1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

علماء ألمان: علاج طنين الأذن بالموسيقى

١٢ يناير ٢٠١٠

رغم أن طنين الأذن لا يعتبر مرضا بالمعنى المتعارف عليه للأمراض، إلا أنه قد "ينغص" حياة المصاب به أكثر من أمراض أخرى. وبسبب كثرة أسباب الإصابة به واختلافها، فإن العلم مازال حائرا في تفسيره وإيجاد العلاج للحالات المزمنة.

https://p.dw.com/p/LQmp
كثير من شباب اليوم يلحقون الأذى بسمعهم بسبب الموسيقى الصاخبة.صورة من: Linz09

يري فريق من العلماء الألمان أن العلاج بالموسيقى المعد بشكل خاص يمكن أن يخفف من أعراض طنين الأذن المزمن الذي يصيب الملايين من الناس في أنحاء العالم. وتقول حكمة تقليدية إن مستوى الضوضاء في المدن الكبرى يساهم في الواقع في الإصابة بمرض طنين الأذن الذي يؤثر أساسا على الأشخاص متوسطي العمر وكبار السن في الدول الغربية .

ويعاني نحو 20 في المائة من الأشخاص الذي تتراوح أعمارهم بين 55 و65 سنة من أعراض تتضمن أصوات دقات أو سماع أزيز مستمر في الأذنين. واكتشف الباحثون في جامعة فيستفاليا فيلهيلمز بمدينة مونستر الألمانية تحت إشراف الدكتور كريستو بانتيف إمكانية تخفيف ذلك الطنين من خلال صوت يدار بعناية من الترددات غير تلك التي تسبب الطنين.

العلاج بالتجاهل والتوهم

Montage Beethoven und Elise
الموسيقار لودفيغ فان بيتهوفن مؤلف العديد من السيمفونيات المشهورةصورة من: picture-alliance/ dpa / DW Montage

ومن الناحية الجوهرية، تمكن العلماء من تهيئة عقول المرضى "لتجاهل" ترددات الطنين والتركيز فقط على ترددات الموسيقى الجميلة. وفي دراسة استمرت عاما كاملا في معهد البحوث المغناطيسية البيولوجية وتحليل الإشارات البيولوجية بالجامعة، تمكن الدكتور بانتيف ومساعدوه من تحويل أعراض الطنين والذي وصفه بأنه " إعادة تنظيم القشرة السمعية غير المتلائمة".

وبتدريب المخ على الاستماع فقط إلى الترددات الجميلة، ظهر أن التأثير الجانبي الإيجابي يتمثل في أن المخ يعطي اهتماما أقل لأعراض الطنين "غير المتلائم". وكتب بانتيف "بعد 12 شهرا من الاستماع المنتظم أظهرت مجموعة المرضى المستهدفة انخفاضا ملحوظا لصوت الطنين الوهمي وأظهرت بشكل متلازم نشاطا منخفضا في مناطق القشرة السمعية التي تتجاوب مع تردد الطنين مقارنة بالمرضى الذين تلقوا علاجا موسيقيا مكتسبا وهميا".

عرضٌ وليس مرضاً

23.12.2009 DW-TV FIT UND GESUND Stress 2
تلعب الضغوط النفسية دورا كبيرا في الإصابة بطنين الأذن.صورة من: DW-TV

وطنين الأذن من الناحية الفنية ليس مرضا ولكنه مجرد عرض لعدد كبير من الأسباب المحتملة تبدأ من وجود تلف بالأذن أو عدوى بها أو حتى التعرض لفترة طويلة للضوضاء الصاخبة أو لاضطرابات عاطفية شديدة. وبغض النظر عن السبب المؤدي لطنين الأذن فإن المصابين يقولون بأنه يمنعهم من النوم والتركيز أو حتى التمتع بالحياة.

وفي حين أن معظم المناقشات عن طنين الأذن تميل إلى تأكيد الآليات الجسمانية فإن هناك دليلا قويا على أن مستوى إدراك الفرد لطنين الأذن لديه يمكن إرجاعه إلى عوامل ذات صلة بالضغوط النفسية، ومن ثم يجب الاهتمام بتحسين حالة الجهاز العصبي بشكل عام واستخدام وسائل علاج تدريجية وطويلة المدى.

وتتبع العلماء هذا المسار من العلاج وطلبوا من المرضى التركيز على الأصوات الجميلة. وبعد عام من الاستماع إلى الأصوات المفضلة، أفاد الأفراد الخاضعون للاختبار بحدوث انخفاض ملحوظ في صوت طنين الأذن. بل إن صور أشعة المخ كشفت عن انخفاض نشاط القشرة السمعية المتجاوبة مع تردد الطنين. وكتب بانتيف في هذا الإطار "إن هذه النتائج تشير إلى أن صوت طنين الأذن يمكن تقليله بشكل ملحوظ من خلال علاج موسيقي ممتع وقليل التكلفة ومعد بشكل خاص.

(ع. ع./ د ب أ)

مراجعة: طارق أنكاي