1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عدي وفدائيو صدام و سوات

حسن الخفاجي٤ يوليو ٢٠١٣

يقارن حسن الخفاجي وضع الرياضة العراقية بين ما كان عليه في عهد عدي وزبانيته وبين ما صار إليه في ظل دولة القانون التي صارت قوات سوات - كما يقول - ذراعها الدموي وسوطها المسلط على الرياضيين.

https://p.dw.com/p/191tU
صورة من: AP

في عام ١٩٩١ كنت في ملعب نادي الشرطة أتابع مباراة جمعت بين فريقي الجيش والشرطة ضمن بطولة سميت حينها "بطولة أم المعارك" . ذهبت بصحبة المدرب الكروي عبد الإله عبد الحميد الذي كان يحمل رتبة عميد ويعمل مدربا لفريق نادي الجيش، ذهبنا إلى ابن عم صدام عز الدين المجيد. كان شابا يحمل رتبة ملازم أول على ما اعتقد ، كان مسؤولا عن حماية الملعب. اشتكيت عنده من تجاوزات بعض المراتب الذين استفزوني واسمعوني كلاما بذيئا ، قابلنا بوجوم ولم يعاملنا باحترام ، وبعدما سمع عز الدين المجيد شكواي قال لي : " ول روح اذبح ذبيحة لان الحماية مطايا جان لازم يجتلوك" !.

لان الله أمد بعمري وبقيت على قيد الحياة وما "جتلوني"، وهرب عز الدين المجيد مع حسين كامل ولم يرجع معه ليقتل وظل هاربا ، تبخر صدام وحكومته وربعه ، طوال هذه الفترة وحادث الاعتداء والتجاوز ماثل أمام ناظري.

"ضبط الشعب نفسه أمام تهور البعض من قوات الأمن"

الحماية "الماجتلوني" هربوا بالملابس الداخلية من القصر الجمهوري ولم يواجهوا دبابتين أمريكيتين وقفتا على الجسر، ومن ثمة دخلت إلى قصر "الماجتلوني" ، لكنهم قتلوا الكثير من العراقيين .

لا أريد أن أعيد تجاوزات عدي وكلابه من "الجتاله" على الرياضيين لان جل العراقيين يعرفونها.

كان عدي يسجن اللاعبين ويعذب بعضهم ويذل آخرين ، لكنه لم يفعل مثلما فعلت سوات في ملعب كربلاء .

لأننا نعيش في دولة يحكمها القانون ولان رئيس قائمة دولة القانون السيد المالكي هو رئيس وزراء العراق ، وهو أعلى منصب لسلطة تنفيذية في عراق ما بعد "الجتاله" .يجب أن يكون القانون هو الفيصل ، وعلى قوى الأمن ان تتحلى بضبط النفس بتعاملها مع الشعب. لا أن تجري الأمور معكوسة ويضبط الشعب نفسه أمام تهور البعض من قوات الأمن !.

سوات وفدائيو صدام: تشابه وافتراق

لا اعرف خلفيات مقتل مدرب نادي كربلاء على أيدي قوات حماية الملعب من وحدات تسمى سوات ، لغاية ألآن اجهل وهذا ليس عيبا .

معنى أو رمزية اسم سوات المختصر لأربعة أحرف انجليزية هي (swat) ، في رحلتي المختصرة للبحث عن سوات على أكتاف الخال غوغل ،عثرت على صفحة لهم على الفيس بوك يعلوها شعارا كتب فيه "من يتعامل معي باحترام احترمه ومن لا يعرف الاحترام يسرني أن اعلمه " لكنهم لم يكملوا الجملة ، بأي طريقة يعلمون الآخرين الاحترام !؟

هل ضرب العصي والتجاوز بالركل هي طريقتهم لتعليم الآخرين الاحترام؟.

هل لنا أن نسأل: لماذا كان تعاملهم مع المدرب المحترم محمد عباس غير محترما ؟. لأننا ملدوغون ممن يرتدون البدلات السوداء وأقنعة تغطي وجوههم الذين كانوا يسمونهم فدائيو صدام، ويرتدون اليوم الملابس والأقنعة ذاتها يسمون اليوم سوات، فإننا نخشى من تطابق أفعال الطرفين ، ما نخشاه حصل في ملعب كربلاء.

مهما حدث في ملعب كربلاء ومهما كانت الأسباب الموجبة لتدخل قوات الأمن لا يبرر لقوات سوات أن تفعل هذه الفعلة.

اقدر الدواعي الأمنية لحضور قوات سوات إلى ملاعب الكرة ، لان روح التمرد والفلتان طغت في بعض الملاعب ، لكن هذا لا يعني أن تستخدم هذه القوات القوة المميتة ضد رياضيين أبرياء عزل .

إلا أن يكون مدرب ولاعبو كربلاء كانوا يحملون أسلحة كاتمة ، أو يرتدون أحزمة ناسفة وهذا لم يحصل طبعا .

قرار الاتحاد جاء هزيلا

لو ان اللجنة الاولمبية اتخذت قرارا كأن يكون إيقاف النشاطات الرياضية لحين استكمال التحقيق بالقضية وتقديم الجناة إلى العدالة ، القرار الهزيل لاتحاد الكرة الذي ترك قاعدته خلفه وجاء قراره متناغما مع مواقف الحكومة .

قرار اتحاد الكره تناوله غيري من الكتاب لا أريد الخوض فيه .اتحاد الكرة يمر بحالة استرخاء لان جل أعضائه يسترخون في مرحلة شم نسيم عليل ووناسة في تركيا مع منتخب شباب العراق، تماشيا مع المثل العراقي:

"وبحجة الدخان أبجي أعله كيفي" . وزارة الشباب واللجنة الاولمبية واتحاد الكرة صامتون صمت المقابر وكأن الموضوع لا يهمهم !.

استنكار رئيس الوزراء للجريمة لا يداوي جروح المصابين ولا يعوض عن فقدان مدرب كربلاء محمد عباس .

المطلوب إعادة تأهيل قوات الأمن التي تتعامل مع الشعب ، لان هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة مالم يعاقب الجناة و تتخذ إجراءات رادعة.

أدعو الأندية الرياضية إلى وقفة حازمة بإيقاف أنشطتها الرياضية إلى حين.

الغريب والمفارقة أن القتل المشاع في زمن القمع الصدامي ، كان في الشوارع والمدن والسجون والمقابر الجماعية والحروب ، لكننا لم نسمع إطلاقا ان "الجتالة" في زمن صدام قتلوا رياضيا أو مدربا في ملعب كرة أمام أنظار المشاهدين ، الغريب ان سوات فعلتها في زمن "الديمقراطية".

أي يكون السبب ، فان فعلة سوات مدانة وفعلتها امتداد لأرث عدي.

نقول لسوات والمسؤول عنهم :إن فدائيي صدام وعدي لم يفعلوا فعلتكم النكراء.هل استبدل نظامنا الديمقراطي فدائيي صدام بسوات؟

الشعوب الحية لا تضام وأمامنا الشعب المصري دليلا