1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خلافات حول سبل إنقاذ "الاتحاد من أجل المتوسط" من موته السريري

١٦ أكتوبر ٢٠٠٩

أبرزت ندوة عقدها خبراء مصريون وألمان وجود خلافات حول سبل إنعاش الاتحاد المتوسطي بعد الجمود الذي اعتراه منذ حرب غزة. ففيما طالب البعض بالاتفاق حول المسائل الأمنية دعا آخرون إلى الابتعاد عن معالجة أزمة السلام في المنطقة.

https://p.dw.com/p/K6pO
قمة تأسيس الاتحاد من أجل البحر المتوسطصورة من: AP

بدعوة من جمعية الصداقة العربية ـ الألمانية، ومنتدى الشرق الأوسط الألماني، والمجلس المصري للشؤون الخارجية عُقدت في برلين على مدى يومين ندوة في مقر ممثلية الاتحاد الأوروبي للبحث في حالة الاتحاد المتوسطي كـ "منطقة للتعاون والاستقرار وضمان الأمن المشترك". تناولت الندوة التي انتهت أمس (15 اكتوبر/تشرين أول) أزمات منطقة الشرق الأوسط وأخطارها، وأشكال التعاون المشترك وإشكالياته، ومسائل حقوق الإنسان ومفاهيمه المختلفة، وشارك فيها خبراء ودبلوماسيون ألمان ومصريون وفي مقدمهم السفير المصري في ألمانيا، وممثلون عن المفوضية الأوروبية ووزارة الخارجية الألمانية.

ارتباط الأزمات المحلية بالاقليمية والدولية

Karte Europa Mittelmeer arabisch Mittelmeer-Union EU-Mittelmeerländer
خارطة دول الاتحاد المتوسطي

ورأى السفير الألماني السابق أرنه زايفرت في مداخلته أن ألمانيا لا تهتم فقط بأزمات منطقة الشرق الأوسط، بل أصبحت جزءا منها سوية مع الولايات المتحدة ملاحظا "عدم إمكان حل الأزمات المحلية والإقليمية دون حل الأزمات الدولية". وفيما يتعلق بالاتحاد من أجل المتوسط اعترف بأن حرب إسرائيل على غزة وما نتج عنها "شكَّل امتحانا سياسيا جديا للاتحاد ساهم في تجميده" بعيد تأسيسه بسنة واحدة. وقال زايفرت في مقابلة مع موقعنا على هامش الندوة: "هنا فشل الاتحاد ومعه الطرف الأوروبي، الأمر الذي لمسناه أيضا في الندوة. وكان يتوجب على جميع أطراف الاتحاد بذل كل جهد ممكن لإيقاف المجزرة التي وقعت في قطاع غزة فورا. وهذا يؤكد ما قلته في كلمتي بأنه دون الاتفاق حول المسائل الأمنية الرئيسة سيكون من الصعب أن يحقق الاتحاد ما يصبو إليه، أي جعل المتوسط منطقة تعاون وأمن واستقرار". وشدد السفير الألماني السابق على ضرورة فرض حظر نووي على كامل دول منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل.

وأثنى السفير المصري السابق الدكتور محمد شاكر في كلمته في الندوة على الاتحاد المتوسطي لافتا إلى أن العرب "أمَلوا في أن يحقق على المستوى الأمني وحلِّ النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ما عجزت عن تحقيقه عملية برشلونة"، لكنه رأى أن الإدانة الأوروبية غير الكافية لإسرائيل كانت مخيبة للآمال وأدَّت إلى تجميد المشروع. وبعد أن لفت إلى خطوات جارية لإحيائه والتحضير لعقد قمته الثانية العام المقبل قال لنا: "المطلوب هو معالجة الناحية الأمنية والسياسية وتحقيق آمال الشعب الفلسطيني والاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة، وكذلك معالجة موضوعات الانتشار النووي والارهاب والهجرة، وكلها مسائل تهم أوروبا. يجب أن لا ننظر فقط إلى ما يهمنا نحن.(...) ويمكن أن نسنَّ في هذا المجال قوانين ونتفق على سياسات تسمح بالهجرة وبزيادتها، إنما بصورة شرعية فنلبي بذلك احتياجات أوروبا".

رفع أزمة المنطقة من أهداف الاتحاد

Treffen Merkel - Sarkozy Bundeskanzlerin Angela Merkel empfängt Frankreichs Staatspräsident Nicolas Sarkozy mit militärischen Ehren auf dem Flughafen in Straubing
ساركوزي ومركلصورة من: AP

لكن الدكتورة آنِّيته يونيمان من معهد السياسة الدولية في جامعة هلموت شميدت في هامبورغ خالفت نظرة الدكتور شاكر فدعت إلى سحب معالجة الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني من أهداف الاتحاد المتوسطي مشيرة إلى أن النظرة الأوروبية تتفق على أن التجربة "أظهرت إن هذه الأزمة غير المحلولة تسد إمكانات التعاون المتوسطي كما حصل أخيرا مع حرب غزة". وبعد أن تفهمت خيبة أمل زملائها العرب دعت في حديث معنا "إلى العمل لمعالجة المسائل الأمنية العامة المشتركة مثل الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والخطر الأصولي على أن تعالج الأزمة الرئيسة في المنطقة في مكان آخر في أوروبا، الأمر الذي يحصل".

وأيد ممثل مؤسسة برتسلمان، الخبير في شؤون أوروبا والشرق الأوسط كريستيان هانلت رأي يونيمان مضيفا أن النظرة الألمانية تختلف أيضا عن النظرة الفرنسية للأمن والتعاون ومعتبرا أن الأخيرة "أكثر عاطفية وسياسية وفرنسية" لكون الفرنسيين رغبوا منذ البداية اتحادا يشمل دول الحوض المتوسط فقط. وأضاف في حديث معنا أن ألمانيا "تنظر بصورة أكثر براغماتية، وتميل إلى تنفيذ برامج عملية مثل مكافحة الفقر وتوسيع التعليم وإيجاد فرص عمل، الأمر الذي له بعد سياسي في نهاية المطاف". وأضاف أنه يعتقد أن الأولوية يجب أن تعطى لشمال إفريقيا حيث يمكن التقدم هناك على ثلاثة محاور: 1ـ مكافحة الفقر من طريق إنشاء مشاريع تعليمية. 2ـ تنظيف مياه البحر المتوسط. 3ـ عقد شراكة مع دول شمال إفريقيا لاستخدام الطاقة الشمسية.

نقص فادح في أهداف الاتحاد

لكن الدكتورة يونمان رفضت التركيز على شمال إفريقيا لافتة إلى أن التعاون مع مناطق جغرافية محددة موجود أصلا. وزادت أنه "يتوجب إبقاء الباب مفتوحا أمام دول الشرق الأدنى للمشاركة في البرامج المنفذة حيث تستطيع وحيث تريد". وأعربت عن خيبة أملها من عدم تضمين أهداف الاتحاد المتوسطي تعزيز المجتمع المدني محملة الجانب الفرنسي النقص الحاصل. كما أسفت "لكون هذه الأهداف لا تتعرض بصورة وازنة إلى مسائل الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان لأنها محرجة، ولأن العرب والأوروبيين الجنوبيين لم يرغبوا بذلك".

ومن جانبها عرضت ممثلة المفوضية الأوروبية مارتسينا غوتس فيتّر بعض الفروقات في النظرة إلى الاتحاد المتوسطي مشيرة إلى إن الدول الأوروبية الشرقية في الاتحاد الأوروبي تعتقد أنه سيكون على حسابها لأنه سيسحب منها مساعدات أوروبية قيِّمة.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد