1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جواب المستمع غازي فيصل على المستمع محمد ابو ليث

٦ مارس ٢٠٠٨
https://p.dw.com/p/DJnr

ألسيد محمد أبو ليث، قرأت تعليقك على بعض الأفكار التي تناولت فيها إشكالية العلاقة بين الدين والسلطة السياسية، وأقول: سامحك ألله على الكلمات غير اللائقة التي شكلت الجوهر الفلسفي لثقافتك، وأنت حر باستخدام ماتشاء من كلمات للتعبير عن شخصيتك العلمية، لكني لن أرد على أسلوبك البذيء بأسلوب مثله، لأن القرآن الكريم أدبني وأحسن تأديب المسلمين، كما أذكرك بقول المسيح عليه السلام: إذا ضربك أخاك على خدك الأيمن فادر له خدك الأيسر، والمسيح هنا لا يعبر عن الجبن بل يعبر عن السمو والتسامح والصفح، الذي بدونه لن تستقيم الحياة ولن يعم السلام على الأرض، ثم لماذا هذا التعسف في فرض آرائك واجتهاداتك ورؤيتك للعالم أو للأديان، وإذا قال الله في كتابه: لا إكراه في الدين، فمن أعطاك أو ليغيرك حق إكراه الناس للإيمان بالمذهب الشيعي أو الوهابي أو غيره؟ ثم ألم يقل سيدنا عمر: متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحراراً؟ لقد شكل هذا المبدأ قاعدة لحقوق الإنسان وللحريات الدينية والديمقراطية في عالمنا المعاصر، ثم من أعطاك الحق أو لغيرك، في إكراه المسلمين على الذهاب إلى عاشوراء أو اللطم والتطبير وزيارة قبور الأئمة ودفع الخمس وممارسة زواج المتعة وما يتعلق بالإرث والزواج؟ وفي الوقت الذي لم يتفق فيه جميع أئمة الشيعة على نظرية ولاية الفقيه، فمن حقي وغيري من البشر عدم الإيمان بها، كما لا يمكنك إجبار البشر مسلمين أم غير مسلمين على الإيمان بنظرية الإمام الغائب ألمهدي، أو الإيمان بجيش المهدي، هذه بالنسبة لي مجموعة من الخرافات والأباطيل، ثم أرجو أن تعلم أن عدد الشيعة في العالم لا يتجاوز 100 مليون نسمة من مجموع مليار ونصف مسلم، ومع احترامي لموقف الحسين وشجاعته في معركة الطف لكن الذي خانه ولم يقاتل معه رجال ذالك العصر الذين اختبؤا في بيوتهم وتركوا النساء، باركهن الله لنجدته وصحبه، إن إحياء ذكرى بطولة الإمام الحسين عليه السلام اليوم، يجب أن تكون من خلال رفض الاحتلال، لأن الحسين الشهيد ثار ضد الذل والظلم والعبودية التي أسس لها معاوية، فمن يحب الحسين عليه أن لا يضع يده بيد الأمريكان والإيرانيين ويقتل أبناء شعبه ويسرق ألمال العام ويجوع الملايين من العراقيين ويشردهم في الخيام، فما تفعله الأحزاب الشيعية والسنية الموجودة في العملية السياسية تحت الاحتلال تعد جرائم ضد الإنسانية وضد الدين الإسلامي الحنيف، وهي تتماثل مع جرائم منظمة القاعدة بوصفها منظمة عدوة لله والإنسانية هي الأخرى، إن اللجوء لاستخدام كلمات لا تليق بمسلم أن يستخدمها، لن يصلح من مجتمعنا ولن يطور بلدنا العراق، بل سنزداد تخلفاً. لقد تطورت الدول الأوربية عندما حررت اقتصادها وسياستها ومجتمعاتها من سيطرة رجال الدين المتخلفين في العصر الوسيط وبعده، وهم اليوم يحكمون العالم عبر التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي، ولن تتطور مجتمعاتنا الإسلامية إذا لم تتحرر عقولها وضمائرها من شعوذة الأئمة والمشايخ، عبر العودة إلى جوهر الدين الذي يعني : السلام والمحبة والتسامح والصدق والابتعاد عن ما حرمه ألله سبحانه وتعالى في كتبه المقدسة، بدلا من قطع الرؤوس وذبح الأبرياء وتدمير الاقتصاد والعلوم والأخلاق، فالفرق واضح بين الدين وبين الإرهاب الديني، فأرجو من ألله أن يهديكم للدين الصحيح ويبعدكم عن الإرهاب الديني، وشكراً للقائمين على إذاعة دويتشة فيلة لإعطائها فسحة هامة لحرية ألتعبير عن الرأي، والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته