1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قمة المناخ وبصيص الأمل

٢١ ديسمبر ٢٠٠٩

أظهرت قمة المناخ في كوبنهاغن، بالدرجة الأولى، أن السراء والضراء أصبحا شأنين عالميين، وأن البشرية في حاجة إلى بعضها البعض. كما كان واضحا أن رهانات هذه القمة كانت أكبر من مجرد حماية المناخ.

https://p.dw.com/p/L9tK
قمة كوبنهاغن تبقي على الأمل في مستقبل أكثر رفقا بالبيئة، وأكثر عدالة

أسفرت قمة المناخ في كوبنهاغن عن فشل ذريع للسياسات الرسمية، لكنها أظهرت في الوقت ذاته إمكانية تضامن واتحاد مواطني كثير من الدول للدفاع عن قضية ما. إن الأمر لم يقتصر في كوبنهاغن على المناخ فحسب، وإنما دار أيضا حول الحق في التنمية، والحق في الغذاء، والحق في المياه، وبالتالي الحق في البقاء على قيد الحياة.

كما أنه لم يحدث أن مارس المجتمع المدني ضغوطا على السياسيين بهذا القدر، وراقبهم بشكل دقيق، كما حدث في قمة كوبنهاغن. وسواء أكان ذلك عن طريق المظاهرات، أو الندوات، أو العمل الفعال الذي قامت به منظمات غير حكومية ولعبت فيه جماعات ضغط بمهنية عالية. وظهر أن السياسة العالمية لم تعد توضع من الفوق فقط، وإنما تشارك فيها القواعد التحتية أيضا. وكان ضغط مكونات المجتمع المدني من القوة، ما قد يفرض على السياسيين استحضار المقولة الشهيرة للأديب والمسرحي الألماني برتولت بريخت عام 1953 والتي تساءل فيها بتهكم عما إذا لم يكن من المفيد أن تنتخب الحكومة الشعب؟

Helle Jeppesen
المحررة هيله ييبيزين: قمة كوبنهاجن لم تكن قمة مناخ فقطصورة من: DW/ Helle Jeppesen

تفاقم الهوة بين الشمال والجنوب

تزداد الهوة عمقا بين الأغنياء والفقراء، بين الشمال والجنوب، وبين الموت والكفاح من أجل البقاء. ويتشعب الشرخ كالجرح العميق، ليس فقط خلال المفاوضات بشأن المناخ، وإنما خلال المجتمع المعولم على المستوى الدولي. جرح يفرز أشد المشاعر البشرية قبحا: الطمع، والغرور، والخوف، وعدم الثقة.

بيد أن أي جرح عميق لا بد أن يبدأ اندماله من عمقه، إذا ما كان يراد له أن يندمل دون التحول إلى قرحة مليئة بالصديد. وهذا بالضبط ما قد يمكن أن يكون نتيجة لقمة كوبنهاغن: شفاء الجرح ابتداء من العمق. وما رأيناه في كوبنهاغن وخاصة لدى المنظمات غير الحكومية، والباحثين، وممثلي الاقتصاد، من نشاط وتضامن وحماس، يمكن أن يعمل على اندمال الجرح العالمي، وأن يحدد الطريق التي لا تؤدي إلى مستقبل أكثر رفقا بالبيئة فحسب، وإنما أيضا إلى مستقبل أكثر عدالة.

الكاتب:هيله ييبيزين Helle Jeppesen

مراجعة: حسن زنيند