1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا ملاذ ومعبر لتنظيم القاعده

٤ نوفمبر ٢٠٠٨

جاسم محمد

https://p.dw.com/p/FnG5

سوريا ملاذ ومعبر لتنظيم القاعده

استهدفت عمليه الكومندوس للقوات الاميركيه داخل الاراضي السوريه بعمق 15 كلم سمسار القاعده المدعو ابو غاديه ( بدران تركي هيشان ) المطلوب للاداره الاميركيه بتهمه تهريب مقاتلي القاعده ومسلحيين الى داخل الاراضي العراقيه عبر منطقه البو كمال الحدوديه والذي تم تجميد امواله من قبل الخزانه الاميركيه سابقا . والذي كان اجد العوامل وراء تصعيد العمليات لارهابيه في الموصل .

الحكومه السوريه استغلت هذا الحدث لتعبئة الراي العام وقام حزب البعث باخراج تظاهرات لتعبئه الشعب السوري واغلقت المركز الثقافي الاميركي والمدرسه الاميركيه واوقفت اجتماع اللجنه العراقيه السوريه المقرر الشهر القادم واخيرا اعلانها بقطع العلاقات الدبلوماسيه مع العراق وسحب قواتها من الحدود ، من اجل استهداف مشروع الاتفاقيه العراقيه الاميركيه والضغط على الاداره الاميركيه للجلوس على طاوله المفاوضات لتصفيه حساباتها على حساب الدم العراقي .

تعرضت سوريا لاكثر من ضربه منذ عام 1998 واخرها في رمضان وابتلعتها الحكومه السوريه بصمت . لقد غاب عن ذهن سوريا مقتل 23 شرطي عراقي نتيجه مهاجمه مجموعه مسلحه مركز شرطه عراقي في منطقه ال بوكمال انطلقت من داخل الاراضي السوريه قبل ضهر من ذلك؟.

تقارير الاستخبارات الاميركيه والاكاديميه العسكريه الاميركيه تؤكد بان منطقه ال بو كمال الحدوديه مع سوريه با تت ذات اهميه عاليه لتنظيم القاعده ويتسرب منها داخل الاراضي ا لعراقيه / محافظه نينوى اكثر من 150 مسلح شهريا بعد ان طردت عشائر الانبارالقاعده واغلقت المنافذ المؤديه لمحافظتها . هنالك اكثر من 95 شبكه تهريب تمتد بعمق الاراضي السوريه ومنها العاصمه دمشق لضخ المسلحين .

الحكومة السوريه تتجاهل مطاليب العراق بمسك اراضيها وكثيرا ماصرحت " بان اميركا اذا ارادت تثبيت الامن في العراق عليها التفاوض مع سوريا . ومنها تصريحات بشار الاسد قبل سنتين .

هذا التصريح يعكس العري القومي الذي تعيشه سوريا والذي لايتناسب مع شعارات حزبها الحاكم .

استنكر المعلم وزير خارجيه سوريا الضربه واعتبرها انتهاك لسياده سوريا لكن تناسى المعلم حجم النتائج الكارثيه للسيارات المفخخه الجاهزه لقتل العراقيين وتورط المخابرات السوريه ميدانيا بعمليات ارهابيه .

ففي الوقت الذي يؤكد فيه المعلم سياده سوريا على اراضيها يقول بان سوريا غير قادره على مسك حدودها مع العراق! الباحث توني كوردسمان في المركز الاميركي للدراسات الستراتيجيه يقول : " من يدعي السياده ينبغي عليه الحفاظ عليها " . السؤال : كيف تمسك سوريا اراضيها مع اسرائيل لسنوات طويله؟و المخابرات السوريه تعتبر ثاني اكبر مخابرات في المنطقه بعد المخابرات المصريه بحكم تماس الاخيره مع اسرائيل وهي الحكومه الخفيه لحمايه الحزب الحاكم .

