1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قناة الجزيرة: بوق دعاية أم قفزة في المشهد الإعلامي العربي

أحمد فاروق٥ سبتمبر ٢٠٠٧

تتضارب الآراء حول قناة الجزيرة والدور الإعلامي الذي تضطلع به، فمنها تلك التي تصف القناة بالشعبوية ومحاباة الإرهابيين ومنها من ترى فيها خطوة عملاقة في الفضاء الإعلامي العربي ، كسرت رتابة الإعلام الرسمي.

https://p.dw.com/p/BbSv

على هامش المؤتمر الدولي الذي استضافته مدينة بون الألمانية لمناقشة دور الإعلام في التوعية بالأهداف التنموية للألفية الثالثة، التقت دويتشه فيله، محمد بدر السادة، نائب مدير عام لقناة الجزيرة ، الذي أشترك في المؤتمر وتطرق إلى السياسة الإعلامية لقناة الجزيرة في ظل الانتقادات الموجهة لها بعدم المهنية وبتعبئة الرأي العام العربي. وتتمتع قناة الجزيرة الفضائية بشعبية كبيرة في العالم العربي والإسلامي ولا شك أنها منذ انطلاقتها عام 1996 خلقت فضاء جديدا لحرية التعبير لم يكن معهودا في العالم العربي نظرا لهيمنة الأنظمة الحاكمة على الإعلام وحجبها للآراء المعارضة.

واستطاعت الجزيرة خلال سنوات قليلة أن تصبح أكبر قناة إخبارية عربية، كما أنها كانت سببا في انطلاق فضائيات منافسة. ومع انطلاق قناتها باللغة الإنجليزية في نهاية العام الماضي تخطت الجزيرة حدودها الإقليمية المحصورة في العالم العربي، لكن هناك الكثير من الجدل يثار حول توجهاتها سواء في الغرب أو العالم الإسلامي. ومن أسباب هذا الجدل إفساح الجزيرة المجال أمام مروجي الفكر السلفي أو الجهادي للكلام عبرها من خلال بث أشرطة لزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن أو إجراء لقاءات مع زعماء من حركة طالبان المتطرفة كالملا داد الله، الذي قُتل هذا العام في أفغانستان.

انتقادات لا أساس لها من الصحة!

Kopfgeldpraktiken der Amerikanischen Behörden, Ben Laden wird gesucht
أسامة بن لادن: الإرهاب والإعلام

في معرض رده على تلك الانتقادات يوضح محمد بدر السادة نائب مدير عام قناة الجزيرة بالقول: "في أحايين كثيرة نُتهم بأننا بوق لأسامة بن لادن. نحن لسنا بوق لأسامة بن لادن، منذ عام 2001 إلى الآن لم نتلق سوى ستة أشرطة من أسامة بن لادن ولم نعرض من كل شريط سوى أربع دقائق". ويضيف بدر السادة أن المادة المعروضة "تتعلق بالقيمة الخبرية من هذا الشريط، على النقيض تماما من أحدى شبكات التلفزة الأمريكية، التي أجرت لقاءً مدته خمسا وأربعين دقيقة مع أسامة بن لادن لم يحذف منها ولا دقيقة".

الجزيرة: قناة شعبوية؟!

Hisbollah Proteste Libanon
مظاهرات في لبنان ترفع صورة حسن نصر اللهصورة من: AP

ومع تميز الجزيرة بالمهنية العالية وسرعة إيصال الخبر إلا أن مراقبين يرون أنها أسهمت في تأجيج الرأي العام في العالم الإسلامي فيما يتعلق ببعض القضايا، ككلمة البابا بنديكتوس السادس عشر المثيرة للجدل والتي أشار فيها إلى انتشار الإسلام بحد السيف. عن هذا يرد بدر السادة بالقول: "الجزيرة نقلت خبرا ولم تعمل على تأجيج الرأي العام"، ويتابع قائلا:"لا يتعلق الأمر فقط بقضية البابا، وإنما حتى الأمريكان مثلا، أرسلوا لنا رسائل تتهمنا بعدم المهنية، ونحن نقول، رسالتنا لهم أكبر دليل على أننا مهنيون، الأرشيف الذي تحويه الجزيرة، الأرشيف مفتوح لكل شخص، الجزيرة تعطي لكل طرف من الأطراف وقته المحدد".

وفي الوقت نفسه يدرك بدر السادة أن هناك بعض الأخطاء ترتكب من طرف مذيعي الجزيرة في مثل هذه القضايا إذ يخرجون أحيانا عن طور الحياد. ويعلق على ذلك بقوله: "إذا كانت هناك أخطاء، قد تكون أخطاء فردية. أكثر من مذيع أخطا مثلا في لقاء مع مسؤول إسرائيلي وارتفعت نبرة صوته لأنه مسؤول إسرائيلي، لكن في النهاية يُقيم ويُحاسب على ما قيل."

الجزيرة: مساهمة في دمقرطة العالم العربي

ويرى محللون أن الجزيرة أسهمت منذ تأسيسها في دمقرطة العالم العربي، لكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تزايدت الانتقادات الموجه إليها بحجة أن تغطيتها للأحداث يغلب عليها الطابع التعبوي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وأنها تدغدغ المشاعر القومية العربية في تناولها لقضايا الشرق الأوسط. إلا أنه ورغم هذه الانتقادات فمما لا شك فيه أن الجزيرة كانت بمثابة حجر في بحيرة الإعلام العربي الراكدة.