1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حرب سرية في كواليس القاعدة

٢٤ مايو ٢٠١٣

دبت خلافات حادة وصلت لحد القتل والتصفيات المتبادلة بين التنظيمات الإرهابية التي تنشط في العراق. ظهر ذلك في بيانات نشرتها مواقع تعنى بأخبار الجماعات الإرهابية. يرى مراقبون أن أسباب ذلك تعود إلى الموقف من الأحداث في سوريا.

https://p.dw.com/p/18cjv
صورة من: picture-alliance/AP

إلى جانب الحديث عما يجري في سوريا، تركز التعليقات والمداخلات في المواقع التي تعنى بأخبار الجماعات الإرهابية في العراق على خلاف بين جماعات "دولة العراق الإسلامية" و"أنصار الإسلام". وقال مسؤول امني عراقي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) إن السبب المباشر للتأزم بين المجموعتين هو قيام تنظيم "دولة العراق الإسلامية" بقتل المسؤول العسكري لتنظيم "أنصار الإسلام" هاني الانصاري، الأمر الذي دفع بأنصارهما إلى بدء حملة تصفية متبادلة". وأضاف المسؤول الأمني أن "تنظيم الأنصار قتل خلال اليومين الماضيين سبعة من عناصر تنظيم القاعدة في هجمات متفرقة في الموصل".

Irak Al-Kaida-Video zeigt Kindersoldaten im Irak
تنظيم القاعدة في العراق يستخدم الأطفال في عملياته الإرهابيةصورة من: dapd

سبب الخلاف: الأحداث في سوريا والتمويل المالي

ويرى الخبير الأمني الاستراتيجي احمد الشريفي في تصريحه لوكالة (فرانس برس) أن "الخلافات بين عناصر القاعدة وأنصار الإسلام كبيرة، فرغم تقاربهم الأيديولوجي، يرى تنظيم "أنصار الإسلام" أن القاعدة ولغت بدماء المدنيين وأصبحت لا تفرق بين المدني والعسكري". وأضاف الشريفي: "هناك خلافات بين هذه الجماعات تأتي على ضوء حالة الانقسام الحاصل بين ممولي هذه الجماعات والجهات التي تديرها"، ... وأن الأحداث في سوريا "أدت دورا في هذه الخلافات".

وظهر تأثير النزاع السوري على هذه الجماعات في نيسان/ابريل حين أعلن تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، الفرع العراقي للقاعدة، اندماجه مع جبهة النصرة في سوريا تحت اسم "دولة الإسلام في العراق والشام". لكن جبهة النصرة وهي مجموعة جهادية تضم بين صفوفها سوريين وعددا كبيرا من الأجانب، تنصلت من هذا الإعلان، مع إعلان ولائها للقاعدة. وأكد المسؤول العام لجبهة النصرة أبو محمد الجولاني حينها مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، لكنه شدد على أن الجبهة لم تستشر في إعلان "دولة العراق الإسلامية".

بيان يكشف عن الخلافات بين الفصيلين

وكانت عدة مواقع الكترونية تنشر أخبار تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة، كموقع "الخلافة الإسلامية"، قد نشرت في وقت سابق من شهر أيار/مايو الحالي بيانا حمل عنوان "تنبيه المسلمين لكيد الماكرين" للتحذير من خطورة هذه الخلافات المستجدة. وجاء في البيان "لاحظنا في الآونة الأخيرة ارتفاع صوت بعض المشوشين وأصحاب الفتن من أبناء ملتنا، وكثر اللغط ليوقعوا بين الأمة الاختلاف حتى تتمزق الوحدة والاجتماع والإجماع، مع العلم أن الاختلاف في أمور الدين لا يزال مذموما". وأضاف البيان انه "للأسف قد ظهر من بيننا مؤخرا من يريد أن يشق عصا المسلمين امة والمجاهدين خاصة، ومن يطعن في قيادات المجاهدين وفي رجالاتهم، ومن يشكك في كفاءاتهم ورجاحة عقلهم ومن يزعزع الثقة في خططهم وسياساتهم". وتابع البيان "يا أنصار الجهاد الصادقين احذروا هذه الفتن". أما موقع "حنين" الذي ينشر أخبار تنظيم القاعدة في العراق فقد نشر تحذيرا للجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة جاء فيه: "طعنونا في جهادنا، فصار يتكلم في العقيدة من لا صلة له بالعلم يفتي (...) في مسائل الجهاد ويطعن في رجالات الأمة (...) ليصاب الإسلام بسهام الجهل".

Irak Anschlag Bakuba
ضحايا الإرهاب في العراقصورة من: picture-alliance/AP

تنظيم " أنصار الإسلام"

"أنصار الإسلام" هي جماعة متطرفة غالبية عناصرها من الأكراد وقد أعلنت على مدى السنوات الماضية مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات التي استهدفت مسؤولين أكرادا وعراقيين وقطعات أميركية. وتأسست الجماعة في كانون الأول/ديسمبر 2001 وورد اسمها على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية. والجماعة التي كان مقرها في منطقة جبلية وعرة في كردستان العراق قرب حدود إيران كانت هدفا لغارات كثيفة من الطيران الأميركي إثناء الإطاحة بنظام صدام حسين في آذار/مارس 2003. وأحدثت هذه الغارات إصابات كبيرة في صفوف هذا التنظيم. ويعارض تنظيم "أنصار الإسلام" التحول الديمقراطي في العراق والعملية الديمقراطية في كردستان العراق والحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني.

تنظيم "دولة العراق الإسلامية"

أما المجموعة الإرهابية الأخرى والتي تطلق على نفسها تسمية "دولة العراق الإسلامية" فقد نشأت في سنة 2006 على يد الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل بغارة أميركية في حزيران/يونيو 2006. ويدعو التنظيم إلى إقامة الخلافة الإسلامية في العراق تحت راية تنظيم القاعدة الإرهابي العالمي. ويعتبر هذا التنظيم الأكبر والأبشع بين التنظيمات المسلحة المتطرفة في العراق، حيث يتبنى هذا التنظيم معظم إعمال العنف في البلد التي غالبا ما تستهدف القوات الأمنية والمناطق التي تسكنها غالبية من الشيعة.

ز.أ.ب/ م.م. ( أ ف ب، وكالات)