ماتريده سوريا هو ابتزاز الاداره الاميركيه على حساب العراق وايجاد ضغط عربي وشعبي لعرقله توقيع الاتفاقيه العراقيه الاميركيه المرتقبه وبتوضيح اكثر : كانت اميركا وسوريا قد وقعتا اتفاق سابق لمراقبه حدودها مع العراق على ان تقوم اميركا بتمويل هذا المشروع وبضمنها تجهيز سوريا باجهزه مراقبه فنيه متطوره الا ان اميركا انسحبت من هذا الاتفاق خشيه من استخدام الاولى تلك التكنلوجيا ضد اسرائيل عند حدود الجولان . ومايؤكد نوايا سوريا السيئه هو تاكيد المعلم بان سوريا اصبحت معبر لمقاتلي تنظيم القاعده والمسلحين للقادمين من شمال لبنان الى شمال العراق ! وصرح مسؤوول اخر بان سوريا تحتجز لديها اكثر من 1560 من تنظيم القاعده منذ غزو العراق 2003 بينهم 99 سعوديا و76 كويتيا !

لماذا تصرح الحكومه السوريه بتلك المعلومات في هذا الوقت ؟ هل تريد سوريا استخدامهم ورقه لجر الاداره الاميركيه بمفاوضات جديده وسحب ماتستطيع من تمويل اميركي لمراقبه الحدود السوريه ؟ ام تريد ابعاث رساله من جدد لتنظيم القاعده للتفاوض على معتقليهم والبقاء على نقل عمليات القاعده خارج الاراضي السوريه باتجاه العراق؟ في كلا الحالتين الدم العراقي هو ثمن للامن القومي السوري .

بعض الاراء تعطي الحق لمثل تلك الضربات العسكريه بعمق اراضي الدوله الاخرى عندما تكون اراضيها نقطه انطلاق لاعمال مسلحه وهذا ما تقوم به الحكومه التركيه داخل الاراضي العراقيه بمطاردتها حزب العمال الكردي . وبالتاكيد ان الاستخبارات الاميركيه سبق لها ان استشارات لجنه الاستخبارات في الكونغرس او الخارجيه لكي لاتضع نفسها في موقف محرج وموضع انتقاد من قبل الراي العام الدولي لاسيما ان اميركا تمر هذه الايام بازمه ثقه بين اضدقائها في المنطقه .

برغم تحفظاتي على اداء السي اي ايه والتي شهدت بعض الاخفاقات فان هذه العمليه كانت ناجحه بتحقيق هدفها باستهداف ابو غاديه والتي سبق للخزانه الاميركيه ان جمدت امواله لما يقوم به من تهريب لمقاتلي القاعده داخل العراق . هذه العمليه وصفها بعض المراقبون بانها رساله انذار توديعيه للرئيس بوش والتي ممكن ان تدخل في خانه دعمه لخلفه مرشح الرئاسه الاميركيه الجمهوري ماكين برغم ان الاستخبارات الاميركيه بررت اختيار توقيت العمليه كون ابو غاديه هدف متحرك . هذه العمليه شابهتها عمليه اغتيال احد القاده الميدانيين من طالبان عمر خان داخل الاراضي الباكستانيه مع حدود افغانستان بواسطه اطلاق صاروخ . هذه الطريقه من العمل تعتبر نموذج باداء الاستخبارات الاميركيه وابرزها عمليه اغتيال ابو علي الحارثي الرجل الاول في تنظيم القاعده في اليمن / محافظه مارب 2002 . تعتمد اميركا في مثل هذه العمليات على مصادرها البشريه وخاصه من اللذين تم اعاده تجنيدهم من تنظيم القاعده في سجون السي اي ايه( عميل مزدوج ) ليكون قريب من صنع القرار واعطائه اشاره عكسيه لضرب الهدف . وباتاكيد الاهداف المتحركه تكون اصعب في متابعتها من الاهداف الثابته ومنها المنشات لكنها تبقى عمليات نوعيه في ملف السي اي ايه .

جاسم محمد

jassimasad@hotmail.com