1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فضيحة تجسس تهز حلف الناتو والاتحاد الأوروبي

١٩ نوفمبر ٢٠٠٨

جاسم محمد

https://p.dw.com/p/Fy5X


كان هيرمان سسم يقوم بجمع المعلومات السريه حول منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لصالح الروس ولسنوات عديده .وهذه القضيه تعتبر كارثة بالنسبة لبروكسل / الحلف الاطلسي بل عودة الى الحرب الباردة.

المحققون ذكرو بان العميل هيرمان سسم البالغ 61 عاما كان يرسل رسائل الى الروس بواسطه جهاز راديو الكتروني بعد ان تم تحويله وكانه يعود الى ايام الحرب البارده وليس لعصرنا الحاضر .

هيرمان سسم هو مسؤول رفيع المستوى في وزارة دفاع استونيا وكان يزود موسكو بالتقارير منذ سنوات طويله. وبالرغم من اعتقال هيرمان سسم مع زوجته هيتا في تالين عاصمة استونيا يوم 21 سبتمبر فقد ظل هذا الحدث طي السريه حتى الاعلان عنه هذا اليوم.

الجاسوس هيرمان سسم كان معنيا بالمعلومات السريه في استونيا / تالين وعلى اطلاع بالرسائل المتبادله داخل اوربا والناتو والذي كان بدوره يعبرها الى موسكو/ المخابرات الخارجيه المعروفه برمز( اس في ار) ومنها الوثائق الخاصه بازمه كوسوفو وحرب جورجيا وحتى برنامج الصواريخ الدفاعي ، لذا وصفه المحققون بان كشفهم للعميل هيرمان سسم يعتبر صيدا استخباريا كبير .

استونيا هي احدى دول الاتحاد السوفيتي السابق .

وقد توافد على استونيا / تالين عدد من المحققيين من اوربا والناتو لتدارك هذه الكارثه الاستخباريه . وتراس التحقيقات اميركان في الناتو وحصلوا على عدد من الادله التي تثبت خيانة هيرمان سسم .

الحكومه الالمانيه وصفت الحادثه بالكارثه ، اما عضو البرلمان الاستوني جانيوس راهماجي والذي يتراس اللجنه الامنيه فاعرب عن مخاوفه من احداث اضرار تاريخيه (مابين بلاده والناتو ).

وقد شبه المسؤولون في الناتو قضيه هيرمان سسم بقضيه تجسس العميل الاميركي السابق الدرش اميس / والذي كان يزود الاستخبارات الروسيه السابقه ال كي جي بي بالمعلومات .

وعلى ايه حال فان تسريب لتوانيا للمعلومات تعتبر الاسوء منذ الحرب البارده .و كشفت القضيه مدى ضغف الناتو بعد توسعه الى اوربا الشرقيه؟ .

لتوانبا ذلك البلد الصغير البالغ تعداد سكانه ب 1.3 مليون والذي انضم الى الحلف في 2004 بقرار من الناتو مع ستة دول اوربيه اخرى ، حينها وصفها وزير الدفاع الالماني الاسبق بيتر ستروك من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بانه " خطوه عظيمه باتجاه اوربا حره وغير مقسمه وخطوه باتجاه حلف ناتو اقوى واكثر امنا" .

وقد اسدلت هذه القضيه بظلالها على طبيعه الحياه في مدينه تالين /استونيا والتي لم تكن يختلف التعامل معها عن المانيا او ايطاليا في اطلاعها على المعلومات الحساسه او المصنفه .

اما روسيا التي تنظر الى الناتو بنظره الريبه فقد اختارت ان تغير اهتمامها باتجاه دول البلطيق وكانت موفقه بالوصول الى قلب بروكسل/ مقر الناتو وباقل المخاطر وهي تكمن كل الامتنان الى هيرمان سسم بدوره بهذه القضيه .

المحققون يتوقعون بان هيرمان سسم كان يعمل لصالح المخابرات الروسيه منذ مطلع الثمانينات حيث كانت استونيا تتطلع لاستقلالها . روسيا التي كانت تتحسر على خساره احدى دول البلطيق استونيا مازالت تحتفظ بالتأثير عليها في يومنا هذا .

وحسب قول عضو برلمان دوله استونيا راهوماجي فان الاستخبارات الروسيه قامت بتجنيد هيرمان سسم منتصف التسعينيات . واحتمال ان تكون الاستخبارات الروسيه ال اس في ار التي حلت بديلا عن الكي جي بي هي التي خلقت من هيرمات سسم عميلا نائما .

وقد تدرج هيرمان سسم بسرعه في مناصبه واصبح مديرا لشرطه استونيا عام 1994 بعد ذلك تحول الى وزاره الدفاع ليكون مسؤولا عن التنسيق السري مع الناتو وهكذا وجدته روسيا عام 2004 ليكون عميلا ذات قيمه عاليه .

مازال المحققون يعتقدون بان تعاون سسم في هذه القضيه كان بدوافع ماليه حيث يملك عقارات في مدينه ساوي الصغيره والقريبه من مدينه تالين مثل بقيه كبار الوزراء في الحكومه .والتحقيقات جاريه للكشف عن علاقاته . وكشفت التحقيقات بان عميل ال اس في ار كان المسؤول عن ادامه العلاقه بهيرمان سسم وهو يحمل جوازسفر اسباني مزور يطوف به اوربا.

المسؤولون في استونيا يتوقعون تقديم قضيته للقضاء مطلع 2009 .

الناتو مهتم حاليا لحل لعبه روسيا الاستخباريه وذكرت المصادر في بروكسل بان نتائج هذه القضيه من شانها تغير اسلوب او طريقه التعامل بالمعلومات داخل الحلف .وربما تكون قضيه هيرمان سسم الخيط الذي يوصلهم الى كشف تسريبات وعملاء اكثر داخل اعضاء الناتو من اوربا الشرقيه وهذا ما هو متوقع .وذكر المسؤولون في بروكسل " يبدو ان المخابرات الروسيه تمتلك اكثر من عميل من نوع هيرمان سسم في دول البلطيق "

ترجمه

جاسم محمد

عن الدير شبيغل الالمانيه الصادره في 11 نوفمبر 2008