولاني، بعد أن جرى تجنيدهم من ميليشيات منافسة أخرى مقابل وعود بتمويلأفضل وتنظيم أقوى وليس لأسباب إيديولوجية. وأضافت أن هؤلاء المقاتلينأصيبوا بخيبة أمل منذ إعلان الجولاني ولائه لتنظيم القاعدة في أبريل 2013 بعد سيطرة "الجهاديين" المتشددين من العراق على قيادتها.

مخاوف تشكيل الصحوات

أن جبهة النصرة الآن عبارة عن جبهتين، إحداها تتبع خطة عمل القاعدة من أجلتشكيل "خلافة إسلامية"، والأخرى سورية بأجندة سورية تستهدف إسقاط ألأسد.

جبهة النصرة كانت قادرة علىاستقطاب الدعم نظرا لانضباط مقاتليها ونجاحاتهم الميدانية.وتركيزها ينصب علىفرض النظم الإسلامية المتطرفة والمحاكم الشرعية أكثرمنه على الإطاحة بالأسد وهي استنساخ لطريقة طالبان . الصدع أخذ بالتوسع واختفىالعديد من مقاتلي جبهة النصرة السوريين وانضموا الى كتائب إسلامية أخرى .هناك مخاوف عند ألجهاديين من استخدام الولايات ألمتحدة وحلفائها في سوريا ان تعيد تجربة "ألصحوات" ضد التنظيمات الجهادية العربية والأجنبية التي تقاتل في سوريا في هذه المرحلة أو المرحلة القادمة، وهي ذات التجربة التي نقلتها الولايات المتحدة في اليمن بتشكيل "أللجان ألوطنية " لمواجهة ألقاعدة . هذه الخطوة ممكن ان تقلب موازين القوى للتنظيمات ألجهادية ولا نستبعد ان يكون هنالك أقتتال داخلي مابين التنظيمات ألجهادية من جهة ومابين الجيش الحر والجهاديين من جهة أخرى.

تجفيف مصادر ألتمويل

باتت اليوم التنظيمات الجهادية المحلية أكثر عنفا وتطرفا من تنظيم القاعدة ألمركزي ،ربما احتكاك ألتنظيمات المحلية مع الحواضن والمجتمعات تخلق لغة ألثأر والانتقام وتكون أكثر دموية. وتجربة عمليات القاعدة وتنظيمها المحلي في العراق كان اكثر دموية وعنفا ضد ألصحوات ،لتشمل ألملاحقة استهداف عوائلهم في بيوتهم من أجل إثارة الرعب .

أن تنظيم القاعدة والنصرة والتنظيمات ألسلفية الجهادية تهدف في إستراتيجيتها ألى مطاولة الصراع في مناطق ألنزاع ومنها في سوريا ، فهي تستمر مع استمرارية الصراع أي أنها تتغذى على الصراع وإيجاد "الخصم ألافتراضي " أكثر من حالة السلم ، لذا في الحالة السورية أي أتفاق سياسي لحل ألازمة سيكون ليس بصالح هذه التنظيمات وربما يبعدها عن مسرح "الجهاد " .

أن انسحاب النصرة وانشقاقها في سوريا وعودة الكثير من مقاتليها الى العراق قد يكون سببه هو إيقاف مصادر التمويل . توقف التمويل جاء بعد إنذار أوباما برفع يده عن تمويل التنظيمات الجهادية وذلك خلال نهاية شهر ابريل 2013. يشارإلى أن النصرة كانت قد توقفت عن إصدار البيانات ، سواء السياسية أوالعسكرية، منذ أواسط أبريل 2013 ، حين نفى "أبو محمد الجولاني" أنيكون قد أصبح جزءا من "دولة العراق الإسلامية" وقرر مبايعة أيمن الظواهري. ومنذ ذلك الحين غابت "النصرة" عن الإعلام! ويبدو أن القسم الذي أصبح تابعالدولة العراق الإسلامية هو الأقوى، بالنظر لأن ألتمويل يصبفي خزينة البغدادي .

ألمصادر

1ـ جبهة النصرة انقسمتبعد إعلان الجولاني /ولاءه للظواهري

2 ـ تقريرجبهة النصرة للحلبيين: سنغادركم!/ 20 فبراير 2013

3 ـ جبهة النصرة استراتيجية خشنة للاستيلاء الناعم على الثورة / حسين جمو

4ـ مجلة (دير شبيغل) الألمانية في 23 مارس 2013

5 ـ روسيا أليوم / أنباء موسكو 20 مايس 2013

6ـ صحيفة ألزمان أللندنية 20 مايس 2013/ انشقاق جبهة النصرة لجناحين بعد اعلان الجولاني الولاء للقاعدة

7 ـ في التحليل: عبدالله قمح –26 فبراير, 2013/ جبهة ألنصرة

8 ـ صحيفة “ديلي تليغراف”، May 20, 2013انقسام جبهة النصرة بعد إعلان زعيمها الولاء لتنظيم ألقاعدة

9 ـ تقرير تراجع دور جبهة النصرة في سوريا لصالح تنظيم القاعدة العراقي/رويتر 18 مايس 2013

10 ـ تقرير تراجع دور جبهة النصرة في سوريا لصالح تنظيم القاعدة العراقي/رويتر 18 مايس 2013/ تحرير‫: دومينيك ايفانز

11 ـ تقرير ألظواهري يلغي تبعية "جبهة النصرة" لـ" دولة العراق الإسلامية" ويؤكد أن "النصرة" تابعة للقيادة العامة لتنظيم "القاعدة" 10حزيران 2013

12ـ موقع سايت

Siteـ ISI Leader Takes Issue with Zawahiri Letter in Alleged Audio Speech 15 june 2013