1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ربيع الجنس العربي

هادي جلو مرعي١٤ فبراير ٢٠١٣

ينظرهادي جلو مرعي بمرارة إلى تداعيات الربيع العربي على النساء، وخصوصا على متظاهرات تعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي.

https://p.dw.com/p/17e2E
صورة من: Reham Mokbel

لا تذهبي إلى مكان يتجمع فيه الناس فأنت امرأة، وهؤلاء مجانين ،والعقلاء بينهم لا قدرة لهم على فعل شئ لك لو حوصرت من قبل المتطرفين جنسيا والمكبوتين والشذاذ الذين يحضرون الى ساحات التحرير لاليمارسوا دورهم الديمقراطي، بل لنوايا أخرى ،وفي مثل هذه التجمعات ،وفي ميادين التحرير يكون المنحرفون قادرين على فعل أشياء كثيرة ليس أقلها التحرش الجنسي ، واختطاف النساء لإقامة حفلات الاغتصاب الجماعي.هذه نصيحة يقدمها شخص ما خبر تلك الأماكن التي تكون موبوءة في الغالب ،ويتجمع فيها الصالح والطالح من الناس ،ولعل السيئين حتى وإن قلوا فإنهم يجدون في الفوضى سبيلا لممارسة سلوكهم، ومجالا يتيح لهم الفرص .

الأمر لاعلاقة له بشكل كامل مع ماحدث من اعتداءات على النساء في الهند مثلا ،أو الجرائم التي ترتكب ضد النساء في أنحاء مختلفة من العالم ،ولكنه مرتبط بشكل أو بآخر بماجرى من تطورات متسارعة في بعض البلدان العربية التي اندلعت فيها ماسميت (ثورات الربيع العربي) وفي ظروف وأجواء مغايرة ،وغير مألوفة يعيشها البشر الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة تطورات تقنية هائلة أتاحت الفرص للتواصل وللجنون وللتصرف بطريقة لم تكن معروفة في السابق ،وإندلاع للسان الغرائز والشهوات ،مع فقدان للفرص المتساوية وشعور بالإحباط والمظلومية، والتحفز لفعل أي شيء يحقق ما عجز عنه الناس في الظروف الطبيعية.

في مصر، وبعض بلاد الربيع العربي تعرضت مجموعات من النساء إلى اعتداءات جنسية مريعة ،ومعهن صحفيات أجنبيات،وإذا كان مفهوما ولوج الأجنبيات من مراسلات وصحفيات للميادين العامة ولأماكن تجمع المحتجين والمتظاهرين لأسباب مرتبطة بطبيعة عملهن ولنوع الثقافة التي لديهن ،فإن النساء في العالم العربي يفهمن بالتأكيد نوع الثقافة السائدة ،والخراب الذي تعيشه النفوس ،ونوع الكبت الذي يضرب فئات متزايدة من الشباب العاطل عن العمل والباحث عن فرص لن تأتي، وإذا جاءت فهي متردية لاتحقق الطموح المنشود،وبالتالي فعليهن اتخاذ الحيطة والحذر والخروج بمجموعات تتوفر لها الحماية الأمنية ،وعدم الدخول الى الأماكن التي تشهد حشودا كبيرة من الرجال مايتيح الفرصة للبعض أن يعتدي عليهن، ويتحرش بهن على الأقل ،خاصة في حال حدث صدام بين مجموعات مناوئة لبعض، أو حين تتدخل قوى الأمن لفض التظاهرات ،ويحدث نوع من التشابك والفوضى، ولا سبيل للنساء سوى أن ينتظرن في الدور ليعشن لحظات اغتصاب .

فهل تتقصد النساء والناشطات في مجالات العمل الصحفي ،أو الحريات وحقوق الإنسان الذهاب الى أماكن الحشد الجماهيري مع علمهن بحوادث سابقة؟.

منذ مدة خرجت الناشطة المصرية باسمة البرماوي على شاشات التلفزيون تروي بكل هدوء عملية اغتصاب تقشعر لها الأبدان تعرضت لها على يد مجموعة من الرجال تناوبوا على اغتصابها !

وهي حادثة سبقتها حوادث عدة خلال سنتين من عمر الثورة المصرية، وحين نظرت الى صورتها على الانترنت تعجبت فهي تقف في مشهد سابق في أحد الميادين ترتدي بنطالا مثيرا ،وتبدو مؤخرتها أكثر إثارة ،ويرتفع نهداها من تحت تي شيرت لا يخفي الكثير من جسدها ، ويظهر زنداها المكتنزان وسط الحشود التي تشبه في حقيقتها مجموعات من الذئاب تنتظر الفرصة للهجوم على زريبة للأغنام في قرية منعزلة.

هل تتلذذ بعض الناشطات حين يتم اغتصابهن؟

في العراق خرجت بعض الناشطات وتبدو صورة أفخاذهن وهي تلمع ماثلة في أذهان دعاة الحرية في الباب الشرجي.