1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"غسيل الكلى أنقذ حياتي"

غودرون هايزه/ تقى هلال٢٣ أغسطس ٢٠١٣

تتولى الكليتان مهمة تخليص الجسم من السموم وإخراجها منه عبر البول. كما أنها المسؤولة عن توزيع الماء والأملاح في جسم الإنسان. وحين تفشل الكلى في القيام بهذه الوظائف، فلا بد من غسيل اصطناعي لهما.

https://p.dw.com/p/19SMr
ten Caption ARCHIV - Eine Dialyse-Patientin sitzt an einem Dialysegerät angeschlossen in einem Behandlungsraum des Universitätsklinikum Carl Gustav Carus Dresden und erhält eine Blutreinigung, aufgenommen am 16.01.2013. Mit einfacher gesundheitlicher Vorsorge könnten nach Ansicht des Rostocker Nierenexperten Steffen Mitzner viele dialysepflichtige Nierenerkrankungen vermieden werden. Foto: Arno Burgi/dpa (zu dpa/lmv "Nierenexperte: Mit mehr Vorsorge Dialyse verhindern " vom 10.05.2013 +++(c) dpa - Bildfunk+++
Dialysegerätصورة من: picture-alliance/dpa

منذ 40 عاماً يغسل ويلي كولر كليتيه ثلاث مرات أسبوعيا لحوالي ثماني ساعات في كل مرة. كل هذا من أجل استبدال ما توقف جسده عن إنجازه، أي تنقية الدم.

صدم كولر حين أبلغه الطبيب، وهو في سن الخامسة عشرة، بتلف كليتيه بعد مدة أقصاها ستة أشهر. في البدء استسلم كولر وامتنع عن مغادرة المنزل، لكن ذلك تغير بعد حين. "اكتشفت أن غسيل الكلى ليس حكماً بالإعدام، بل على النقيض تماماً. حينها فقط أدركت سريعاً أن آلية غسيل الكلى المدعوة "الديال" أنقذت حياتي".

"الديال" بديلاً عن الكليتين

لا ينقل الدم المواد المغذية فحسب، بل أيضاً السموم الناتجة عن تبادل هذه المواد. تنقي الكليتان الدم من هذه السموم وتخلص الجسم منه عبر البول. وتقوم الديال بهذه المهمة عند الأفراد الذين يعانون من فشل أو خطأ كلوي، إذ يتم ضخ الدم من الجسم عبر خراطيم صناعية موصولة بجهاز تنقية الدم. ويتكون الأخير من أغشية سائلة يرشح الدم عبرها ليخرج من الجهة الأخرى نظيفاً خالياً من السموم ليتم إرجاعه مرة أخرى إلى الجسم. يذكر أنه لا بد من تكرار هذه العملية ثلاث مرات أسبوعياً للمريض الواحد.

Dialysis machine and patient
ثلاث مرات في الأسبوع يتوجه مرضى الكلى إلى مراكز غسيل الكلى.صورة من: AP

الحاجة للمساعدة

حوالي 80.000 مريض يعالج في ألمانيا بالديال. 85- 90% منهم تتم معالجتهم في مركز الديال للدم، وفي حالات نادرة تجري العملية ذاتها في المنزل. وقد خضع كولر مرة واحدة فقط إلى الديال المنزلي، إلا أن سلبياته طغت على إيجابياته على حد قوله: "في غسيل الكلى المنزلي تتولى أنت الاهتمام بكل شيء من بناء الجهاز وحتى إدخال الإبرة بالوريد بمساعدة شريكك. لابد من تواجد شريك لك لإتمام العملية".

انطلاقاً من إيمانه بأن غسيل الكلى قد يشكل عبئاً على الشريك،، لم يرغب كولر بإشراك شريكه بالعملية، مصراً بذلك على اعتماده على ذاته. لذا يجد نفسه في صراع بين اعتماده على ذاته أو على غيره. ولكن لا بد للمريض من بذل الجهد لغسل كليتيه بذاته: "الأمر بسيط جداً بالنسبة للمريض: لا بد لي من غسل دمي وإلا سأموت".

إدخال الإبرة بالوريد بطريقة احترافية أمر لا بد منه في عملية الديال، فمن أجل السماح بتمرير أكبر كمية ممكنة من الدم في أقصر وقت، يجب على الجرح الناتج عن الإبرة أن يكون كبيراً بالحجم المناسب. وتخدم العملية المدعوة "شنت" في تحقيق هذا الأمر، إذ يتم وصل الوريد بالشريان في الساعد من خلال عملية جراحية صغيرة.

يوضح البروفيسور ديتر باخ، من مركز الكلى في كريفيلد، الهدف من طريقة "شنت" المعروفة منذ الستينيات: "هذه الطريقة تسمح بتكبير وتوسيع وتطويل وتحسين تدفق الدم الوريدي".

02.05.2012 DW FIT UND GESUND Internetstills Was leisten die Nieren
تنقي الكلى دمنا من السموم وهي مسؤولة عن توزيع الماء والأملاح في أجسامنا.

