1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"على المؤتمر الدولي حول سوريا التركيز على الوضع الإنساني"

كيرستن كنيب/ طارق أنكاي ٢٣ مايو ٢٠١٣

حذر يواخيم هورستر، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، في حوار مع DW، من المبالغة في الآمال المعقودة على المؤتمر الدولي حول سوريا، داعيا إلى جعل تأمين المساعدات الإنسانية أهم أهداف المؤتمر.

https://p.dw.com/p/18cq7
صورة من: picture-alliance/dpa

 DW: سيد هورستر، يجري الإعداد لمؤتمر دولي جديد حول سوريا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. ما هو تقييمكم لهذه المبادرة؟

يواخيم هورستر: إنه تقدم كبير أن يتم التخطيط عموما لعقد مثل هذا المؤتمر في ضوء الطريقة التي تتصرف بها أطراف النزاع. فحتى الآن كانت الشروط المسبقة فقط تطرح في مثل هذه المناسبات. فأحد الأطراف يشترط رحيل الأسد قبل بدء المفاوضات، بينما يقول الطرف الآخر "إننا لا نتفاوض مع الإرهابيين". وهكذا اتخذ كل من الطرفين مواقف كان يصعب التقريب بينها. وفي حال انعقد المؤتمر، فسيكون قد تم تحقيق تقدم كبير.

وما هي الآمال التي تعلقونها على هذا المؤتمر؟

ينبغي ألا يكون هدف المؤتمر في بادئ الأمر تحقيق حلول سياسية، فهو أصعب مهمة على الإطلاق. وعوضا عن ذلك يجب دفع طرفي النزاع باتجاه وضع يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب، فهي من أكثر الأمور إلحاحاً. لكن ذلك يبقى مرهون بمدى ضمان عمل الإمدادات وتوفير المواد الغذائية في المخازن بشكل كاف وأيضا بمدى القدرة على ضمان الخدمات الطبية. كما ينبغي أيضا أن تكون مسألة حماية المدنيين في صلب اهتمام المؤتمر.       

هل تتوقعونأن ينجح المؤتمر في جمع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات؟

من المحتمل تحقيق تقدم إذا ما تم النجاح في وضع الجانب الإنساني في المقام الأول – ولا يمكن لأحد أن يعارض ذلك لأن كل أطراف النزاع تدعي الحرص على وضع حد للكارثة الإنسانية. وحتى الأسد نفسه لم يتعامل بسلبية فقط مع المؤتمر الدولي حول سوريا. لقد رحب بعقده لحل الأزمة السورية، لكنه لم يعلق آمالا على قدرته على التوصل إلى نتائج معقولة. وهناك فرق، حين أقول لا أريد مؤتمرا أو عندما أعتبره مساعدا لكني أشك في أن تكون نتائجه مفيدة.

بالنسبة للمعارضة كانت لدينا دائما صعوبات في تحديد هوية الفاعلين: من هؤلاء الأشخاص؟ ومع من نتفاوض؟ وما هو التفويض الذي يملكه هذا الشخص؟ وهل هو مخول للحديث باسم قسم من المعارضة؟ هل يمكنه أن يشرك أيضا الجهاديين الذين يقاتلون ضد النظام؟ إنها أسئلة يجب الإجابة عنها. لكن ينبغي على المرء ألا يصاب بالفزع بسبب هذه الصعوبات.

Syrien Konflikt Krieg Bürgerkrieg Zerstörung
جانب من الدمار الذي لحق بالمدن السوريةصورة من: Reuters

لم تبد روسيا حتى الآن أي مرونة فيما يتعلق بهذا الصراع. هل تعتقدون أنه بالإمكان – وأيضا بدعم ألماني- دفع الحكومة الروسية إلى تقديم تنازلات؟ 

هذا ممكن. أعرف أن العديد من السياسيين الألمان استخدموا علاقاتهم لدفع روسيا لتغيير موقفها كما بينوا لموسكو أن استخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لن يحل المشاكل. فاستمرار المشاكل يمكنه أن يشعل منطقة الشرق الأوسط برمتها. أعتقد أن الروس ينظرون للأمور بنفس الطريقة. ربما يتعين علينا أن نرسل إشارات بشكل أقوى إلى روسيا بأننا نعتبرها شريكا حقيقيا في المنطقة وأننا نرغب في أن نتوصل معا إلى حل للأزمة قبل أن يرغمنا آخرون على ذلك.

لا تلعب القوى العظمى فقط دورا مهما في هذا الصراع، إذ أن هناك لاعبين إقليميين أيضا. أحد الحلفاء المهمين لسوريا هي إيران. فمما يجب أن نكون حذرين لو أردنا إشراك إيران في هذه الجهود؟

إذا كان الهدف هو التوصل إلى حل للوضع الإنساني في ضوء التحالف بين إيران وحزب الله وسوريا،  بحيث تتوقف على الأقل أعمال العنف والقتل، يجب علينا إذن ألا نربط بين هذه الغاية وبين إيجاد حل لمشكلة البرنامج النووي الإيراني. وإلا فعلينا إنهاء المفاوضات حالا، لأنها لن تسفر عن نتائج. لذا علينا أن نفصل بين المشكلتين.

يثير الجهاديون الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة قلق الدول الغربية بالدرجة الأولى. ما هي انطباعاتكم عن هذه القوى؟ 

 إنه من الصعب جداً تحديد هوية مختلف الفاعلين على الأرض. الأمر هنا أيضا مرتبط بشكل قوي بفتح ممرات آمنة أمام المساعدات الإنسانية. فمن يريد إنهاء معاناة الشعب السوري نتيجة هذه الحرب عليه أن يفتح الطريق أمام وصول الخدمات الإنسانية إليه. هنا سيتضح أيضا فيما إذا كان الأمر لدى هؤلاء الجهاديين والإسلاميين يتعلق بأشخاص يسعون إلى خدمة الشعب السوري، كما يدعون، أم أن هدفهم هو إقامة إمارة إسلامية.

وفي هذا السياق فإن كيفية تصرف دولة إسرائيل لفي غاية الأهمية. مؤخرا شهدت المنطقة توترا من جديد، بيد أن كل الأطراف تحاول تقييم الأمر بحذر وبدون مبالغة. وفي إسرائيل نفسها هناك رأي سائد يقول من الأفضل التعامل مع شيطان معروف كالأسد بدلا من شيطان غير معروف، قد يحمل صبغة إسلامية متطرفة أو جهادية.

كيف يمكن لألمانيا أن تساهم بشكل ملموس في إيجاد حل لهذا الصراع؟

يخطر في بالي هنا على وجه الخصوص المساعدات الإنسانية - ربما تقديم خدمات في المجال الطبي أو أيضا في مجال إمدادات المياه. فهذا الأمر مهم جدا في مخيمات اللاجئين الكبيرة والمدن التي لحق بها دمار شديد. في هذا المجال يمكننا أن نقدم القسط الأكبر من المساعدة.

في الحقيقة لم يعرف الكثيرون في ألمانيا أن الوكالة الألمانية للإغاثة الفنية THWأعادت بناء شبكة مياه الشرب التي تضررت في جنوب لبنان جراء حرب صيف 2006. لذلك يمكننا إنجاز الشيء الكثير في هذا المجال. 

يواخيم هورستر، عضو في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (بوندستاغ) عن الحزب المسيحي الديمقراطي، وهو عضو في الجمعية البرلمانية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSZE) أيضا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد