1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رجاء لا تحدثونا عن الميزانية الانفجارية

ناهدة التميمي٢٨ فبراير ٢٠١٣

ترى د ناهدة التميمي ان العراقيين ملّوا قصة أن العراق من اغني دول العالم وان آخر برميل نفط في العالم سيخرج من أرضه ، وعندما يناقشنا احد بان العراق فقير رغم نفطه، تأخذنا العزة بالإثم ونناقش ونجادل لنثبت غناه وخيراته.

https://p.dw.com/p/17nkT
صورة من: picture-alliance/dpa

نحن كشعب لم نحصل على شيء من هذا النفط أو نستفد منه شيئا ، كل الذين أصابوا ثروة أو تجارة ما كانوا أما مقربين من النظام السابق أو أنهم هربوا منه فعملوا ثرواتهم بأيديهم ولم يعتمدوا على نفط بلدهم .

أما نحن الشعب فلم نتمتع بنفطنا حتى ولو بقطرة ، فقد ناضل الناس وقاتلوا وتحملوا الهوان والجوع والحروب العبثية والحصار الذي ليس كمثله شيء في قسوته الوحشية التي طالت الناس وتركت القيادة تنعم بسمين الغذاء وغالي الدواء والمرمر الايطالي والثريات النمساوية لتزين قصورهم في حين كان قطار الموت بين البصرة وبغداد ينقل جثث آلاف الشهداء يوميا وكانت حفلات الرقص والغناء تصدح في فنادق الدرجة الأولى التي يحضرها المسؤولون وأبناؤهم وكأن شيئا لم يحصل، وكأن الموت لا يحصد كل لحظة أرواح الأبرياء دون جدوى أو هدف.

حلم الناس بالخلاص وبيوم تتغير فيه الأحوال وبأن يأتي إليهم من ينصفهم ويرفع الحيف والفقر والضيم عنهم ، خصوصا ان من جاء في مرحلة ما بعد صدام هم الأحزاب الإسلامية بشقيها السني والشيعي فتوسمنا خيرا بان هؤلاء سيملأون الأرض قسطا وعدلا بعد أن مُلأت ظلما وجورا فما الذي تبيّن؟

تبيّن ان هذه الأحزاب انما جاءت لنفسها ومحاسيبها ونست أنها جاءت من اجل من قتلوا وناضلوا وضحوا لتغيير المشهد الدموي المروع الذي صبغ حياتهم إبان النظام السابق بلون الحزن،تفاجأ الناس بان هذه الأحزاب الإسلامية جاءت لتغرف من كنز عثروا عليه ويانصيب ربحوه بالصدفة اسمه العراق فلم يصدقوا أنفسهم فراحوا يملأون الجيوب ويسمنون الأرصدة ويشترون العقارات في كل عاصمة ومدينة مهمة وكأنهم لم يروا عقارا من قبل.

"الميزانية الانفجارية لا تفرحني"

اليوم نراهم يختلفون حول التصويت على الميزانية وصار بعضهم يفتي بضرورة التصويت والآخر بعدم جواز ذلك.

أنا واحدة من الناس الذين لا يفرحهم لا ضخامة الميزانية الانفجارية وحجمها ولا زيادة التصدير للنفط.

لان النتيجة للمواطن الذي يعاني واحدة، فهل يا ترى هنالك بند من هذه الميزانية للشباب العاطلين عن العمل وتشغيلهم ؟

وهل هنالك فيها شيء لبناء بيوت للمشردين ومن يسكنون بيوت الصفيح وهلاهيل الريح والذين ينتشرون ويتكاثرون على مزابل العراق وشوارعه وفي كل بقعة بائسة فيه ؟

وهل راعت هذه الميزانية رواتب المتقاعدين ومساواتها بالموظفين وهل شملت الأرامل واليتامى وخصصت لهم سكن وراتب مريح؟

وهل يا ترى خصصت جزء منها لتجديد وتأهيل المدارس والمستشفيات الحكومية او تحديث البنى التحتية وتصريف مياه الأمطار ونظافة المدن؟

والاهم من كل ذلك هل وفرت الماء والكهرباء والتي هي عصب الحياة لأية دولة؟

الحقائق غير النافعة

كل ما نسمعه أن هنالك رواتب مليارية للنواب وحمايتهم ومكاتبهم الإعلامية والسياسية جزاء عدم حضورهم الجلسات ومكافئة لهم لأنهم لم يقدموا مشروعا واحدا في خدمة المواطن .

ونسمع بسلف بناء وأراضي على دجلة للرئاسات والمسؤولين والنواب والوزراء والمستشارين الذين واصلوا البلد إلى ما وصلت إليه جراء مشاوراتهم ( النافعة) ، ونسمع بسلف لبعض النواب والوزراء لتصليح أسنانهم في الأردن ودول الجوار. ونسمع ببناء شقق فاخرة للنواب في أرقى مناطق بغداد إضافة إلى سكنهم في المنطقة الخضراء ومنافع ونثريات للحكومة والرئاسات والنواب والوزراء وحج و ايفادات لا تغني ولاتسمن، ونسمع بنائبات يجرين عمليات التجميل في بيروت وإيران ولندن كما نسمع بوزراء ونواب ورئاسات تشتري العقارات الفارهة في دبي وشرم الشيخ والقاهرة وسوريا ولبنان وإيران ولندن وباريس وكل منطقة مهمة أخرى في العالم إضافة إلى شيء جديد دخل على قاموس الثراء السياسي العراقي هذه الأيام ألا وهي اليخوت ، بل هنالك الأغرب الذي طرأ على رفاهية الحاكم وليس المحكوم ألا وهو تخصيص أموال كبيرة ليشتري النائب قرطاسية يشخبط عليها عندما يتحدث زميل له لا يريد إن يسمعه او ليشتري جرائد يقرأها حضرته ليتسلى او يسمع أخبار العراق منها لأنه غائب ومتغيب دائما عن الجلسات فلا يدري ما يدور حوله.

فلماذا تحدثونا عن الميزانية الانفجارية ولماذا تتوقعون منا أن نهتم لها و بها أو نأبه ان تم التصويت عليها أو لم يتم .

فما نحن إلا ساسة فاشلون وشعب لا يعي ما يريد

فرجاء لا تحدثونا عنها.