الآثار الجانبية للديال

لكل نوع من الديال آثار كبيرة على حياة المرضى، وهذه الآثار مرتبطة بمواعيد الغسل أو الديال ومكان المركز المسؤول عن العملية أو المنزل. كما أن لكل نوع من أنواع غسيل الدم آثار جانبية وخسائر كبيرة. ويقول المريض بالفشل الكلوي مايكل كيتنر: "يترتب على غسيل الكلى مستويات سالبة من مخزون الكالسيوم والفوسفات في الجسم. ولذا يرتفع احتمال إصابة المريض بهشاشة العظام وترسبات في الأوعية الدموية والمفاصل". يذكر بأن كيتنر قام بأول غسيل للكلى وعمره 17 عاما.

وبعد سنوات من الانتظار، تمكن كيتنر من الحصول على كلية جديدة والتي رافقته 10 سنوات بكفاءة، لكنه اليوم يحتاج إلى غسيل دمه من جديد باستخدام طريقة الديال. إلا أن طبيعة عمله كاختصاصي كمبيوتر تمنعه من الحضور ثلاث مرات أسبوعيا لساعات عديدة في المركز المختص.

لذا يعتمد كيتنر في تصفية دمه من المواد السامة على طريقة غسيل الكلى البيريتوني. ويتطلب هذا النوع من الغسيل إجراء عملية بسيطة لوضع قسطرة عبر جدار البطن. هذه القسطرة مهمة لعمل الغسيل ويمكن تثبيتها في جدار البطن تحت المخدر الموضعي.

تتبع طريقة غسيل الكلى البريتوني أسلوب التنقية، فعن طريق القسطرة يتم إدخال سائل الغسيل البريتوني مرتفع الضغط الاسموزي إلى البطن. ويفصل السائل عن الدم الغشاء البيريتوني المحيط بالأمعاء. وتتحرك السموم الضارة والسوائل الزائدة عن الحاجة من الدم باتجاه السائل البريتوني نتيجة لاختلاف الضغط الاسموزي بين الدم والسائل ثم يتم سحب السائل البريتوني من البطن واستبداله بآخر جديد. وبهذه الطريقة، لا يسمح للبكتيريا وغيرها من المواد الضارة البقاء في الأنابيب. ويتم إجراء هذه العملية ليلاً لمدة ثماني ساعات وعلى مدار سبعة أيام بالأسبوع.

الديال في البلاد النامية

حوالي 7% فقط من مرضى الغسيل الكلوي يعتمدون على النوع البريتوني في ألمانيا. لكن هذا النوع مثير للاهتمام في المناطق النامية والمناطق التي لا توفر الرعاية المرافقة للديال، فبعد تدريب المريض على إجراءات هذا النوع من الغسل، لا يحتاج إلى زيارة الطبيب أو المسؤول الصحي سوى مرة كل بضعة أسابيع. "يكثر استخدام الغسيل البريتوني في أمريكا الجنوبية. أما القارة الإفريقية، فلا زال الاهتمام بالديال فيها قليلاً"، يقول البروفيسور ديتر باخ.

Titel: Professor Dieter Bach Bildunterschrift: Professor Dieter Bach ist Nierenspezialist Bildbeschreibung: Portrait-Foto von Prof. Dieter Bach Foto: Professor Dieter Bach
البروفيسور ديتر باخ من مركز الكلى في كريفلدصورة من: Dieter Bach

تلعب عملية إزالة السموم عبر الغسيل البريتوني في أستراليا دوراً كبيراً، إذ تكثر هناك المشاكل المتعلقة بهذا الشأن بسبب بعد المسافات، كما يقول باخ: "من الصعب على مرضى المناطق النائية الوصول إلى مراكز غسيل الكلى ثلاث مرات بالأسبوع".

السفر مع أجهزة الديال

توفر جهاز متنقل للديال سوف ييسر على المرضى حياتهم بشكل هائل، وقد طورت شركة أمريكية قبل عامين هذا الجهاز، إلا أنه شديد الحساسية والكلفة وفقاً لباخ.

أما بالنسبة لأخصائي الكمبيوتر المهتم بممارسة عمله مايكل كيتنر، فيقول: "بدأت بالفعل بالاعتماد على ذاتي في إجراء العملية حتى ألهي نفسي عن المرض بالعمل. لست أدري ما قد أفعل إذا فقدت هذه القدرة". في ألمانيا وأوروبا عامة، تتوفر مراكز غسيل الكلى بكثرة، وهو ما قد يساعد المريض في سفره. لكن السفر خارج أوروبا أصعب، حيث لا بد من تحضير وتنظيم مسبق. ورغم كل هذه الصعوبات، فإن ويلي كولر وجد طريقه لرؤية العالم: "أبعد المناطق التي وصلتها كانت بالي، ومن ثم موريشيوس وتونس ومصر وتايلاند وكافة البلاد الأوروبية: فرنسا وهولندا وإيطاليا". لكنه حتى اليوم لم يصل إلى الولايات المتحدة وأستراليا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد