1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"جنيف2 قد تكون محطة تعقبها جولات معقدة من المفاوضات"

أجرت الحوار: ابتسام فوزي٢٣ يناير ٢٠١٤

أتسمت لهجة الخطاب في افتتاح مؤتمر جنيف2 بالحدة وأظهرت حجم الفجوة بين طرفي الأزمة. فهل يمكن بالرغم من هذا التوصل لاتفاق وهل ستكتب جنيف2 كلمة النهاية للأزمة السورية؟ الدكتور حسني عبيدي يقيم في حوار مع DWفرص نجاح المؤتمر.

https://p.dw.com/p/1AwH7
Syrien Friedenskonferenz 22.01.2014 Montreux
صورة من: Fabrice Coffrini/AFP/Getty Images

DW عربية: ما هو تقييمكم لليوم الأول من المفاوضات التي شهدتها مدينة مونترو السويسرية ضمن مؤتمر جنيف 2 وفقا للغة الخطاب التي انتهجتها الأطراف المختلفة؟

حسني عبيدي: اليوم الأول من محادثات جنيف2 في مونترو كان صعبا جدا على الأمم المتحدة التي كانت تأمل أن يتم تقريب وجهات النظر على الأقل في اليوم الأول من أجل تسهيل المفاوضات التي ستبدأ غدا (الجمعة) في جنيف وستكون أكثر صعوبة بين المعارضة والنظام السوري. كانت الخطابات حادة وكل طرف صعد اللهجة ورفعت من سقف المطالب بين النظام السوري، الذي يرى أن نظام الأسد سيبقى لا محالة وبين المعارضة التي اشترطت موافقة النظام على جنيف1 وعلى التقيد بجدول زمني. السمة العامة كانت تقيد الجميع بمرجعية جنيف1 باستثناء الوفد الرسمي السوري، لكن بشكل عام ظهر بوضوح أن الفجوة بين النظام السوري والوفد المعارض عميقة جدا.

على ذكر جنيف1 هل من الممكن أن يصل النظام السوري لمرحلة يكون فيها مستعدا للالتزام بجنيف1 كمرجعية؟

وافق النظام السوري على حضور جنيف2 بعد استلامه لدعوة تقول صراحة إن جنيف 1 هي المرجعية، لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن سوريا تتحفظ على هذا الجزء الخاص بمرجعية جنيف 1. من الصعب الآن على النظام السوري القبول بجنيف 1 لكنه قد يتجاوز هذه الصعوبة إذا استمرت المفاوضات من خلال إعطاء بعض التنازلات فيما يتعلق بالبعد الإنساني للأزمة السورية من خلال تبادل مشترك لبعض المعتقلين وتأمين بعض الممرات الإنسانية وربما وقف إطلاق النار في بعض المدن، فالنظام السوري يعي جيدا أنه لا يمكن أن يغلق الباب تماما.

Syrien Friedenskonferenz 22.01.2014 Montreux
الإئتلاف الوطني السوري المعارض يصر على رحيل الرئيس بشار الأسدصورة من: picture-alliance/UN pfotos

هل ممن الممكن التوصل لاتفاق بين الطرفين بالرغم من الحدة الواضحة التي بدت في خطاباتهما والتي أظهرت الفجوة العميقة بينهما؟

صحيح أن الخطابات كانت حادة لكن النظام السوري لديه تقليد في التفاوض وهو أنه دائما يبدأ بخطاب متشنج لكن هذه هي إستراتيجيته من أجل أن تكون عملية التفاوض عسيرة وشاقة وما يطمح له النظام السوري هو ألا تكون جنيف 2 هي المرحلة النهائية بل بداية مرحلة لمفاوضات أخرى يتمكن فيها من ربح الوقت. الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة وراعيي المؤتمر؛ الولايات المتحدة وروسيا ومدى قدرتهما على تليين الموقف الرسمي وموقف المعارضة من أجل استمرار المفاوضات وحمايتها من الانهيار في أي لحظة.

هل من الممكن أن ينجح الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي في تقليل الفجوة بين الطرفين وفي إقناعهما بالاجتماع في قاعة واحدة؟

مغادرة رئيس الوفد السوري من مونترو إلى جنيف يعد مؤشرا على أن محادثات الغد (الجمعة) ستبقى في موعدها. حتى الآن لا يمكن التكهن بالسيناريو المحتمل أو بما يمكن للإبراهيمي فعله. لكن الأمم مستعدة للاحتمالين من خلال قاعة مشتركة للطرفين أو قاعتين منفصلتين ليقوم الإبراهيمي وطاقمه بدور ساعي البريد من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين على الأقل للمساعدة في بناء الثقة لأنه من الصعب القول إن (مفاوضات) جنيف 2 ستنتهي بحل، لكنها ستكون بداية مسلسل سياسي على الأغلب.

هل كان سحب الدعوة من إيران للمشاركة في جنيف 2 قرارا حكيما لاسيما بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي تحدث فيها عن الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه إيران في محادثات السلام السورية؟

أعتقد أن هذا الموقف ليس نهائيا فإيران لم تكن مدرجة بالأساس في قائمة الدعوات الأولى للمؤتمر بسبب ٍإصرار بعض الدول الخليجية والمعارضة السورية، بالإضافة إلى أن كل الدعوات وجهت على أساس جنيف 1 كمرجعية وهو ما رفضته إيران بالأصل ولذلك تم إبعادها حتى لا تشكل سببا إضافيا لتعقيد المفاوضات بدلا من تسهيلها.

ماذا عن مواقف الدول الداعمة لنظام الأسد وتحديدا روسيا والصين؟

Syrien Friedenskonferenz
الكرة في ملعب الأمم المتحدة ورعاة المؤتمر في تليين مواقف أطراف الأزمة السوريةصورة من: picture-alliance/dpa

خطاب وزير الخارجية الروسي (سيرغي) لافروف كان معتدلا كذلك كان الخطاب الصيني، إذ أن هناك تلاصق شبه دائم بين موقفي البلدين. روسيا قالت منذ فترة إنها حريصة على بقاء النظام في سوريا وليس الشخص. أعتقد أن المفاوضات هي التي ستكشف مدى استعداد الدول الداعمة للنظام السوري بخصوص تقديم بعض التنازلات وعدم غلق الباب تماما أمام مسألة الحكومة الانتقالية ربما مع حفظ ماء الوجه لنظام بشار الأسد.

هل نحن الآن بصدد مفاوضات يمكن أن تحسم قريبا أم أنها قضية ربما قد يطول التفاوض حولها؟

لا أعتقد أن مأساة الشعب السوري يمكن أن تنتظر أكثر من ذلك فقد أعطى الشعب السوري ما يكفي من التضحيات كما أن هذه المعاناة كانت حاضرة بقوة في خطابات كافة الوفود المشاركة. من المرجح أن تكون جنيف 2 هي محطة فقط وليست نهاية وأن تعقبها جولات أخرى أو ربما تعلق المفاوضات الحالية لتستمر في وقت آخر خاصة مع التعقيد الكبير في مسألة بقاء نظام الأسد ورموزه وهي مسألة من الممكن أن تعقد المفاوضات بشكل كبير.

أجرت الحوار: ابتسام فوزي

الدكتور حسني عبيدي: باحث جزائري ومدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط ومقره جنيف، سويسرا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد