1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Obamas Rede-Kommentar

٤ يونيو ٢٠٠٩

في خطابه إلى العالم الإسلامي استخدم أوباما كلمات واضحة للثناء على مساهمات المسلمين في العالم، متخذا بذلك موقفا معاكسا للغة المواجهة التي استخدمها سلفه جورج بوش، هذا ما يراه المحلل السياسي راينر زوليش في تعليقه التالي:

https://p.dw.com/p/I3d7



باراك أوباما لم يوفق فقط في اختيار النبرة المناسبة من الناحية العاطفية، بل كان خطابه أيضا جليا فيما يخص المضمون ـ لقد تضمن عرضا جديرا بالتصديق للحوار والشراكة مع العالم الإسلامي. أوباما ناشد في خطابه الالتزام بالقيم والمسؤولية المشتركة. وقد اختار كلمات واضحة لا لبس فيها للثناء على مساهمات المسلمين على مستوى العالم وفي أمريكا نفسها ليبرهن بذلك على الفرق الواضح مع لغة المواجهة التي استخدمها سلفه جورج بوش.


هذا الرئيس يبحث فعلا على ما يبدو عن بداية جديدة، وهو لا يتطلع إليها من خلال توظيفه المحكم لآيات قرآنية أو توجيه المديح للإسلام. يمكن استيعاب رسالته بوضوح: وهي أن أوباما يقابل المليار ونصف مليار مسلم في العالم بالاحترام. إنه مستعد حقا للتعاطي مع قضاياهم ورؤيتهم للأمور، كما أنه يحتفظ بنظرة انتقادية تجاه بلده. لكنه من جهة أخرى يفصح عما يريد وما يتوقعه كرئيس أمريكي من محاوريه.


"عرض يتحلى بالصدق"


وعلى هذا النحو فإن أوباما يطلب من إسرائيل الاعتراف بهدف إنشاء دولة فلسطينية ووقف سياسة الاستيطان. وهو يعبر عن ذلك بوضوح لم يكن واردا في الحسبان في عهد بوش. كما أن أوباما يعلن بلغة جلية ما يتوقعه من الفلسطينيين وبصفة ملموسة من حركة حماس: أي الاعتراف الواضح بحق إسرائيل في الوجود والعدول عن جميع المحاولات لإيجاد الحلول بالعنف. ولا يدع شكا في أن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل رغم كل الانتقادات الأمريكية ستبقى محافظة على زخمها الخاص. كما أنه أظهر أنه يعتبر مبادرة السلام العربية أساسا جيدا للتفاوض وليس بالضرورة نتيجة لمفاوضات مقبلة. وقد لا تعجب هذه العروض المشروطة الكثير من الذين استمعوا إلى خطابه، غير أنها صادقة. والتحلي بهذا القدر من الصدق تجاه الطرفين لم نشهده منذ عهد بعيد لدى أي رئيس أمريكي.


كلمات ينقصها الوضوح بشأن حقوق الإنسان


وكنا نأمل في أن يلقي أوباما كلمات أوضح فيما يخص وضع حقوق الإنسان في العديد من البلدان الإسلامية إضافة إلى المصالح الإستراتيجية والاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية في البلدان الإسلامية، وكيف ينوي توفيق تعاونه مع أنظمة استبدادية مع مثل الحرية الأمريكية. لكنه كان لحسن الحظ واضحا في كثير من النقاط الأخرى. والرسالة البسيطة مفادها أن الديمقراطية ليست سلعة تصدير أمريكية، بل حقا أساسيا لكافة البشر. كما أن الأمريكيين مستعدون لاستخلاص العبر من أخطائهم السابقة لسياستهم الخارجية، علما أنهم لن يقبلوا حتى في المستقبل الإرهاب، وإنما هم يبحثون في هذا الصدد عن عمل مشترك. إنها عبارات لبناء جسور التلاقي. وما يجب أن يحصل الآن هو الأفعال، وأن لا تصدر هذه الأخيرة من جانب أمريكي فقط.


الكاتب: راينر زوليش

تحرير: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد