1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

داعش تتمترس في الفلوجة

جاسم محمد٦ فبراير ٢٠١٤

يواصل الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب جاسم محمد نشر سلسة مقالات ودراسات عن تطورات ما بات يدعى ب" داعش" وهو تنظيم يثير أخطارا كبرى تمتد من شرق سوريا الذي يغلي بالأحداث، الى غرب العراق الذي يوشك أن يصبح إمارة إسلامية مطلقة.

https://p.dw.com/p/1B3Xe
Irak Ramadi Gefechte Militär
صورة من: picture-alliance/dpa

أعلنت "القيادة العامة" لتنظيم القاعدة في بيان منسوب لها نشرعلى الانترنتيوم 3 فبراير 2013، ان لا صلة لها بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشامالمعروف ب"داعش".وجاءفي البيان الذي نقلته مؤسسة سايت المتخصصة في رصد المواقع الاسلامية "تعلنجماعة قاعدة الجهاد انها لا صلة لهابجماعة الدولة الإسلامية في العراقوالشام، فلم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرتبوقف العمل بها".

ويأتي قرار التنظيم المركزي في اعقاب رسالة منظر التيار السلفي الجهادي عصام البرقاويالشهير بأبو محمد المقدسي من داخل سجنه بالأردن منتصف شهر فبراير 2014 التي تضمنت انتقادات شديدة ومباشرةللدولة الإسلامية بالعراقوالشام"كما انتقدالمقدسيفتاوى نشرتها مواقع ومدوناتجهادية تدعو لمبايعة أمير الدولة أبو بكر البغدادي. ووجه المقدسي هجومه لتنظيم الدولة "أقول معاتبا جماعة الدولةإذا كنا لانستطيع أن نجاهد ونتعامل مع الفصائل التي تحمل راية التوحيد، التي نقاتل منأجلها، وإن اختلفنا معا بالتفاصيل، فكيف يمكن لنا استيعاب السورييين بمنفيهم من النصارى وغيرهممن الطوائف والملل؟".

خلافات " داعش " التنظيمية

يتخذ التنظيم المنطقة الغربية وشمال غرب العراق مقرا لنشاطه وكذلك في حلب داخل سوريا وبعض المناطق السورية ألغنية بألنفط، المحاذية لمحافظة كركوك ألعراقية والتي تقع تحت سيطرة الاكراد في سوريا، والذين باتوا يعانون من هجمات التنظيم وخطف سكانهم من المدنيين، وهذا كان وراء تصعيد المواجهات مابين اكراد سوريا و "داعش".

  • تأسست "داعش"في العراق في أكتوبر 2006 لتكون بديلا للتوحيد والجهاد اكثر من التنظيم المركزي.
  • هذا التنظيم قد يختلف عن باقي الفروع من خلال اسمه الذي ياخذ اسم الدولة وليست الامارة او الخلافة وهذا ما اثار نقاش داخل قيادات تنظيم القاعدة منذ اعلان تسميته التي تتعارض مع مرجعية القاعدة المركزي.
  • الخلاف بات واضحا الان بان المشروع والنهج الذي تم رسمه الى" الدولة الاسلامية في العراق والشام" كان منذ البدا يختلف مع القاعدة.
  • قيادات التنظيم وتسمياتهم تاخذ الجانب العسكري اكثرمن الطابع الجهادي وهو يقوم على الإستراتيجية الاستخبارية قبل العسكرية والعقائدية.
  • ألتنظيم اكثرمهنية عسكرية تقوم على القدرة اكثر من القوة وعلى شراسة ودموية في عملياته من حيث الحجم والكم .
  • يتمتع التنظيم بأمكانيات تمويلية كبيرة تثير التساؤولات.
  • طموحات توسعية، ومايشهده التنظيم من تمدد على الاراضي السورية يعكس طموحات واسعة تتعدى جغرافية العراق.
  • تلقب زعيمها ب" امير ألمؤمنيين" واتخذت خطوة بخروجها عن الظواهري في ابريل 2013، وصفها المراقبون بانها سابقة في تنظيم القاعدة وهي إشارة الى أنشقاق التنظيم عن القاعدة المركزي.
  • التنظيم مازال يشن سلسلة هجمات يومية في العراق يستهدف المناطق الرخوة والمناطق الشيعية والصحوات من السنة، ليعلن خروجه عن طاعة الظواهري وتوجيهاته الاخيرة في 13 سبتمبر 2013 التي تضمن البعض منها عدم مقاتلة الطوائف الاسلامية .

داعش في سيناء

كشفت مصادر عراقية استخبارية في 17 اوكست 2013 رسالة تعود لتنظم "ألدولة الاسلامية في العراق والشام " ، وكانت موجهة من العاصي بن أبي بكر ، فرع ألتنظيم الجديد في مصر ألى أبو بكر البغدادي في العراق ، يناشده فيها المساعدةعلى مواجهة القوات الأمنية المصرية والأقباط

الرسالة تعكس مخالفة تنظيم العراق الى القاعدة ألمركزي والى زعيمه الظواهري في اعقاب الخلافات مابين الظواهري وابو بكر البغدادي حول تبعية جبهة النصرة في ابريل 2013. وهي أعلان تنظيم العراق تشكيل فرعه في مصر بدون استشارة او موافقة الظواهري، حيث اعتمد البغدادي على التشاور مع " القيادة ألراشدة " في تنظيمه ومخاطبة زعيم فرع التنظيم في مصر بكلمة " ابننا البار" وهي دلالة على المرجعية التنظيمية. واختتم رسالته بعبارة " ﺃﻣﺎﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ على الارض فنحن في ﺣﻞ ﻣﻨﻬﺎ" ويقصد بالراياتالسود هيراياتالقاعدة والتنظيمات "الجهادية"في سيناء ابرزها مجلس شورى المجاهدين واكناف بيت المقدس وأنصار بيت المقدس وغيرها .

ردود فعل الظواهري على "داعش":

  • أصدرزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهريفي 16 سبتمبر 2013،أول توجيهات محددة بشأن الجهاد حث خلالها على الامتناع عن مهاجمة الطوائفالإسلامية الأخرى وغير المسلمين وتجنب بدء صراعات في دول قد يجد فيهاالجهاديون قاعدة آمنة لترويج افكارهم.
  • هذه الوثيقةتعتبرلمحةنادرة عن استراتيجية التنظيم بعد 12 عاما من هجمات 11سبتمبر وعن طبيعة طموحاته العالمية من شمال افريقيا إلى القوقازوكشمير.
  • إن الهدف العسكري للقاعدة لا يزاليتمحور حول العولمة، والذي يبدأ " بالدعوة" لنشر أفكاره.
  • أن القاعدة ستتعاون مع المجموعات الإسلامية الاخرى.
  • تنازل القاعدة عن تكفيرها لبعض ألمجموعات الاسلامية من أجل تقليص فجوة الخلافات معها بعد ان خسرت القاعدة الكثير من المساحة التي تقف عليها تنظيميا وفكريا.
  • التقارب مع السلفية من غير الجهاديين والاخوان فكريا وتنظيميا، ألظواهري يحاول ان يضم تحت عبائته التنظيمات الاسلامية بمختلف.

أستقواء "داعش"على الظواهري

التنظيمات الفرعية اظهرت ضعف القاعدة مركزيا واستقواء الفروع، وهي نتيجة متوقعة سبق ان شكلت خلافات داخل مجلس الشورى للقاعدة وقياداته، ويعتبر اسامة بن لادن من ابرز المعارضين الى الفروع ومنها فرع تنظيم الشباب في الصومال. هذه الفروع تحصل على تفويض ورمزية القاعدة مقابل نشر ايدلوجية ألجهادية. المعلومات من داخل تنظيم القاعدة انتقدت كثيرا الفروع، بأنها اكثر طائفية واكثر للمصالح الشخصية. وهذه ممكن اعتبارها نتيجة طبيعية بحكم تواجد قيادات الفروع على الارض وفي مجتمعاتها اي الحواضن، مما يخلق خلافات في وجهات النظر تتطور الى المواجهات المسلحة بين الطرفين. الانشقاقات التي حصلت في القاعدة تعود الى هذا السبب وكذلك بعد الفروع عن المراقبة.

إن الحرية التي تتمتع بها الفروع في أختيار الاهداف عمقت من الفجوة الموجودة مابين فروع القاعدة وحواضنها لتنتج الصحوات واللجان الوطنية في العراق واليمن وافغانستان والصومال وقريبا في سوريا .

لذا اصبحت القاعدة والظواهري مجرد راية سوداء تقاتل تحت مظلتها تنظيمات اخرى ولتتحول الى شبكة وتشظي ايدلوجي .

ان تنظيم"دولة العراق ألاسلامية" أعاد القاعدة الى ألعراق بعد مقتل ألزرقاوي 2006 ليصبح أكثر شراسة وليبرهن بأنه واحدا من أكثر ألتنظيمات ألمحلية تطرفا في المنطقة، وهو يعيد إستراتيجية ألزرقاوي ألعنيفة ألتي خرج فيها حتى عن شيخه ألمقدسي في تحليل دماء المسلمين.أن الخطوات التي يتخذها أبو بكر البغدادي تكشف استقواءهذا التنظيم وربما فروع اخرى للقاعدة على الظواهري في اعقاب مقتل اسامة بن لادن في مايس 2011.