1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سنة سوريا والعراق: مخاطر انزلاق طائفي في مواجهة الشيعة؟

ملهم الملائكة٢٧ فبراير ٢٠١٣

عاد التوتر الطائفي ليسود تفاصيل الحياة اليومية في العراق، وفيما يرى كثيرون أن التظاهرات في محافظة الانبار غرب البلد هي امتداد لما يحدث في سوريا، يفسر آخرون ظهور مليشيا جيش المختار بأنه رد الفعل على تلك التظاهرات.

https://p.dw.com/p/17mFq
صورة من: Reuters

"غادر المنطقة الآن وإلا ستواجه عذابا أليما"، هذا التهديد وصل إلى كثير من السنة الذين يسكنون حي الجهاد في بغداد، ممهورا بتوقيع جيش المختار. قائد هذا الجيش واثق البطاط لم يتردد في أن يعلن عبر صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن يوم 25 شباط/ فبراير 2013 في القول "إن منظومة حزب الله سواء بفرعها اللبناني أم العراقي (والتي يعد جيش المختار احد اذرعها العسكرية) ترتبط مباشرة بالسيد الولي الفقيه آية الله خامنئي".

كل ذلك يجري فيما الوضع في سوريا يتجه نحو التخندق الطائفي الواضح الذي بدأت ملامحه تتضح أكثر بعد سنتين من انطلاقة الربيع العربي في بلدان المنطقة. العراقيون يقولون إن بلدهم كان سبّاقا إلى التغيير، وأن الولايات المتحدة التي أطاحت بصدام حسين عام 2003 إنما قلبت بذلك لتوازنات القوى في المنطقة كما قال الناشط والمحلل السياسي العراقي صادق الموسوي في حديث إلى DW عربية مشيرا إلى أن أكراد العراق وشيعته ينظرون بتوجس إلى ما يجري في المنطقة الغربية من العراق " وهم يرون تلازما طائفيا بين العقلية السنية الطائفية في الانبار والعقلية المتطرفة التي تقود أعمال العنف في سوريا ضد الشعب السوري وليس ضد النظام الحاكم". وخلص الموسوي إلى أن أحدا لا يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع، فالمنتصر في المعركة في سوريا هو الذي سيحدد مسار الأحداث وميزان القوى.

Wathiq al-Batat Mokhtar Armee Irak
واثق البطاط قائد ميلشيا جيش المختارصورة من: assafirnews

"الخارطة في الشرق الأوسط تتغير"

منطقة التوتر الأخطر في العراق اليوم هي منطقة الانبار التي تشهد تظاهرات منذ نحو شهرين. الحكومة تتهم المتظاهرين بأنهم يرفعون شعارات طائفية ويطالبون بمطالب - تمس النسيج السياسي العراقي حسب وصف رئيس الحكومة نوري المالكي ، فيما يكاد لا يشك احد في أن تنظيم القاعدة قد استعاد سيطرته على مناطق غرب العراق، إلى درجة  يمكن أن تتطور المنطقة لتصبح ساحة نفوذ مشترك مع تنظيم النصرة في سوريا. والى ذلك أشار الصحفي الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط شتيفان بوخن ، في حديث إلى DW عربية  معتبرا أن "الخارطة في الشرق الأوسط تتغير، وتوجد هناك حرب مذهبية طائفية شاملة بين أهل السنة وبين الشيعة في الشرق الأوسط عموما وفي الهلال الخصيب بالذات".

تتركز اغلب مصادر النفط وموارد الثروة في جنوب ووسط العراق، وهذا يحرم مناطق غرب العراق السنية من أي موارد ، وهذا بالذات قد يكون سببا مهما في امتناع تلك المناطق عن المطالبة باستقلال فيدرالي عن حكومة المركز- وهو أمر لا يتعارض مع الدستور-، وقد ربط شتيفان بوخن مرة أخرى ذلك بالصراع في الشرق الأوسط معتبرا أن الموارد الطبيعية وتوزيعها تشعل مزيدا من الصراعات في هذه المنطقة " وإن أهل السنة في العراق يصعب عليهم أن يتنازلوا عن موارد العراق الوافرة ، وقد تشتعل الحرب مع الحكومة المركزية للسيطرة على هذه الموارد".

"الجيش العراقي اليوم أكثر تنظيما وقوة"

لكن بعض المتخصصين في الشأن العراقي لا يرون الصورة بهذه القتامة ، بل إنهم يعتقدون أن العراق اليوم قد اختلف جذريا عما كان عليه بين أعوام 2005 و2008، حيث اشتد الصراع الطائفي، ويذهبون إلى أن ما يجري من تظاهرات وسجال بين النخب السياسية هو جزء من لعبة الانتخابات المقبلة.

وفيما تشهد بغداد والمدن الأخرى هجمات دموية منسقة يعلن تنظيم ما يسمى بدولة العراق الإسلامية مسؤوليته عنها، فقد قال الخبير السياسي صادق الموسوي أن "الجيش العراقي اليوم أكثر تنظيما وقوة، ما يؤهله للتصدي لأي جهة تريد أن تؤجج حربا"،  جاء ذلك في معرض رده على احتمال أن تقوم عناصر من المتشددين وتنظيم القاعدة بشن هجمات على المناطق الشيعية في بغداد والمدن الأخرى.

ARCHIV Sadr City Bagdad Irak Bombenanschlag
التفجيرات عادت تجتاح المناطق الشيعية في العراق.صورة من: AFP/Getty Images

وفي إشارة إلى مسار العملية الديمقراطية في العراق اعتبر الموسوي أن الغزو الطائفي المراد له ان يصل الى العراق من سوريا لن يؤثر على العملية السياسية في العراق، لأن "الخطاب الطائفي الذي ساد تظاهرات المنطقة الغربية قد يقوي العملية السياسية رغم نواقصها".

"الديمقراطية في العراق أوصلت الأكثرية الشيعية إلى السلطة"

وتجري في العراق منذ 10 سنوات انتخابات حرة نزيهة إلى حد كبير، كما توجد حياة نيابية ودستور شبه مستقر، لكن أداء المؤسسات الديمقراطية ومؤسسات السلطتين التنفيذية والقضائية ما زال ضعيفا وهشا للغاية، كما أن الفساد ينخر بنية وميزانية تلك المؤسسات. لكن الصحفي الألماني شتيفان بوخن، اعتبر أن المهم هو نتيجة هذه الانتخابات التي أوصلت إلى السلطة أحزابا شيعية توالي إيران "وهذا يعني أن الأمريكيين لم يحققوا هدفهم من إسقاط نظام صدام حسين في "أن يحولوا العراق إلى دولة ديمقراطية موالية للغرب".

Irak Baquba Anti-Regierungs Demo
تظاهرات في ديالى ضد الحكومة،صورة من: Reuters

بوخن أكد من جانب آخر "أن الديمقراطية في العراق تحققت في جانب واحد، حيث ان الطائفة الشيعية التي هي أكثرية سكان هذا البلد قد أضحت تسيطر على السلطة في هذا البلد بفضل صناديق الانتخابات"، مشيرا إلى ان الشيعة اليوم هم الذين يحددون مسار السياسة في هذا البلد، وقد قاد هذا المسار إلى تحالف مصيري مع إيران.

والى هذا ذهب الخبير صادق الموسوي، معتبرا أن التحالف الشيعي العربي مع إيران أضحى اليوم حتمية تاريخية  وجيوسياسية معتبرا "أن الشيعة وسط النار وإذا وقفوا ضد إيران لإرضاء دول المنطقة، فإن هذا لن ينفعهم لأن هذه الدول تنظر إلى شيعة العراق والمنطقة بمنظار طائفي"، وتساءل الموسوي في الختام" في ظل روح العداء الطائفي السائدة في المنطقة ماذا تبقى لشيعة العراق غير إيران كقوة يستندوا عليها للتصدي للهجمة الطائفية؟ ".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد